بروح إيجابية تعشق التحدي، تمكنت الطالبة آمنة محمد المنصوري، والتي تبلغ من العمر17 عاماً، من تحقيق البطولة في الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي، على مستوى الدولة، على الرغم من كل التحديات الصحية التي واجهتها وألزمتها المنزل وأعاقت حركتها لمدة عامين. وجدت المنصوري في الكتاب، جليساً وصديقاً ومصدراً للقوة والاستمرار في الحياة، وهذا ما قادها للفوز بالبطولة.
وقالت آمنة المنصوري لـ«الإمارات اليوم»: «كنت محاطة بالكتب منذ الصغر، ففي منزلنا مكتبة كبيرة، ونما حب القراءة عندي في فترة المراهقة، وقد نوعت بين العناوين العلمية والروائية، ثم ابتعدت عن الكتب لسنة بسبب تركيزي على رياضة «القوس والسهم»، ولكن ظرفي الصحي هو الذي أعادني إلى عالم الكتب».
وأضافت: «بعد أن أجريت عملية بقدمي أعاقت حركتي مدة عامين، زاد شغفي بعالم الكتب خلال فترة جلوسي في المنزل، كنت أدرس عن بعد في تلك الفترة لأن عمليتي تطلبت فترة لإعادة التأهيل كي أستعيد حركتي، وقد تحسنت بعد العملية، ولكني أصبت بقدمي مرة أخرى، ومررت بظروف نفسية قاسية، حتى وجدت في الكتب الصديق الذي خفف وطأة المعاناة».
وأشارت آمنة إلى تأثرها بكتاب «لتر من الدموع، نضال شابة للحياة» للكاتبة آية كيتو، التي قررت كتابة مذكراتها بعد أن اكتشفت مرض الضمور المخيخي لديها، موضحة أن القصة تحمل الكثير من الأمل وبطلتها مشعة على الرغم من أن وضعها الصحي لا يتحسن، ولفتت إلى أنها بكت كثيراً حين وصلت إلى نهاية القصة، لاسيما أنها قرأتها بعد مرور أسبوعين على عمليتها الثانية، وكانت عاجزة عن الحركة وقتذاك، ولكن الكتاب منحها الكثير من الأمل في الوقت عينه.
لم تشارك آمنة المنصوري في تحدي القراءة العربي حينما طلبت منها المشرفة المشاركة وهي في الصف الخامس، إذ كانت تعتقد أن التحدي يبحث عن بطل قارئ فقط، ولكنها غيرت نظرتها العام الماضي، حينما وجدت أن التحدي يبحث عن قارئ يحمل رسالة للشباب العربي، موضحة بأنها ستقف اليوم سفيرة لدولة الإمارات العربية للشباب، كي تطلب منهم القراءة.
تلقت المنصوري الدعم خلال التحدي من أسرتها وأهلها، ولفتت إلى أن جدها رحمه الله كان يحثها على القراءة دائماً، ووالديها وأختها الباحثة عائشة المنصوري، وتستعد للختام بالتوكل على الله أولاً، متمنية أن تكون على قدر الرسالة التي تحملها كابنة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في المنافسة النهائية مع الدول العربية.
وصفت آمنة القراءة بأنها أسلوب حياة، لأنها تساعد المرء في كيفية التعامل مع الحياة، ومواجهة الصعاب، فالقراءة تمنح حياة المرء رونقاً جديداً، لافتة إلى أن مبادرة تحدي القراءة تمكنت من إنشاء جيل كامل مولع بالقراءة، ويعرف قيمة الكتاب، وستكشف السنوات ما غيرته المبادرة في الأجيال وفي كيفية بنائهم الحضارات.
والى جانب القراءة تتمتع المنصوري بالعديد من المواهب، فهي لاعبة «قوس وسهم»، وقد بدأت بممارسة هذه الرياضة على خطى إخوتها، وصقلت هذه الرياضة شخصيتها، وعلمتها مبادئ الحياة وبأن المستحيل ليس موجوداً. مثلت المنصوري دولة الإمارات في البطولة العربية الثانية للناشئين في موريتانيا وقد حصدت الميدالية الذهبية، رغم ظرفها الصحي. أما من الجانب العلمي فقد سجلت في بداية العام بمبادرة مناهزات مع وزارة التربية والتعليم وبعد رحلة طويلة من التصفيات تأهلت ضمن منتخب الإمارات في الفيزياء للمشاركة في أولمبياد طوكيو 2023 للفيزياء، وقد بدأت بالاستعداد منذ شهر مايو الماضي بكثير من الدروس والمحاضرات والامتحانات، متمنية أن ترفع اسم الإمارات عالياً في هذا المجال.
■ وجدت آمنة في الكتاب جليساً وصديقاً ومصدراً للقوة والاستمرار في الحياة، وهذا ما قادها للفوز بالبطولة.
■ إلى جانب القراءة تتمتع آمنة بالعديد من المواهب، فهي لاعبة «قوس وسهم» بدأت بممارسة هذه الرياضة على خطى إخوتها.
■ تلقت آمنة الدعم خلال التحدي من أسرتها وأهلها.. وجدّها – رحمه الله – كان يحثها على القراءة دائماً.
■ «مبادرة تحدي القراءة» تمكنت من إنشاء جيل كامل مولع بالقراءة، ويعرف قيمة الكتاب.
آمنة المنصوري:
«بعد أن أجريت عملية بقدمي أعاقت حركتي مدة عامين، زاد شغفي بعالم الكتب».
«مررت بظروف نفسية قاسية حتى وجدت في الكتب الصديق الذي خفف وطأة المعاناة».
لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.