تحدثت الكاتبة البيروفية، ماري أرانا، عن كتابها السادس الذي يتحدث عن أوضاع الشعوب اللاتينية في الولايات المتحدة، وقالت في مقابلة مع صحيفة «إيل باييس» الإسبانية إن اللاتينيين، بعد أن أسهموا في نجاح دونالد ترامب بالانتخابات، يشعرون بالخوف، لأنه يمكن أن يتم ترحيلهم، مضيفة أن اللاتينيين يعدّون محركاً ضخماً للتطور وتحريك الاقتصاد في الولايات المتحدة.. وفي ما يلي المقابلة:
■ ما الذي دفعك إلى تأليف كتابك السادس؟
ÀÀ كانت أميركا اللاتينية محور كل أعمالي لـ25 عاماً، بعد أن أدركت أن الولايات المتحدة لا تعرف شيئاً تقريباً عن جيرانها إلى الجنوب. وكان من أبرز الأمثلة على ذلك عندما عاد الرئيس السابق رونالد ريغان من أميركا اللاتينية قائلاً: «هناك بعض البلدان الصغيرة، وكلها مختلفة». وتمتلك الولايات المتحدة أكبر عدد من السكان الناطقين بالإسبانية في العالم بعد المكسيك. وكنت بحاجة إلى شرح من نحن، وأقوم ببناء نصب تذكاري للاتينيين وكل كتاب أنشره هو بمثابة لبنة.
■ كم استغرق تأليف هذا الكتاب؟
■■ نحو عامين، وتعين عليّ التخلي عن عملي مديرة أدبية لمكتبة الكونغرس كي أكرّس نفسي بصورة شاملة للكتابة وإعادة البحث.
■ هل كنت قادرة على فهم ما يريده الشعب اللاتيني؟
■■ إنهم يريدون ثلاثة أشياء، أولاً وقبل كل شيء، يريدون التقدم الاقتصادي، وهذا ما لم يفهمه الحزب الديمقراطي بعد، فالوظائف هي الأولوية الأولى قبل الإدماج، فالطبقة المتوسطة والطبقة الدنيا لديهما ما يصل إلى ثلاث وظائف في الوقت نفسه. ثم هناك حاجة إلى الأمن، وأخيراً التعليم حتى يتمكن أطفالهم من أن يكونوا جزءاً من نظام اقتصادي مزدهر.
لقد أجريت مقابلات مع أشخاص كانوا أطباء في بوليفيا، وأصبحوا ممرضين هنا، أو كانوا مدرسين في غواتيمالا، ويعملون خدم منازل هنا، وهم يتسامحون مع هذا التغيير لإعطاء أطفالهم فرصة للقيام بما يريدون.
■ تشيرين في كتابك إلى أن هذا يفسر سبب تصويت اللاتينيين لدونالد ترامب.
■■ بالضبط، لكنه متناقض في الوقت نفسه، لأنه قد يعني الترحيل. هناك منظمات تحاول طمأنة المهاجرين بأنه في حال لم يرتكبوا أي عمل إجرامي فلن يتم ترحيلهم، ولكن في الواقع ليس لدينا ضمان لهذا. والوضع يدعو للقلق. إذا قرر ترامب جعل الأمور صعبة على أطفال برنامج داكا، وتخويف السكان اللاتينيين في الولايات المتحدة، وقطع العلاقة مع المكسيك، فسيكون هناك تأثير ملحوظ في البلاد. من المهم تأمين الحدود، لكن تقليص عدد السكان اللاتينيين في الولايات المتحدة سيكون خطأ فادحاً. ولقد ذكرت الإدارة بالفعل أن هناك العديد من المشاريع غير الضرورية التي سيتم إلغاؤها، وأخشى أن يؤثر هذا في بناء أول متحف وطني لاتيني أميركي، والذي بدأ بالفعل. وأعتقد أن هناك الكثير مما يمكن قوله عن سكاننا غير المرئيين، فهناك 65 مليون شخص غير مرئيين.
■ ما الدور الذي يلعبه اللاتينيون في مجتمع الولايات المتحدة؟
■■ إنهم يمثلون محركاً ضخماً للتطور، ولديهم إمكانات هائلة كسوق ومنتجين. واللاتينيون هم القوة الكبرى في الأعمال الصغيرة، وإمكانات النمو هائلة. وأذهب إلى المؤتمرات طوال الوقت لتقييم القوة الاقتصادية التي يمثلها اللاتينيون، وهي غير عادية. وبعيداً عن قطاع التكنولوجيا، ستعتمد أغلب الشركات قريباً على العمال من أصول لاتينية. ونظراً لهذا الواقع، فإن عدم وجود لاتينيين في مجالس الإدارة والمناصب القيادية أمر غير حكيم.
■ ما الذي تقولينه للاتينيين في الولايات المتحدة؟
■■ عليكم أن تتعرفوا إلى تاريخنا، وتعلموا كل شيء عنه، وهو تاريخ طويل؛ وتتعرفوا إلى إنجازاتنا، وهي كثيرة في جميع المجالات: العلوم والموسيقى والفنون والأدب، والتي لاتزال مدفونة. ويرجع هذا إلى حد كبير إلى الشعور بعدم الانتماء، ولكن أيضاً لأننا فشلنا في فهم أننا بحاجة إلى التعرف إلى إرثنا من أجل تحقيق إمكاناتنا الهائلة.
■ ما الشيء الأكثر أهمية الذي يجب الاعتراف به بشأن اللاتينيين في الولايات المتحدة؟
■■ من الأشياء المهمة معرفة أننا لسنا وافدين جدداً، فنحن جزء قوي ومهم للغاية من تاريخ هذا البلد، ولكنني استلهم من الطريقة التي تغلبنا بها على عملية التغطية التي فرضت على وجودنا، لأنه من الواضح لي أنه في كل مكان ننظر إليه، هناك لاتينيون استثنائيون. عن «إيل باييس»