برهان جديد على ترسيخ محبة الكتاب بين أجيال المستقبل في دبي، كشف أمس عن مبادرة «القراءة للمتعة» التي تستهدف الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين أربعة أعوام و11 عاماً، وذلك على مدار خمس سنوات تعمل فيها مؤسسة الإمارات للآداب مع مدارس دبي البرشاء، ومدارس دبي ند الشبا، وروضة الربيع، ومدرسة جميرا النموذجية، ودبي إنترناشيونال أكاديمي البرشاء، لتحويلها إلى مراكز متميزة للقراءة، فيما تسهم موانئ دبي العالمية بدعم المشروع بطرق مختلفة.
ووقعت مؤسسة الإمارات للآداب وموانئ دبي العالمية اتفاقية شراكة لدعم «القراءة للمتعة»، وذلك في مكتبة محمد بن راشد في دبي.
ووقع الاتفاقية كل من المؤسِسة والمستشارة وعضو مجلس أمناء «الإمارات للآداب» إيزابيل أبوالهول، ونائب الرئيس لإدارة الموظفين والشؤون الإدارية في موانئ دبي العالمية نبيل قائد، بحضور الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، زكي أنور نسيبة، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد أحمد المر، وعدد من المسؤولين، والطلبة.
مهمة أولى
وقالت إيزابيل أبوالهول، إن «ترسيخ حب القراءة بين صغار وشباب دولة الإمارات والمنطقة ككل هو مهمة مؤسسة الإمارات للآداب الأولى، إذ تتمحور كل مشاريع ومبادرات المؤسسة حول تعزيز مكانة الكلمة المكتوبة والمنطوقة في المجتمع، في الوقت الذي يتيح مشروع (القراءة للمتعة) فرصة تطوير ونشر أفضل الممارسات المتبعة في العملية التعليمية، بالتعاون مع كل الشركاء الملتزمين بشكل متساوٍ، وهو ما يشكل خطوة مهمة في الرحلة نحو مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28)، وضمان ترسيخ محبة الكتب والأدب بين أجيال المستقبل وتحفيز اهتمامهم بكوكب الأرض».
من جانبها، أشادت مساعد الأمين العام لقطاع الإدارة الاستراتيجية والحوكمة في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي عائشة عبدالله ميران بالمبادرة الثقافية النوعية التي تشكل نموذجاً ناجحاً للشراكات الاستراتيجية ذات الأثر المجتمعي الإيجابي.
وقالت إن «القراءة تعد أساساً للتميّز التعليمي والإبداع العلمي، وركيزة لتحقيق الطموحات المستقبلية، لهذا السبب تأتي هذه المبادرة لدعم جهود تمكين وتحفيز أجيال المستقبل، لما لحب القراءة من قيمة إنسانية ثقافية تسهم في الانفتاح على عوالم جديدة وأفكار إبداعية ملهمة ومفاهيم مبتكرة».
عمل دؤوب
ووقّعت مؤسسة الإمارات للآداب مذكرات تفاهم عدة مع جامعات رائدة في مجال التعليم، مثل جامعة برمنغهام في دبي وجامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة زايد، في إطار قياس تأثير المبادرة.
وقالت أستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة زايد الدكتورة هنادا طه تامير، لـ«الإمارات اليوم»، إنه «بعد 16 عاماً من العمل الثقافي الدؤوب، مازالت مؤسسة الإمارات للآداب تراهن على نشر حب القراءة ليس كرفاهية وإنما كجزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، إذ نجحت طوال هذه السنوات الطويلة في بث هذا الحب وتكريس مبادئه بين أوساط الكبار والصغار على حد سواء».
وأكدت حرص مؤسسة الإمارات للآداب منذ بداية «القراءة للمتعة» على الاستعانة بخبرة كوكبة من الأكاديميين والمختصين في كل مرحلة من مراحل التخطيط للمبادرة، التي استمرت عاماً كاملاً، على أن يتم استكمال هذه المرحلة التحضيرية الأهم في سبتمبر المقبل.
عائشة ميران:
• «القراءة تعد أساساً للتميّز التعليمي والإبداع العلمي، وركيزة لتحقيق الطموحات المستقبلية».
إيزابيل أبوالهول:
• «كل مشاريع ومبادرات مؤسسة الإمارات للآداب تتمحور حول تعزيز مكانة الكلمة المكتوبة والمنطوقة».
هنادا طه:
• «المبادرة حرصت على الاستعانة بخبرة كوكبة من الأكاديميين في كل مرحلة من مراحل التخطيط لها».
الاستدامة.. والعادة التي لا تقدر بثمن
توقفت الرئيسة التنفيذية لإدارة شؤون الموظفين والاستدامة في «موانئ دبي العالمية» عند استراتيجية المجموعة للاستدامة «عالمنا مستقبلنا»، التي تهدف إلى توجيه نهج الأعمال سعياً لإحداث تأثير ملموس وبناء إرث دائم لمجتمعنا والمجالات التي نعمل بها. وأوضحت أن «الاستراتيجية ترتكز على ثلاثة أسس هي: المرأة والتعليم والمياه، وإنه لمن دواعي الفخر أن نضم جهودنا مع جهود مؤسسة الإمارات للآداب لدعم وتطوير الآباء والمعلمين، بما يسهم في تمكين المزيد من الأطفال والناشئة وتعزيز عادة القراءة، العادة التي لا تُقدر بثمن، في حياتهم».
روح المطالعة
رحبت وزيرة الدولة رئيسة جامعة زايد، نورة بنت محمد الكعبي، بمبادرة «القراءة للمتعة»، وقالت: «ندرك في جامعة زايد أهمية القراءة وبث روح المطالعة بين فئة الشباب في دولة الإمارات، ونستحدث بصورة مستمرة البرامج والمبادرات الأكاديمية والأنشطة اللاصفية التي تحث طلابنا وطالباتنا على اكتساب المهارات الثقافية والمعرفية التي تمكنهم من تطوير شخصيتهم كمفكرين وقادة للمستقبل».
وأضافت: «أطلقت جامعتنا – ومن خلال مركز (زاي) الذي يعد الأول من نوعه في دولة الإمارات لعمله على البحوث الأكاديمية التي تركز على منهجيات تعليم اللغة العربية وكذلك تنمية مهارات تَعلُّمِها – أخيراً منصة لتشخيص صعوبات القراءة باللغة العربية تدعى (سرد)، التي ستضمن تحديد الطلبة الذين يواجهون صعوبات في تعلم اللغة العربية في وقت مبكر، ما يمكنهم من تلقي الدعم الإضافي الذي يحتاجون إليه، ونتطلع إلى العمل مع مؤسسة الإمارات للآداب وموانئ دبي العالمية لدعم المبادرة».