قال مسؤولو فنادق إن هناك إقبالاً متزايداً على تبني مفاهيم الاستدامة، مع قرب استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف «كوب 28»، مشيرين إلى أن الجيل الجديد من النزلاء ينحازون في اختياراتهم إلى الفنادق المستدامة، ويبحثون عن العلامات التجارية التي تركز عليها، فضلاً عن أن الاستراتيجيات الوطنية، بما فيها رؤية الإمارات 2021، وخطة دبي الحضرية 2040، وتزويد الشركات بمجموعة من الإرشادات والحوافز الواضحة لمواءمة أنشطتها مع ممارسات الاستدامة، تشجع القطاع على اتخاذ خطوات جدية نحو اعتماد الاستدامة في عملياتها.
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم»، أن كثيراً من الفنادق يُطبّق العديد من معايير الاستدامة حالياً، موضحين أن هناك تحديات تواجه جهود الاستدامة، أبرزها ارتفاع الكلفة، وغياب المعايير الموحدة لقياس ممارسات الاستدامة، مشيرين إلى أنه يمكن مواجهة التحديات من خلال الدعم الحكومي، والتعاون على مستوى القطاع، وتوعية النزلاء، وتوجيه الموارد والتمويل بشكل فعال، وبناء شراكات مستدامة مع الموردين والجهات المعنية.
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق ومنتجات «ميلينيوم» الشرق الأوسط وإفريقيا، فهد كاظم، إن «هناك إقبالاً متزايداً لتبني مفاهيم الاستدامة في فنادق الإمارات، تزامناً مع قرب استضافة (كوب 28)، خصوصاً أن النزلاء يبحثون بنشاط حالياً عن العلامات التجارية التي تركز على هذا الجانب، في ضوء تزايد الوعي بقضايا البيئة والاستدامة، ما جعلهم ينحازون في اختياراتهم إلى الفنادق المستدامة».
ونوه كاظم، إلى أن «فنادق ومنتجعات ميلينيوم، وضعت رؤيتها للاستدامة للعام الجاري، وتشمل ترشيد وتحسين كفاءة استخدام الطاقة والمياه في مرافق الفنادق للحد من الاستهلاك، وتقليل الأثر البيئي، وتقليل استخدام البلاستيك، واستبدالها ببدائل صديقة للبيئة، والحصول على شهادة (ISO14001) الخاصة بالممارسات البيئية المسؤولة، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية لتوفير المنتجات المحلية»، مشيراً إلى أن «الاستدامة تعتبر إحدى أهم أولويات المجموعة، وتلتزم بتطبيقها في جميع مشروعاتها المقبلة، بعد أن وضعت استراتيجية شاملة لتحقيق أهداف استدامة أكبر».
وشدد على أن أبرز التحديات التي تواجه جهود الاستدامة، تتمثل في تحسين جهود الاستدامة، وتقليل التأثير البيئي، بالتزامن مع الحفاظ على تقديم خدمات عالية الجودة، والدعم المستمر للنزلاء والموظفين، مشيراً إلى أنه يمكن التغلب على هذه التحديات من خلال تطبيق أفضل الممارسات، وتوجيه الموارد والتمويل بشكل فعال، وبناء شراكات مستدامة مع الموردين والجهات المعنية.
من جانبه، قال مدير عام مجموعة فنادق «كراون بلازا دبي جميرا» و«كراون بلازا دبي ديرة»، عماد رمزي، إن «هناك إقبالاً متزايداً على تبني ممارسات الاستدامة في فنادق الإمارات، كما أن الجيل الجديد من المسافرين يتّجه نحو تجربة الإقامة المستدامة، ويبحث عن فنادق تلتزم بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية، ما يشجع الفنادق على تبني مبادرات استدامة لجذب هذه الفئة من النزلاء».
وأوضح رمزي، أن «(المجموعة) تطبق حالياً مبادرات تتعلق بالاستدامة في فنادقها، وتشمل إدارة فعالة للموارد كاستخدام تكنولوجيا الإضاءة والتكييف الذكي لتقليل استهلاك الطاقة في الغرف والأماكن العامة في الفنادق ومواقف السيارات، وتدوير النفايات، وتوفير مواد استهلاكية مستدامة، والتعامل مباشرة مع شركات تنتج المنتجات محلياً، والتقليل من استخدام الأوراق في المعاملات الرسمية، ودعم المعاملات الرقمية»، مشيراً إلى عزم «المجموعة» على توسيع هذه المبادرات، مع الحفاظ على الموارد المحلية والشراكة مع الموردين المستدامين.
وشدد على أن «الإمارات بشكل عام، ودبي بشكل خاص، تقوم بعمل دؤوب لتطوير معايير الاستدامة في كل المجالات، ومنها الفنادق، ما يسهل الالتزام بتطبيق هذه المعايير»، مشيراً إلى أن الكلفة تعتبر تحدياً، حيث تقوم بعض المؤسسات برفع أسعار المنتجات الخاصة بالاستدامة، ما يؤثر على الكلفة الإجمالية للفنادق.
وقالت مدير عام فندق «ذا اتش دبي»، صوفي بلونديل، إن «الاستدامة لم تعد خياراً إضافياً لخطط الأعمال، وإنّما أصبحت شرطاً مسبقاً لتحقيق النجاح طويل الأمد»، مشيرة إلى أن «القطاع الفندقي يستطيع تطبيق معايير الاستدامة، بالتعاون مع الأطراف المعنية، والاستثمار في الأبحاث والتطوير، ومواكبة أحدث التقنيات والتوجهات في الاستدامة».
ونوهت إلى وجود توجه متنامٍ لاعتماد مبادئ الاستدامة في قطاع الضيافة، في ضوء زيادة الوعي العالمي بالقضايا البيئية والاستراتيجيات الوطنية، بما فيها رؤية الإمارات 2021 وخطة دبي الحضرية 2040، التي تؤكد على أهمية التنمية المستدامة، وتزود الشركات بمجموعة من الإرشادات والحوافز الواضحة لمواءمة أنشطتها مع ممارسات الاستدامة، مشيرة إلى أن الإعلان عن عام 2023 كعام للاستدامة أسهم في تأكيد التزام الدولة بالاستدامة في مختلف القطاعات.
ولفتت إلى أن «الفندق» طوّر مشروعاً يقوم على الحد من الهدر وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير، والحد من استهلاك المياه، والحفاظ على الطاقة، واعتماد زجاجات المياه القابلة لإعادة التعبئة كبديل لعبوات المياه البلاستيكية في المطاعم وقاعات الاجتماعات، وتركيب نظام لتنقية المياه لتأمين بديل أكثر استدامة من المياه المعبأة. وشددت على أن غياب المعايير الموحدة لقياس ممارسات الاستدامة، يعد أحد أبرز التحديات أمام قطاع الضيافة.
وقال المدير المؤسسي للعمليات في «روف للفنادق»، بول بريدجر، إن «الإمارات قامت بدور ريادي في تطبيق معايير الاستدامة بقطاع الضيافة، خصوصاً مع اعتماد الكثير من الفنادق للمبادرات الخضراء، والعمل للحصول على أهم الشهادات والاعتمادات في الاستدامة»، موضحاً أن «(الفندق) نفذ العديد من المبادرات، مثل استبدال العبوات البلاستيكية المخصصة للاستخدام مرة واحدة بزجاجات الماء القابلة لإعادة التعبئة، واستخدام ألواح الطاقة الشمسية للحد من استهلاك للطاقة ورقمنة العمليات للحد من استخدام الورق بنسبة تصل 90%، وتعهدت المجموعة بزرع شجرة مقابل كل غرفة محجوزة خلال (كوب 28)، وزراعة ما لا يقل عن 28 ألف شجرة بحلول نهاية العام».
إقبال فندقي على تبني الاستدامة
قال مدير عام «منتجع وسبا الفجيرة روتانا»، نقولا شماعة: «إننا نشهد إقبالاً على تبني مفاهيم الاستدامة في الفنادق، بما يتماشى مع الاتجاهات العالمية ورؤية الإمارات لمستقبل أكثر استدامة»، مشيراً إلى تنفيذ العديد من المبادرات لتقليل استخدام المياه والطاقة، والحصول على شهادة استدامة معتمدة من المنظمة الدولية لتوحيد المقاييس.
وشدد على وجود تحديات تتعلق بالمشتريات المستدامة، ويمكن تجاوزها عبر شراء السلع والخدمات من الموردين المحليين الذين يلتزمون بمعايير الاستدامة.
تنويع الاقتصاد
قال مدير عام «جراند ميلينيوم الوحدة»، فادي عماش، إن «الإمارات تعمل على تنويع اقتصادها، وتبنّي الممارسات المستدامة في مختلف القطاعات، ويحرص قطاع الفنادق على تطبيق معايير الاستدامة»، مشيراً إلى أنه مع استضافة الإمارات لفعاليات عالمية مثل «كوب 28»، يتنامى الوعي بأهمية الاستدامة التي تسهم في توفير التكاليف على المدى الطويل، وجذب نزلاء أكثر وعياً بالبيئة، وتقليل البصمة الكربونية، والحفاظ على المياه والطاقة.
ونوه إلى أن الفندق يحرص على تنفيذ العديد من الأنشطة والمبادرات لتعزيز الاستدامة، مثل استخدام مصابيح لتوفير الطاقة والصيانة الدورية للمكيفات، واستخدام مواد التنظيف الصديقة للبيئة، كما ندرس إمكانية تركيب أنظمة ذكية لإدارة الطاقة، يمكنها استشعار خلو الغرف وضبط درجات الحرارة وفقاً لذلك.