افتتح مركز دبي المالي العالمي اليوم أعمال النسخة الأولى من منتدى الاستدامة المستقبلية في فندق ريتز كارلتون في مركز دبي المالي العالمي، بحضور ما يزيد على 1000 من قادة القطاع وصنّاع التغيير من 30 دولة.
ويأتي المنتدى في إطار التمهيد لانعقاد مؤتمر الأطراف COP28، ويسلط الضوء على رؤية المركز المالي في إيجاد حلول عالمية تلبي احتياجات منظومة التمويل المناخي في الأسواق الناشئة.
ويجمع المنتدى على مدى يومين نخبة من قادة القطاع وصنّاع القرار والمبتكرين من جميع أنحاء العالم لمناقشة آفاق قيادة القطاع المالي لجهود التصدي لتغير المناخ.
وبمشاركة أكثر من 50 متحدثاً، ركزت مناقشات اليوم الأول للمنتدى على إعداد استراتيجيات عملية دعماً للانتقال العادل إلى اقتصاد مستدام، ومواءمة الجهود المبذولة في هذا المجال مع الأهداف طويلة الأجل لاتفاق باريس وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
وقال عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي: “تقود دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومة دبي مجموعة من برامج الاستدامة الشاملة الهادفة إلى تحقيق مستقبل خالٍ من الانبعاثات، ومن خلال ربط المستثمرين وصناديق التمويل من أوروبا وآسيا وأفريقيا بأسواق النمو، لعبت دبي ومركز دبي المالي العالمي تحديداً دوراً محورياً في تعزيز تمويل العمل المناخي بالمنطقة، وانطلاقاً من جهوده الريادية في رسم ملامح التمويل المستدام في المنطقة، تشكل استضافة المركز لمنتدى الاستدامة المستقبلية خطوة حاسمة واستباقية ضمن مسيرته الهادفة إلى تحقيق المزيد من التقدم في مجال العمل المناخي بما يتماشى مع أجندة مؤتمر الأطراف COP28 وتحقيق الأهداف طويلة المدى لاتفاق باريس”.
وتدعم أجندة منتدى الاستدامة المستقبلية خطة مؤتمر الأطراف COP28 المكونة من 4 ركائز والتي تتمحور حول تسريع تحقيق انتقال قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وتفعيل جهود التكيف لتحسين الحياة وسُبل العيش، وتعزيز أطر الاحتواء عبر منظومة عمل المؤتمر.
وعلى الصعيد العالمي، تقدر التكلفة اللازمة لتحقيق مستهدفات خطة التنمية المستدامة لعام 2030 بنحو 3.3-4.5 تريليون دولار أمريكي سنوياً، ولتسهيل ذلك، يدعم مركز دبي المالي العالمي نمو سوق الديون المستدامة ضمن سوق ناسداك دبي؛ وبحلول سبتمبر 2023، أصبحت ناسداك دبي أكبر سوق للصكوك التي تستوفي معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في العالم، حيث تمثل حوالي 64% من الصكوك المستدامة المقومة بالدولار في العالم (16.4 مليار دولار من أصل 25.8 مليار دولار) وتمثل كذلك 46% من إجمالي الصكوك المستدامة المقومة بجميع العملات على مستوى العالم (17.5 مليار دولار من أصل 38.3 مليار دولار).
ويشهد منتدى الاستدامة المستقبلية توقيع مذكرتي تفاهم، ويشكل ذلك دليلاً ملموساً على الدور المحوري الذي تلعبه دبي في زيادة حجم التمويل المناخي وتسهيل الوصول إليه، كما يؤكد على جهود المنتدى لتوجيه تدفقات الاستثمار بين شمال العالم وجنوبه.
وقال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي: “ندرك في مركز دبي المالي العالمي إن التمويل يشكل أداةً قوية للتغيير الإيجابي، ونسعى من خلال عقدنا لمنتدى الاستدامة المستقبلية إتاحة فرص التواصل بين أهم الجهات المعنية إلى قيادة جهود التغيير وتعزيز التعاون نحو بناء مستقبل مستدام للجميع، ويتماشى ذلك مع أجندة مؤتمر الأطراف COP28 الذي يركز بشكل أساسي على تنفيذ الالتزامات المالية لدعم الدول النامية في التحول إلى اقتصادات خضراء. ويعمل مركز دبي المالي العالمي من خلال استضافة المنتدى على دعم أولويات مؤتمر الأطراف COP28، وتعزيز دوره الريادي في تعزيز جهود التمويل المستدام والابتكار في المنطقة”.
من جهته، قال محمد البلوشي، الرئيس التنفيذي لمركز “إنوفيشن هب” في مركز دبي المالي العالمي: “أول نسخة من منتدى الاستدامة المستقبلية لمدينة دبي تشهد مشاركة أكثر من 50 متحدثا من 30 دولة، ويحضره أكثر من 1000 من القادة العالميين في هذا القطاع”، لافتاً إلى أن المنتدى يركز على دور القطاع المالي في الإسهام في التصدي لتحدي التغير المناخي وكيفية مساهمته في تحول الاقتصاد ليكون أكثر استدامة.
وأشار إلى أن السوق العالمي يحتاج ما بين 3 و4.5 تريليون دولار سنويا لتحقيق الأهداف الخاصة بالاستدامة، لذلك نشجع ونطلب من الشركات المالية والسوق المالي العالمي توفير تمويل مستدام.
وأفاد بأن الإمارات رائدة في مجال التمويل الأخضر، لافتاً إلى أن صكوك وسندات الاستدامة المدرجة في ناسداك دبي تصل إلى نحو 24 مليار دولار.
وشهد اليوم الأول من المنتدى عددا من حلقات الحوار، ومناقشات الطاولة المستديرة، وجلسات الدردشة الجانبية، والتفاعل مع أصحاب المصلحة الرئيسيين بما في ذلك نخبة من أهم اللاعبين في القطاع والمستثمرين ومبتكري التكنولوجيا وصنّاع السياسات، ومن المواضيع الرئيسية التي تمت مناقشتها في اليوم الأول “السبيل لجعل دبي مركزاً عالمياً للتمويل المستدام”، و”دمج الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في عملية صنع القرار”، و”حشد التمويل للعمل المناخي: التطلع إلى مؤتمر الأطراف COP28″، و”تسخير قوة التمويل الخاص لجهود الاستدامة”.
وسيقام خلال اليوم الثاني للمنتدى المزيد من الجلسات حول موضوعات مهمة بما في ذلك “الدور الحاسم للحلول القائمة على الطبيعة في تحقيق انبعاثات صفرية”، و”ابتكارات لضمان الشفافية: التقنيات الثورية في مجال تعويضات الكربون”، و”الاستفادة من قوة مصادر الطاقة المتجددة: مستقبل مشرق رغم التعقيدات”، و”دمج المخاطر المناخية في التخطيط المالي”.