في تطور غير متوقع، وجد عروسان تركيان نفسيهما في مرمى نزاع قضائي بسبب أغنية أدّياها خلال حفل زفافهما. هذه القصة، التي بدأت بمقطع فيديو بسيط انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أثارت جدلاً واسعاً حول حقوق الملكية الفكرية للموسيقى في تركيا، وكيف يمكن أن تؤثر على الأفراد في مناسباتهم الخاصة. الفيديو الذي حقق ملايين المشاهدات والإعجابات على مدار عامين، تحول فجأة إلى مصدر قلق للزوجين، بعدما تقدم الفنان صاحب الأغنية بشكوى ضدهما.
تفاصيل الواقعة: أغنية زفاف تتحول إلى قضية قانونية
بدأت القصة في يونيو 2023، عندما قام الشاب حسن باشكايا وعروسه بغناء أغنية “Ne Bilsin Eller” للفنان التركي جوشكون ديرك خلال حفل زفافهما. قام أحد الحاضرين بتصوير هذه اللحظة المميزة ومشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي. في البداية، لم يحظ الفيديو بشهرة كبيرة، حيث اقتصرت تفاعلاته على حساب الزوج الأصلي على حوالي 1500 إعجاب. ولكن مع مرور الوقت، انتشر المقطع بشكل كبير على صفحات أخرى، محققاً أرقاماً مذهلة وصلت إلى ملايين المشاهدات.
مطالبة الفنان بالتعويض: 300 ألف ليرة تركية
بعد عامين من انتشار الفيديو، تلقى العروسان مفاجأة صادمة. تقدم الفنان جوشكون ديرك بشكوى رسمية ضدهما، مطالباً بتعويض مالي قدره 300 ألف ليرة تركية. السبب المعلن هو استخدام الأغنية دون الحصول على إذن مسبق، مما يشكل انتهاكاً لـ حقوق الفنان.
أعرب الزوج، وهو مدرس موسيقى، عن دهشته واستيائه من المبلغ المطالب به. وأكد أنهما لم يحققا أي ربح مادي من خلال الفيديو، وأن الدافع الوحيد كان الاحتفال بهذه المناسبة الخاصة. وبشكل مثير، ذكر الزوج أن الفنان كان قد علّق في البداية على الفيديو بإيموجي تصفيق، تعبيراً عن إعجابه، بل ووافق على اعتذارهما عن الاستخدام غير المصرح به قبل أن يحذف تعليقه لاحقاً.
ثغرات قانونية وحقوق الموسيقى في تركيا
هذه القضية سلطت الضوء على بعض الثغرات القانونية المتعلقة بـ قانون حقوق الطبع والنشر في تركيا. كما أوضح الزوج، حتى نشر مقاطع قصيرة أو قصص (Stories) على وسائل التواصل الاجتماعي دون تحقيق أي مكاسب مادية قد يعرض صاحبه للمساءلة القانونية. وهذا الأمر يثير قلق العديد من الهواة والموسيقيين الذين يشاركون أعمالهم أو يؤدون أغاني الآخرين بشكل عفوي.
الجدل هنا لا يقتصر على الجانب القانوني، بل يمتد ليشمل الجانب الأخلاقي. فهل من المنطقي مطالبة عروسين بتعويض مالي كبير مقابل أداء أغنية في حفل زفافهما، خاصةً وأن الفيديو لم يحقق لهما أي أرباح؟ هذا السؤال يطرح تساؤلات حول التوازن بين حماية حقوق الفنان وتشجيع الإبداع والتعبير عن الفرح في المناسبات الشخصية.
عرض للصلح ومحاولة لتجاوز الخلاف
على الرغم من هذه التطورات، أكد العروسان أنهما لا يزالان يقدران الفنان جوشكون ديرك وأعماله. وقدما عرضاً للصلح، مقترحين عليهما أن يغنيا الأغنية معه ويصورا كليباً مشتركاً إذا رغب في ذلك.
وأضاف الزوج: “نرجو فقط أن يسحب الدعوى”. هذا العرض يعكس رغبتهما في تجاوز الخلاف والحفاظ على الاحترام المتبادل، مع التأكيد على أنهما لم يقصدا الإساءة إلى الفنان أو انتهاك حقوقه.
الخلاصة: دعوة لإعادة النظر في قوانين حقوق الموسيقى
إن قضية العروسين التركيين هي بمثابة ناقوس خطر يدعو إلى إعادة النظر في قوانين حقوق الملكية الفكرية للموسيقى في تركيا. من الضروري إيجاد حلول عملية وعادلة تحمي حقوق الفنانين، وفي الوقت نفسه لا تعيق التعبير عن الفرح والإبداع في المناسبات الشخصية.
هذه القصة تذكرنا بأهمية الوعي بحقوق الملكية الفكرية واحترامها، ولكنها أيضاً تؤكد على ضرورة وجود قوانين مرنة تتناسب مع طبيعة العصر الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي. نتمنى أن يتم التوصل إلى حل ودي في هذه القضية، وأن تكون عبرة للجميع في التعامل مع حقوق الموسيقى. شارك برأيك حول هذه القضية، وهل تعتقد أن الفنان محق في مطالبته بالتعويض؟ دعنا نناقش هذا الموضوع الهام في قسم التعليقات أدناه.



