أبوظبي في 4 أكتوبر/ وام/ تركّزت فعّاليات اليوم الثالث من “أديبك”، أكبر معرض ومؤتمر للطاقة في العالم، المنعقد حالياً في أبوظبي حول قدرة التكنولوجيا على تحقيق انتقال عادل وفعّال في الطاقة على نطاق واسع.
وشهد اليوم الثالث من المؤتمر مشاركة 40 وزيراً ومئات المدراء التنفيذيين والخبراء من قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والمالية والأوساط الأكاديمية، والذين واصلوا العمل على تخطيط مسار الانتقال في الطاقة في القطاع ودور التكنولوجيا في تحقيق ذلك.
وقدّم توماس ستورتش، المدير العام لشركة Affinity Partners، ملخصاً لموجة الابتكار التي شهدها القطاع، وقال : ” من الجوانب التي تجعلني أكثر تفاؤلاً بشأن المستقبل هو أننا نشهد هذه الموجة من الابتكار في كل القطاعات. تضم العديد من المجالات، مثل كفاءة وتخزين الطاقة، عقول مذهلة تعمل كل يوم على تصميم المزيد من الابتكار. الطريق إلى صافي الانبعاثات الصفرية سوف يعتمد على الابتكار.”
وانطلقت فعّاليات اليوم بحلقة نقاش إستراتيجية حول توسيع نطاق التكنولوجيا من أجل انتقال فعال ومستدام، حيث شاركت نخبة من الشخصيات القيادية من أبرز شركات التكنولوجيا رؤاهم حول دور التكنولوجيا كعامل تمكين رئيسي في عملية الانتقال في الطاقة، سواء من خلال دعم القطاعات أو الشركات أو الحكومات لخفض الانبعاثات، أو إيجاد حلول فعّالة للتخفيف من الانبعاثات وتحسين الأداء.
وشهدت الفعّاليات مشاركة خبراء ومبتكرين من AspenTech، وTechnipFMC، وAVEVA، وWartsila، وأدنوك، وAWS، وCrystol Energy، والذين سلّطوا الضوء على أهمية تبني التكنولوجيا بشكل متسارع وتمهيد الطريق أمام تطبيق الابتكارات المستدامة على نطاق أوسع عبر سلسلة التوريد.
وتعليقًا على قدرة التكنولوجيا على تسهيل الانتقال في الطاقة، قال هاكان أغنيفال، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة Wartsila: “نحن نعيش في زمن يمكننا فيه بالفعل تمهيد الطريق للمستقبل. وبالنظر إلى العديد من الشركات المرموقة المتواجدة معنا اليوم، لدينا التكنولوجيا بالفعل، أو أننا سنحصل عليها في وقت قريب جداً. الأمر الأهم هو التحوّل الاجتماعي ورأس المال، وهو ليس بالأمر السهل. ولهذا السبب نحتاج إلى تنظيم مثل هذه الفعّاليات معاً”.
وأعقب ذلك جلسة حوارية تناولت ضرورة رفع مستوى سلاسل التوريد من أجل تعزيز الطلب، وخفض التكاليف، وتعزيز المزيد من المرونة، وتحفيز الابتكار داخل القطاع. وركزت المناقشات على نقاط الضعف التي كشفت عنها التقلبات الأخيرة، وأهمية ضمان مستوى معين من المرونة في سلاسل التوريد لتمكينها من تحمّل الصدمات ومواصلة تقديم السلع والخدمات الضرورية للشركات والمجتمعات.
وقد شارك عدد من خبراء القطاع تجاربهم في تحقيق ذلك داخل وخارج قطاعاتهم، بما في ذلك مارتن هيلويج، الرئيس التنفيذي لشركة P&O Logistics، وإيتشيرو تاكاهارا، الرئيس التنفيذي لشركة JOGMEC، وكين جيلمارتن الرئيس التنفيذي لشركة Wood، وبيريسلاف جاسو، نائب الرئيس التنفيذي للطاقة في شركة OMV.
ومن جانبه أشار كين جيلمارتن، الرئيس التنفيذي لشركة Wood، إلى أن “سلسلة التوريد هي المفتاح، فهي المحرّك الذي سيعمل على تعزيز الانتقال في الطاقة. أنظر إلى ما وصلنا إليه عالمياً، الجميع مستعدون، نحن فقط ننتظر الاستثمارات. الجزء الذي نناقشه جميعاً هو الوتيرة والمكان الذي نحتاج إلى الاستثمار فيه. ولكن هناك اعتقاد بأننا بحاجة إلى تحقيق ذلك، وعلينا أن نكون أكثر تصميماً، كما يتوجب علينا الإسراع. يبدأ الأمر بخفض الانبعاثات، وعلينا أن نتابع خفضها مع التركيز على أمن الطاقة.”
ويتميز “أديبك” بقدرته على الجمع بين صنّاع السياسات وقادة الشركات والمفكّرين في القطاع، مما مكنه من أن يكون الحدث الوحيد الذي يمكن من خلاله معالجة مختلف التحديات المعقدة التي تواجه قطاع الطاقة العالمي بشكل صحيح وشامل. وبالنظر إلى اليوم الأخير، سيعمل “أديبك”، والذي ينعقد تحت شعار “خفض الانبعاثات أسرع معاً”، على تسهيل الحوار والشراكات المهمة بين القطاعات والحلول الجذرية اللازمة لتعزيز جهود خفض الانبعاثات وتهيئة أنظمة الطاقة لمواكبة متطلّبات المستقبل.
أحمد البوتلي/ أحمد النعيمي