في تطور دراماتيكي شهدته جمهورية بنين صباح اليوم الأحد، 7 ديسمبر 2025، أعلنت السلطات عن إحباط محاولة انقلاب عسكري نفذتها مجموعة صغيرة من الجنود. هذا الإعلان جاء بعد ساعات من بث العسكريين المتمردين بيانًا على التلفزيون الرسمي أعلنوا فيه “إقالة” الرئيس باتريس تالون. تبقى الأوضاع متوترة، ولكن التقارير الأولية تشير إلى استعادة الجيش النظامي السيطرة على الوضع في العاصمة كوتونو وباقي أنحاء البلاد.

تفاصيل محاولة الانقلاب الفاشلة في بنين

أفاد وزير الداخلية البنيني، الحسن سيدو، في مقطع فيديو نشره على صفحته الرسمية على “فيسبوك” بأن المجموعة التي حاولت تنفيذ الانقلاب العسكري كانت صغيرة، وهدفها الأساسي هو زعزعة استقرار الدولة ومؤسساتها. وشدد الوزير على أن القوات المسلحة البنينية وقيادتها بقيت وفية لقسمها وملتزمة بحماية الجمهورية والدستور.

إعلان المتمردين ومطالبهم

عسكريون عرفوا عن أنفسهم بـ “اللجنة العسكرية لإعادة التأسيس” أعلنوا في بيان بث عبر التلفزيون العام عن عزمهم إقالة الرئيس باتريس تالون من منصبه. ولم يتم الكشف عن الأسباب التفصيلية وراء هذا الإجراء، لكن البيان تضمن إشارات إلى “سوء إدارة” البلاد و”تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي”.

رد فعل الجيش النظامي واستعادة السيطرة

لم يستغرق رد فعل الجيش النظامي البنيني وقتًا طويلاً. فبعد إعلان المجموعة المتمردة، تحركت القوات الموالية للحكومة بسرعة لاستعادة السيطرة على المواقع الحيوية، بما في ذلك التلفزيون الرسمي. وأكد مصدر مقرب من الرئيس تالون أن المجموعة المتمردة كانت تسيطر فقط على مبنى التلفزيون، وأن الجيش النظامي قد استعاد السيطرة بشكل كامل.

الوضع الراهن والأمن في بنين

حتى الآن، تشير التقارير إلى أن الوضع في بنين تحت السيطرة، على الرغم من استمرار إجراءات التطهير بحثًا عن أي عناصر متبقية من المجموعة المتمردة. وأكد مصدر عسكري أن المتمردين لم يتمكنوا من الوصول إلى منزل الرئيس تالون أو مقر رئاسة الجمهورية.

تأكيد سلامة الرئيس باتريس تالون

أعلنت السلطات البنينية أن الرئيس باتريس تالون بخير وفي أمان. ونفى مصدر مسؤول أي أنباء عن اعتقاله أو تعرضه لأي أذى. هذا التأكيد ساهم في تخفيف حدة التوتر والقلق بين المواطنين.

الحياة تعود إلى طبيعتها في كوتونو والمناطق الأخرى

بدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى طبيعتها في العاصمة كوتونو والمناطق الأخرى في بنين. وتشير التقارير إلى أن حركة المرور قد استأنفت في معظم الشوارع، وأن الأسواق والمحلات التجارية قد فتحت أبوابها. ومع ذلك، لا يزال هناك حذر وترقب بين السكان، وذلك في انتظار تطورات جديدة.

خلفية سياسية واقتصادية

باتريس تالون تولى السلطة في بنين عام 2016، ومن المقرر أن ينهي ولايته الثانية في العام المقبل، وهي أقصى مدة يسمح بها الدستور. شهدت فترة حكمه جهودًا لإصلاح الاقتصاد وتعزيز الاستثمار الأجنبي، ولكنها واجهت أيضًا تحديات كبيرة، بما في ذلك الفقر والبطالة وتزايد الدين العام. وتشكل هذه التحديات أرضية خصبة للاحتجاجات والمظاهرات، مما قد يفسر دوافع المجموعة المتمردة.

التداعيات المحتملة للوضع

على الرغم من إجهاض محاولة الانقلاب العسكري، إلا أن هذا الحادث قد يترك تداعيات كبيرة على المشهد السياسي والأمني في بنين. من المرجح أن تزيد الحكومة من إجراءات الأمن والرقابة، وقد تلجأ إلى حراك سياسي لتعزيز الدعم الشعبي. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر هذا الحادث على صورة بنين على الصعيد الدولي، ويقلل من جاذبيتها كوجهة للاستثمار. ومع ذلك، فإن نجاح الجيش في إحباط الانقلاب يعتبر مؤشرًا إيجابيًا على قدرة الدولة على الحفاظ على استقرارها.

التأثير على الاستثمار الأجنبي والمناخ السياسي

من الضروري مراقبة تأثير هذا الحدث على الاستثمار الأجنبي في بنين. غالبًا ما يتجنب المستثمرون الدول التي تشهد اضطرابات سياسية. كما أن التداعيات على المعارضة السياسية والحرية السياسية ستكون مهمة.

الخلاصة

إن محاولة الانقلاب العسكري في بنين، والتي أعلن وزير الداخلية إحباطها، تمثل لحظة حرجة في تاريخ البلاد. على الرغم من أن الوضع يبدو مستقرًا الآن، إلا أن التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه بنين لا تزال قائمة. من الضروري أن تعمل الحكومة على معالجة هذه التحديات وتعزيز الحوار الوطني من أجل ضمان مستقبل مستقر ومزدهر للشعب البنيني. ندعو الجميع إلى التمسك بالوحدة والسلام، والعمل معًا من أجل بناء بنين أقوى وأكثر ديمقراطية. تابعوا آخر التطورات حول هذا الموضوع للحصول على تحديثات مستمرة.

شاركها.
Exit mobile version