دعت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، الشباب الإماراتي إلى تبني التعلم المستمر والابتكار، مؤكدة على أهمية دورهم في بناء مستقبل مشرق للقطاع الثقافي في دبي. وأكدت على أن دبي توفر بيئة مثالية لصقل المهارات والاستفادة من الفرص الواسعة، مع ضرورة عدم التردد في طرح أفكار جريئة تساهم في تطوير هذا القطاع الحيوي وتعزيز مكانة الإمارة على الخريطة العالمية. هذا الحث يأتي في سياق رؤية شاملة تهدف إلى الاستثمار في الشباب وتهيئتهم لقيادة التحولات الثقافية المستقبلية.

دبي رائدة عالمياً في الصناعات الإبداعية والثقافية

تتميز دبي بمنظومة اقتصادية وإبداعية وثقافية متكاملة ومرنة، وقد نجحت في ترسيخ مكانتها كمركز عالمي رائد بفضل رؤية قيادتها الرشيدة. هذه البيئة الداعمة، المدعومة بتشريعات استثمارية جاذبة، أسهمت في نمو قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية بشكل ملحوظ.

هالة بدري أوضحت أن الهيئة تعمل باستمرار على تعزيز هذا الحضور الدولي من خلال تنظيم فعاليات ومهرجانات متنوعة، وتبني سياسات تدعم قوة الصناعات الثقافية والإبداعية كمحرك أساسي لنمو الاقتصاد الإبداعي لدبي. هذا التوجه يعكس التزام دبي بتحقيق التنمية المستدامة من خلال تنويع مصادر الدخل وتعزيز الابتكار.

رؤية استراتيجية طموحة لتعزيز المشهد الثقافي

تستند هيئة الثقافة والفنون في دبي إلى رؤية استراتيجية واضحة وطموحة، ترتكز على خمسة محاور رئيسية: دعم المواهب، والمسؤولية الثقافية، ودعم الاقتصاد الإبداعي، وتمكين المشاركة، وتعزيز المكانة العالمية.

مبادرات لدعم المبدعين الشباب

تسعى الهيئة إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال منظومة متكاملة تعتمد على الابتكار، وتوفر بيئة إيجابية للمبدعين لتبادل الأفكار والرؤى، مما يعزز مكانة دبي كمركز عالمي للثقافة وحاضنة للإبداع. ولتحقيق هذا، يتم إطلاق مبادرات وبرامج متنوعة، بالإضافة إلى إقامة شراكات مع مؤسسات ومراكز إبداعية عالمية. هذه الجهود تهدف إلى فتح آفاق جديدة أمام أصحاب المواهب وتمكينهم من التعبير عن رؤاهم الإبداعية.

منظومة متكاملة تدعم ريادة دبي الثقافية

خلال السنوات الماضية، نجحت دبي في بناء منظومة اقتصادية وإبداعية وثقافية متكاملة، تتميز بالمرونة والقدرة على التكيف مع المتغيرات العالمية. هذه المنظومة مدعومة بحاضنات للمشاريع الريادية والناشئة، والتي تساهم في تهيئة مناخ داعم للمواهب والكفاءات المتميزة، وتحفزهم على مواصلة شغفهم وتحقيق قيمة اقتصادية من خلال إبداعاتهم.

هذه الجهود تتواءم مع استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي وأهداف “أجندة دبي الاقتصادية D33″، التي تهدف إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتعزيز مكانة الإمارة كواحدة من أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم. مثال حي على ذلك هو مشروع منطقة القوز الإبداعية، الذي يوفر تسهيلات وخدمات متنوعة تلبي احتياجات المبدعين والفنانين ورواد الأعمال.

مواجهة التحديات وتعزيز التنوع الثقافي

تؤكد هالة بدري أن دبي تواصل تعزيز مكانتها على الخريطة الثقافية العالمية بفضل بنيتها التحتية القوية وموقعها الاستراتيجي، بالإضافة إلى الحراك الثقافي اللافت الذي تشهده الإمارة. وهذا يتطلب مواكبة التحديات التي يشهدها القطاع الثقافي، وعلى رأسها مواكبة الابتكار الرقمي وتعزيز استدامة المؤسسات الثقافية، وبناء قدرات الكوادر الإبداعية، والمحافظة على التراث والهوية الثقافية.

تتعامل “دبي للثقافة” مع هذه التحديات كفرص لتعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية وإثراء المشهد الثقافي المحلي، وترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للثقافة وحاضنة للإبداع. ويشمل ذلك تطوير بنية رقمية متقدمة، وتبني نماذج مبتكرة في إدارة المشاريع والبرامج، والتركيز على رفع مستوى الوعي بأهمية المحافظة على التراث من خلال مبادرات مبتكرة.

الاستثمار في الشباب وتمكينهم من خلال التكنولوجيا

تعتبر هالة بدري الشباب صُناع المستقبل ومصدر الأمل والإلهام للوطن، مشيرة إلى أن القيادة الرشيدة آمنت بأهمية الاستثمار فيهم وتشجيعهم على المشاركة في مسيرة البناء والتنمية المستدامة. ولهذا، تعمل الهيئة على تمكين الشباب وتطوير مهاراتهم وتحفيز روح الابتكار لديهم، من خلال مشاريع وبرامج متنوعة.

وتشمل هذه المبادرات برنامج “منحة دبي الثقافية” الذي يهدف إلى دعم وتمكين أصحاب المواهب المحلية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى فعاليات مثل “مخيم المبدعين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” بالتعاون مع Google، وبرنامج “التدريب على الفنون والتكنولوجيا” مع شركة “رياليتي”. وتستعد دبي أيضاً لاستضافة النسخة 31 من المؤتمر الدولي للفنون الرقمية والواعدة ISEA2026، مما يعكس التزامها بتطوير الفنون الرقمية.

مؤتمر “آيكوم” – اعتراف دولي بمكانة دبي الثقافية

اختتمت هالة بدري بالإشارة إلى أهمية استضافة دبي للمؤتمر العالمي للمتاحف “آيكوم”، والذي يمثل اعترافاً دولياً بمكانة الإمارة ودورها في ترسيخ الحوار الثقافي. ومن المتوقع أن ينعكس هذا الحدث إيجاباً على قطاع المتاحف في دبي، من خلال تطوير الكفاءات والمهارات، وتحسين البنية التحتية، واعتماد حلول رقمية حديثة.

باختصار، تتبنى دبي رؤية شاملة وطموحة لدعم التراث الثقافي والابتكار في مختلف المجالات، وتهدف إلى ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للثقافة والإبداع، من خلال تمكين الشباب وتوفير بيئة داعمة للمواهب والكفاءات المتميزة.

شاركها.
Exit mobile version