حقق مطار دبي الدولي، الذي يحتفل اليوم بالذكرى 63 عاماً على افتتاحه في 30 سبتمبر 1960، إنجازات عدة في صناعة الطيران عالمياً، مواصلاً تسجيل معدلات نمو قياسية خلال العقود الأخيرة، ليصبح أكبر محور عالمي لحركة المسافرين والبضائع، حيث استقبل المطار منذ افتتاحه حتى نهاية العام الماضي أكثر من 1.2 مليار مسافر.
وحافظ «دبي الدولي» على مركزه الأول كأكبر مطار في العالم من حيث أعداد المسافرين الدوليين خلال عام 2022، وذلك للعام التاسع على التوالي ليقود حركة السفر الدولي في العالم.
واستطاع مطار دبي خلال سنوات قليلة نقل نواة الطيران شرقاً، وقاد إثر جائحة «كورونا» تعافي حركة السفر الدولي في العالم.
البداية
وفي عام 1959 بدأ العمل في بناء مطار دبي على مساحة من الرمال على بعد أربعة كيلومترات من وسط دبي في تلك الفترة، ومع افتتاحه في العام التالي كان المطار الذي يتكون من مدرج مضغوط بالرمال ومبنى صغير قادراً على التعامل مع طائرات يصل حجمها إلى حجم «طائرة DC-3».
وتم افتتاح المدرج الإسفلتي الجديد للمطار بدلاً من المدرج الرملي في عام 1965، بعد أن بدأ العمل في تنفيذ المدرج الإسفلتي في عام 1963. وشملت عملية تحديث المدرج بناء وتجديد العديد من المرافق التابعة للمطار لتمكينه من استقبال الرحلات الليلية المنتظمة.
وكان مطار دبي الدولي في عام 1969 يتعامل مع تسع شركات طيران دولية سيّرت رحلات إلى ما مجموعه 20 وجهة.
تطورات
وشهدت فترة السبعينات من القرن الماضي العديد من التطورات في جميع أنحاء مطار دبي الدولي، بدءاً من إنشاء مبنى جديد مكون من ثلاثة طوابق، وبرج مراقبة جديد، وممرات إضافية، فضلاً عن زيادة طول المدرج، وتمديد ساحات الانتظار، إضافة إلى إضاءة المطار، وأجهزة الهبوط.
وفي 23 ديسمبر 1980 أصبح مطار دبي الدولي عضواً في مجلس المطارات الدولي.
المدرج الثاني
وفي عام 1984 تم افتتاح المدرج الثاني لمطار دبي، والمجهز بأحدث أنظمة الأرصاد الجوية وإضاءة المطارات وأجهزة الهبوط لمنح المطار تصنيف الفئة الثانية في أبريل من العام نفسه.
وشكل عام 1985 نقطة محورية في تاريخ مطار دبي الدولي مع إطلاق شركة «طيران الإمارات»، حيث نمت هذه الناقلة لتصبح المشغل لأكبر أسطول من الطائرات ذات الجسم العريض في العالم.
وبحلول عام 2020، بلغ إجمالي أسطول الناقلة 270 طائرة بمتوسط عمر يبلغ 6.8 أعوام.
زيادة السعة
وزاد معدل نقل الركاب في المطار إلى 4.3 ملايين مسافر وأكثر من الضعف بعد عقد من الزمن إلى 9.7 ملايين بحلول عام 1998، ومع افتتاح المبنى (2) زادت سعة مطار دبي بمقدار مليوني مسافر سنوياً في عام 1998.
وكان افتتاح «الكونكورس C» بمثابة بداية فصل جديد في تاريخ الطيران المدني في دبي خلال عام 2000، إذ تم تشييد هذا المبنى الضخم كجزء من المرحلة الأولى من مشروع التوسعة العامة للمطار بكلفة ملياري درهم، ما أدى إلى زيادة سعة المطار من 10 ملايين مسافر إلى 23 مليون مسافر سنوياً.
وفي العام ذاته أصبح «دبي الدولي» أول مطار في الشرق الأوسط يضم جسوراً معلقة لتحميل الركاب من المطار إلى الطائرات بدلاً من نقلهم إليها بالحافلات.
الأسرع نمواً
وتم تصنيف مطار دبي الدولي على أنه ثاني أسرع المطارات نمواً في العالم خلال عام 2002 وفقاً لإحصاءات حركة المرور الصادرة عن مجلس المطارات الدولي، حيث تعامل مطار دبي مع نحو 18 مليون مسافر في عام 2003 مرسخاً دوره محوراً رئيساً للطيران في الشرق الأوسط.
المبنى (3)
وفي عام 2008 افتتحت مؤسسة مطارات دبي المبنى (3) في مطار دبي للاستخدام الحصري لـ«طيران الإمارات».
وأدى الافتتاح السلس لأكبر صالة وصول فردية في العالم إلى توسيع قدرة مطار دبي الدولي إلى 60 مليون مسافر سنوياً، ما مكن المطار من الفوز بجوائز متعددة من قبل الركاب وصناعة الطيران في جميع أنحاء العالم.
وفي العام التالي (2009) تجاوز معدل نقل الركاب 40 مليون مسافر سنوياً مع وصول حركة المرور إلى 40.9 مليوناً.
وأصبح مطار دبي الدولي أسرع المطارات نمواً في العالم من بين أفضل 50 مطاراً رئيساً.
«الكونكورس A»
وفي عام 2009 أيضاً بدأ العمل في تنفيذ مبنى «الكونكورس A»، المحطة المخصصة لطائرات «إيرباص» الأضخم من نوعها في العالم من طراز «A380» التابعة لـ«طيران الإمارات».
وفي عام 2013 تم افتتاح «الكونكورس A»، إضافة إلى افتتاح مطار «دبي ورلد سنترال» أبوابه للركاب في 27 أكتوبر من العام ذاته.
وتم توسيع هذا المبنى في عام 2018 لاستيعاب ما يصل إلى 26 مليون مسافر سنوياً، مقارنة بخمسة ملايين مسافر.
وخضع المبنى (2) في مطار دبي الدولي لعملية تطوير وتوسعة تمهيداً لإطلاق «فلاي دبي»، شركة الطيران منخفضة الكلفة في دبي في عام 2009.
إنجاز كبير
وحقق مطار دبي الدولي إنجازاً عالمياً كبيراً مع استقباله 70.4 مليون مسافر في عام 2014، ليصبح المطار الأول في العالم من حيث عدد المسافرين الدوليين مُزيحاً نظيره البريطاني «لندن هيثرو» عن الصدارة.
وتم افتتاح مبنى «الكونكورس D» في عام 2016، وهو محطة حديثة بكلفة 1.2 مليار دولار لخدمة نحو 60 شركة طيران دولية تعمل من المبنى (1).
• 70.4 مليون مسافر استقبلهم «دبي الدولي» في 2014 ليتصدر مطارات العالم من حيث عدد المسافرين الدوليين.
• مطار دبي نقل نواة الطيران شرقاً، وقاد تعافي حركة السفر الدولي إثر «الجائحة».
مليار مسافر
وصل مطار دبي الدولي إلى الإنجاز الرئيس المتمثل في خدمة مليار مسافر بحلول نهاية عام 2018.
واستغرق المطار 51 عاماً من 30 سبتمبر 1960 إلى 31 ديسمبر 2011، للوصول إلى أول 500 مليون مسافر، لكنه سجل الـ500 مليون المتبقية في سبع سنوات فقط.
ويمتلك مطار دبي القدرة على استيعاب 100 مليون مسافر سنوياً، فيما من المتوقع أن تنمو هذه الطاقة الاستيعابية إلى نحو 120 مليوناً من خلال الاعتماد على العمليات والتكنولوجيا المتطورة.
السوق الحرة
بدأت السوق الحرة في دبي عملياتها في مطار دبي الدولي خلال عام 1983، وبلغت مبيعاتها السنوية 20 مليون دولار (نحو 73.4 مليون درهم) في عامها الافتتاحي.
ونمت هذه السوق بعد ذلك لتصبح أكبر بائع تجزئة للمطارات في العالم بمبيعات وصلت إلى 2.029 مليار دولار (أكثر من 7.44 مليارات درهم) في عام 2019.