قال مسؤولو منافذ بيع إن قطاع التجارة الإلكترونية (التسوق عبر الإنترنت) يشهد ارتفاعاً ملحوظاً، وإقبالاً متزايداً، في دلالة واضحة على التحول في سلوكيات المتعاملين.
وأرجعوا لـ«الإمارات اليوم» نمو التسوق الإلكتروني لدى منافذ البيع، إلى اعتمادها أحدث التقنيات، وتطوير تطبيقات الهاتف المحمول، وتحديث منصاتها الإلكترونية، فضلاً عن طرح عروض محفّزة على منصاتها التجارية، وتسهيل إجراء الطلبات، وتسريع عمليات التوصيل.
وأكدوا أن التسوق عبر الإنترنت أصبح أسلوب حياة مفضلاً لدى العديد من المستهلكين، الذين تمكنوا بسلاسة من دمج التسوق عبر الإنترنت في روتينهم اليومي، مدفوعاً بعوامل الراحة، وتنوع الخيارات التي توفرها التجارة الإلكترونية.
ولفتوا إلى أن المستهلكين أصبحوا أكثر اطمئناناً في طلب مجموعة واسعة من المنتجات عبر الإنترنت، مشيرين إلى دور الذكاء الاصطناعي، وتقنيات التعلم الآلي في توفير تحسينات في الكفاءة التشغيلية بشكل كبير، وتسريع معالجة الطلبات، وأوقات التسليم بدقة.
إقبال متزايد
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي للعمليات في الإمارات لدى «ماجد الفطيم للتجزئة»، جان لوك جرازياتو، إن «قطاع التجارة الإلكترونية (التسوق عبر الإنترنت) شهد ارتفاعاً ملحوظاً، وإقبالاً متزايداً خلال الأشهر القليلة الماضية في دولة الإمارات، ما أسهم في استمرار الزخم الذي اكتسبه منذ جائحة (كورونا)».
وأوضح لـ«الإمارات اليوم» أن «هذه الزيادة المطردة تُعدُّ دلالة واضحة على التحول في سلوكيات المتعاملين، حيث أصبح التسوق عبر الإنترنت هو أسلوب التسوق المفضل لدى العديد من المستهلكين الذين تمكنوا بسلاسة من دمج التسوق عبر الإنترنت في روتينهم اليومي، مدفوعاً بعوامل الراحة، وتنوع الخيارات التي توفرها التجارة الإلكترونية».
وتابع جرازياتو: «استجاب قطاع التجزئة لهذه الاتجاهات والسلوكيات الجديدة، عبر اعتماد أحدث التقنيات، لتعزيز تفاعل المستهلكين بشكل استباقي، بما في ذلك تطوير تطبيقات الهاتف المحمول التي تتميّز بسهولة الاستخدام، وإنشاء منصات سلسة عبر الإنترنت، ودمج التجارب الرقمية والتقليدية، لتحقيق نهج متعدد القنوات».
وكشف جرازياتو أن «البيانات المتوافرة تشير إلى أن نسبة المستهلكين الذين يقومون بعمليات تسوق لمنتجات التجزئة عبر الإنترنت في دولة الإمارات بلغت 50% خلال الأشهر الماضية، في وقت تظهر بيانات سلسلة متاجر (كارفور) أن التسوق عبر الإنترنت يشكل نحو 12% من إجمالي مبيعات (كارفور) في السوق الإماراتية، وأن قاعدة المستهلكين الأسرع نمواً هي لمن يعتمدون على قنوات متعددة في التسوق، إذ نمت بنسبة 25% مقابل المستهلك الذي يعتمد على قناة واحدة».
وتابع: «كما أصبح المستهلكون أكثر اطمئناناً في طلب مجموعة واسعة من المنتجات عبر الإنترنت، من السلع الكبيرة إلى المنتجات الطازجة، وذلك مع زيادة حجم سلة المشتريات بأكثر من 10%»، مشيراً إلى أن رؤية «كارفور» لمستقبل قطاع التجزئة تتمثّل في دعم رحلة المستهلكين الشاملة التي تدمج بسلاسة بين التجارب الرقمية والمادية.
الذكاء الاصطناعي
أكد جرازياتو أن استخدام «كارفور» لنظم الأتمتة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وتقنيات التعلم الآلي، والروبوتات المتقدمة لتحليل بيانات المتعاملين، أدى إلى توفير «توصيات شخصية»، ومحتوى مخصص، كما أثمر عن تحسينات في الكفاءة التشغيلية بشكل كبير، ومكّن من تسريع معالجة الطلبات، وأوقات التسليم بدقة، وبكميات كبيرة، وأوجد حلاً لنقاط الضعف مثل مشاكل نفاد المخزون.
وقال إن المركزين الآليين لتحضير الطلبات التابعين لـ«كارفور» في دبي، أحدثا ثورة في قطاع التجزئة، ما يسمح بإعداد مئات الطلبات الدقيقة كل ساعة، لافتاً إلى أن هذا النوع من المراكز قلّل من وقت وضع الطلب إلى وقت الشحن، بمعدل النصف، ومكّن من تنفيذ سبعة أضعاف الطلبات، مقارنة بالاختيار اليدوي، كما خفّض بنسبة 17% من كُلفة العمالة، مقارنة بالاختيارات اليدوية في المتجر.
وأضاف: «في ظل انتشار الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، فإنه يمكن لمتاجر التجزئة تحسين تجربة التسوق الشاملة، من خلال الاستفادة من قدرات هذه التكنولوجيا الرائدة، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي، لتحديد توقعات الطلبات بدقة، لضمان توافر مجموعة واسعة من المنتجات طوال اليوم، في وقت تساعد هذه الإجراءات في الحفاظ على مستويات المخزون الثابتة، وتحسين رضا المتعاملين، كما يسمح تحسين المسار القائم على الذكاء الاصطناعي بتحقيق عمليات توصيل أكثر كفاءة، ما يقلل من أوقات التسليم، ويعزز تجربة المتعاملين عموماً».
وسائل متعددة
من جانبه، قال مدير الاتصال المؤسسي في «مجموعة اللولو العالمية»، ناندا كومار، إن «التسوق عبر الإنترنت يشهد نمواً متواصلاً، مدعوماً بنمو كبير يشهده قطاع التجزئة في الدولة عموماً، شاملاً التسوق التقليدي والإلكتروني معاً».
وأوضح أن «اللولو» تتبنى استراتيجية تستهدف دعم قدرة المستهلكين على التسوق، من خلال إتاحة وسائل عدة للتسوق عبر الإنترنت في الوقت ذاته، أبرزها الموقع الإلكتروني، والتطبيق الذكي الخاص بـ«اللولو»، فضلاً عن إتاحة تسوق منتجات «اللولو» عبر منصتَي «أمازون» و«طلبات»، بعد التوصل إلى اتفاق معهما في هذا الصدد، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستهلكين، والوصول إلى شرائح جديدة من المستهلكين، وتقديم الخدمات إليهم بشكل أفضل وأسرع.
وتابع: «يسعى المستهلكون حالياً، أكثر من أي وقت مضى، إلى الوصول لأفضل العروض بأفضل الأسعار، والتوصيل بشكل سريع، في إطار تصاعد المنافسة بين منافذ البيع التقليدية في السوق، ثم المنافسة بينها من جهة، وبين منصات التجارة الإلكترونية من جهة ثانية».
تحسينات كبيرة
في السياق نفسه، قال المسؤول في أحد منافذ البيع الكبرى، إدريس إبراهيم، إن هناك نمواً يصل إلى 20% تقريباً في عمليات التسوق الإلكتروني لدى منافذ البيع، مدفوعاً بالتحسينات الكبيرة التي قامت بها تلك المنافذ، مثل: تطوير تطبيقات الهاتف المحمول، وتحديث منصاتها الإلكترونية، وطرح عروض محفّزة على منصاتها التجارية، وتسهيل إجراء الطلبات، وتسريع عمليات التوصيل، إثر شكاوى في الفترات الأولى بعد جائحة «كورونا» من صعوبة التعامل مع بعض التطبيقات، وبطء وعدم كفاءة بعض عمليات التوصيل.
وأضاف: «الإحصاءات الحالية تشير إلى أن نسبة تصل إلى 50% من سكان الدولة يتسوقون منتجات التجزئة عبر الإنترنت حالياً، وهي نسبة كبيرة تعكس أن التسوق عبر الإنترنت أصبح أسلوب حياة، وليس أمراً عارضاً أو مؤقتاً، كما كان متوقعاً إبّان الجائحة».
وأكد أن استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في عمليات التسوق عبر الإنترنت سيزيد من نسب نموها خلال السنوات المقبلة، كما يزيد من كفاءة تلك العمليات، فضلاً عن القدرة على حل أي مشكلات طارئة تواجه عمليات التسوق.