أبوظبي في 9 مايو/ وام/ انتهت هيئة البيئة – أبوظبي من قياس مؤشر التنوع البيولوجي للمدن في مدينة أبوظبي والذي يعتبر أداة تقييم ذاتي للمدن في جميع أنحاء العالم لقياس ورصد التقدم المحرز في جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي ووسيلة قيمة لنشر الوعي بين سكان المدن لحماية التنوع البيولوجي والنظم البيئية.
ويهدف المؤشر إلى مساعدة المدن في تحقيق التنمية المستدامة حيث يمكن للتنوع البيولوجي والبشر أن يحققوا النمو والازدهار في تناغم ووئام، وفي الوقت نفسه معالجة مخاطر فقدان التنوع البيولوجي وآثار تغير المناخ استنادًا إلى أفضل الممارسات العلمية التي أُتيحت خلال العقد الماضي.
كما يهدف إلى تحقيق بيئة مستدامة وتعزيز القدرة البيولوجية الكافية للتصدي لأي انتهاكات بيئية فضلاً عن المساهمة في توجيه الجهات الحكومية المحلية والوطنية والإقليمية بشأن قياس التنوع البيولوجي ومدى صحة النظام البيئي ونجاح الممارسات المتبعة لإدارته.
ويقيس هذا المؤشر أداء المدن في إدارة التنوع البيولوجي الحضري ويمنح النقاط لثلاث فئات تتضمن عدد أنواع النباتات والحيوانات في المدينة والخدمات التي توفرها هذه النباتات والحيوانات مثل التلقيح وتخزين الكربون ومدى نجاح المدينة في إدارة تنوعها البيولوجي للحفاظ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية والأنواع الفطرية.
وتساهم الأشجار والمساحات الخضراء في المدن في التقليل من التأثيرات السلبية لتغير المناخ من خلال تخزين الكربون وخفض درجة الحرارة وتنقية الهواء وغيرها من الخدمات البيئية التي توفرها النباتات الموجودة في المزارع أو على جوانب الطرقات وفي الحدائق داخل المدن وفي المناطق الخضراء الأخرى الأمر الذي سيدعم الجهود المبذولة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة وتوفير موائل للحيوانات المحلية الأخرى.
وقامت الهيئة بجمع البيانات لقياس معايير المؤشر من عدة أماكن حضرية مثل الحدائق العامة ونوادي الغولف والوديان وذلك من خلال إجراء مسوحات ميدانية قام بها فريق تقييم ومراقبة التنوع البيولوجي بالهيئة.
كما تم جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بالنظم الجغرافية والمعلومات الخاصة بالأنشطة التوعوية التي جمعتها الهيئة وشركائها من الجهات الحكومية الأخرى للحصول على معلومات لتقييم المؤشرات بشكل دقيق حيث تم التعاون مع دائرة البلديات والنقل ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي ومركز الإحصاء أبوظبي وحديقة حيوانات العين وغيرها من الجهات الحكومية والخاصة.
وتم تقييم الأنواع والعائلات التي تتضمن 192 نوعاً من النباتات منها 122 نباتاً محلياً و70 نوعاً من النباتات الدخيلة، كما تم تقييم الثدييات والتي تضم 15 نوعاً 7 منها دخيلة، فضلا عن تقييم الزواحف والتي تضم 29 نوعاً واحدة منها دخيلة، في حين تم تقييم 431 نوعاً من الطيور 396 منها من الأنواع المحلية و35 نوعاً من الطيور الدخيلة، كما تم تقييم اللافقاريات والحشرات – بما فيها الدبابير واليعاسيب والفراشات والعقارب والجنادب والخنافس والتي تضم 108 أنواع 103 منها من الأنواع المحلية و5 أنواع من الأنواع الدخيلة.
وكشفت البيانات عن وجود تنوع بيولوجي كبير في مدينة أبوظبي حيث تم خلال السنوات الماضية رصد ما لا يقل عن 20 نوعًا من اللافقاريات أضيفت لأول مرة إلى قوائم العلم وتم العثور عليها داخل حدود مدينة أبوظبي شملت المناطق المحمية مثل محمية الوثبة للأراضي الرطبة ومنتزه القرم الوطني ومن أنواع الحشرات الجديدة للعلم الذبابة الراقصة ودبور الحفار والتي تم رصدهما في محمية الوثبة للأراضي الرطبة ومن النباتات تم رصد العديد من الأنواع العشبية النادرة مثل حلفا التي عُثر عليها تنمو في بعض المناطق بجزيرة السعديات.
وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: ” انضمت مدينة أبوظبي إلى قائمة تضم 39 مدينة حول العالم قامت بتطبيق مؤشر التنوع البيولوجي للمدن لتكون الأولى في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، الأمر الذي يعتبر إنجازاً كبيراً للهيئة يضاف للإنجازات التي حققتها الهيئة في مجال المحافظة على التنوع البيولوجي ويؤكد على نجاح جهودها للارتقاء بالوظائف الحيوية للأنظمة البيئية والتي تُعد إحدى المُؤَشرات الرئيسة الدالة على جودة الحياة ورفاهية الإنسان فضلاً عن أهمية ودقة البيانات التي جمعتها الهيئة على مدى السنوات الماضية”.
وأشارت سعادتها إلى أن المعايير التي يقيسها المؤشر تعكس مدى إدراك المجتمع للقيم الموجودة في النظم الأيكولوجية ومدى مساهمته في حماية التنوع البيولوجي من خلال إشراكه في برامج رصد التنوع البيولوجي وحفظه وتوثيقه لتعزيز قدرة المدينة على جمع البيانات عن تنوعها البيولوجي وبالتالي تحسين جودة البيانات وتعزيز المعرفة بالتنوع البيولوجي للمدينة.
وأضافت أن الجهود التي تبذلها الهيئة لإشراك المجتمع في مساعيها لحماية التنوع البيولوجي ساهمت في درجة التقييم التي حصلت عليها الهيئة، مشيرة إلى أن الهيئة ومن خلال علم المواطنة توفر فرصة لإشراك أفراد المجتمع بطريقة هادفة في القضايا البيئية ومنها التطبيق والموقع الإلكتروني “طبيعة أبوظبي” الذي أطلقته الهيئة مؤخراً لمساعدة الجمهور في معرفة المزيد عن الحياة البرية في إمارة أبوظبي وتسجيل مشاهداتهم للأنواع البرية والبحرية.
من جهته قال أحمد الهاشمي المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري: “أظهرت نتائج المؤشر أن نسبة الاستدامة في مدينة أبوظبي مرتفعة مقارنة بباقي المدن التي قامت باستخدام المؤشر وهذا يعكس الجهود المبذولة في مدينة أبوظبي لتحقيق بيئة مستدامة ويعود ذلك بالتأثير الإيجابي على جودة الحياة والتنوع البيولوجي في الإمارة الأمر الذي سيساهم في توفير بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة”.
وأضاف الهاشمي أن مدينة أبوظبي لن تكتفي بالنتائج المرتفعة التي حصلت عليها ولكنها ستسعى لتحقيق مستوى مثالي من الاستدامة البيئية من خلال وضع خطط عمل مع فريق سنغافورة للتنوع البيولوجي للمدن لتحديث مؤشرات تتناسب مع البيئة الصحراوية بالإضافة إلى توسيع نطاق المسح الميداني ليشمل مدينة العين والظفرة والاستمرار بإعادة تقييم المؤشرات بشكل دوري لمعرفة التحديثات المحرزة.
ومع الانتهاء من قياس مؤشر التنوع البيولوجي للمدن تكون مدينة أبوظبي قد انضمت إلى عدد من المدن من جميع أنحاء العالم، والتي انتهت من قياس المؤشر في مدنها مثل بروكسل في بلجيكا وادمونتون في كندا وحيدر أباد في الهند وناغويا في اليابان وأوكلاند في نيوزيلندا ومدنية سنغافورة ولندن بالمملكة المتحدة ولوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقد كشفت نتيجة التقييم عن حصول مدينة أبوظبي على 86 درجة من أصل 100 درجة والتي تعد درجة مرتفعة مقارنة بباقي المدن التي قامت باستخدام المؤشر.