قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، مساء اليوم الاربعاء 12 فبراير 2025 ، إن التقديرات الأمنية في إسرائيل ، ترجح أن حركة حماس معنية بمواصلة تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، والسير قدمًا في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية.
وبحسب التقديرات، فإن قرار حماس يأتي في ظل “الضغوط الداخلية المتزايدة عليها من سكان قطاع غزة ، الذين عادوا إلى شمالي القطاع، وعاينوا الدمار الواسع” الذي خلّفته حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
ويرى مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن الحركة تدرك أن “عدم تحقيق إنجاز ملموس لسكان غزة قد يزيد الغضب الشعبي ضدها”. وأشارت التقديرات إلى أن تفجير الصفقة قد يؤدي إلى توقف عمليات الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وتعطيل إدخال المساعدات الإنسانية، وعرقلة جهود إعادة الإعمار الأولية في شمال القطاع، ما قد يفاقم الأزمة الإنسانية.
ولذلك، فإن حماس تسعى للاستمرار في المفاوضات، وتعزيز فرص تنفيذ الاتفاق حتى إنهاء الحرب الإسرائيلي على غزة وتحقيق وقف مستدام لإطلاق النار.
وأضاف التقرير أن الحركة قد تبادر إلى تسريع تنفيذ مراحل الصفقة، بما يشمل تقليص الفترات الزمنية بين عمليات التبادل، خاصة أن بعض من سيتم الإفراج عنهم إلى قطاع غزة ضمن الاتفاق هم قيادات بارزة أو شخصيات يمكنها المساهمة في إعادة بناء هيكلية الحكم في غزة.
ونقلت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) عن مصادر فلسطينية وصفتها بـ”المطلعة”، لم تسمها، أن حركة حماس تميل إلى الموافقة على تنفيذ دفعة جديدة من عملية تبادل الأسرى، والتي من المتوقع أن تتم يوم السبت المقبل، وتشمل ثلاثة أسرى إسرائيليين.
وكانت حماس قد أعلنت في وقت سابق عن تعليق تنفيذ الدفعة المقبلة من الصفقة، والتي كان من المقرر أن تتم يوم السبت المقبل، متهمة إسرائيل بخرق البروتوكول الإنساني للاتفاق. في المقابل، هدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأن على حماس إطلاق سراح جميع الأسرى بحلول ظهر السبت، وإلا فإنها ستواجه “ردًا من الجحيم”.
من جهتها، أرسلت الحكومة الإسرائيلية إشارات متباينة بشأن موقفها من الصفقة، قبل أن يصدر موقف إسرائيلي عن “مسؤول رفيع” يرجح أنه من مكتب نتنياهو، يؤكد التزام إسرائيل بالمرحلة الأولى، شريطة أن يتم الإفراج عن الدفعة التالية من الأسرى الإسرائيليين في موعدها المحدد.
وفي هذه الأثناء، تعمل قطر ومصر على إنقاذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حسبما أفاد مصدر فلسطيني تحدث لوكالة “فرانس برس”، في أعقاب تهديدات تل أبيب وواشنطن باستئناف الأعمال القتالية إذا لم يتم الإفراج عن دفعة الرهائن السبت، وهو ما رفضته الحركة.
وبموجب الاتفاق، أُفرج عن 16 رهينة إسرائيليين كانوا محتجزين في غزة و765 فلسطينيا كانوا معتقلين في السجون الإسرائيلية في إطار خمس عمليات تبادل، على أن تُنظّم عملية أخرى السبت. وأُطلق سراح خمسة أسرى تايلانديين خارج إطار عمليات التبادل هذه.
والإثنين، أعلنت الحركة الفلسطينية أنها لن تفرج عن الرهائن السبت حتى تتوقف إسرائيل عن “تعطيل الاتفاق” وتعود إلى الالتزام به وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية التي قالت إنها تعيقها. وردا على التهديد باستئناف الحرب و فتح أبواب “الجحيم”، قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، الأربعاء، إن “موقفنا واضح ولن نقبل بلغة التهديدات الأميركية والإسرائيلية”.
وأضاف في تصريح صحافي “على إسرائيل الالتزام بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار حتى يتم الإفراج عن الأسرى… تصلنا وعود من قبل الوسطاء لإلزام الاحتلال بتنفيذ بنود الاتفاق… نطالب إسرائيل بالالتزام بالبروتوكول الإنساني المتفق عليه”.
بدورها، حمَّلت “سرايا القدس “، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، “حكومة الاحتلال تبعات التنصل من التزاماته تجاه شعبنا المنكوب والخروقات المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار… وأن مصير الأسرى لدى المقاومة مرتبط بسلوك نتانياهو سلبا أو إيجابا”.
وأكدت الحركة “على القاعدة الثابتة أننا ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار بكل حيثياته ما التزم به العدو”، فيما وصل وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية الأربعاء إلى القاهرة للقاء المسؤولين الأمنيين المصريين.
والأربعاء، قال مصدر فلسطيني إنّ “الوسطاء على تواصل مع الطرف الأميركي… ويعملون بشكل مكثف من أجل إنهاء الأزمة لإلزام إسرائيل بتنفيذ البروتوكول الإنساني في اتفاق وقف النار وبدء مفاوضات المرحلة الثانية”.
ومن المفترض أن تفضي المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين ووقف الحرب قبل المرحلة النهائية المخصّصة لإعادة إعمار القطاع، والتي تحتاج إلى 53 مليار دولار وفق تقديرات الأمم المتحدة.
غير أنّ الحكومة الإسرائيلية رفضت حتى الآن استئناف المحادثات. وفي ظلّ تصاعد التوترات التي تتهدّد الاتفاق الهش لوقف إطلاق النار، أرسل الجيش الإسرائيلي تعزيزات إلى محيط قطاع غزة الذي دمّرته حرب استمرّت 15 شهرا.
وأعلن الأربعاء أنّه نفذ غارات جوية استهدفت شخصين كانا يحاولان استعادة طائرة مسيّرة من دون تحديد مصيرهما. وأشار إلى “محاولات عديدة” جرت مؤخرا لتهريب أسلحة إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.