معنى فمن فرض فيهن الحج حيث أن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، حيث قال الله عز وجل في كتابة العزيز “(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، ففي الحج تُضاعف الأعمال الصالحة، ويغفر الله لعبادة، ويزيدهم من فضله.
معنى فمن فرض فيهن الحج
قال الله تعالى في كتابة العزيز في سورة البقرة: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ)، وجاء تفسير الآية كما يلي:
- الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٍ: معناها أن الحج يأتي به في أشهر معلومات معروفة، وهي شوال وذي القعدة والعشر الأوائل من شهر ذي الحجة، هذا هو المراد بالآية الكريمة، وسماها الله تعالي أشهرًا، لأن قاعدة العرب إذ ضموا بعض الشيء الثالث إلى الاثنين الأوائل أطلقوا عليها اسم الجمع فاطلقوا عليهم جميعًا اشهر.
- فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ: يعني أوجب وفرض الحج فيهن على نفسه بالإحرام بالحج والنية إلى الذهاب، فإنه يحرم علي الحاج حينها الرفث والفسوق والعدوان أي الجدال.
- والرفث: هو الجماع ودواعيه، فلا يجوز لحاج أن يجامع زوجته بعدما أحرم حتى يتحلل من إحرامه وينهي حجه، ولا يتكلم عنه ولا يفعل ما يدعوه إليه.
- والفسوق: المعاصي كلها ما كثر منها وما قل، من عقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، وأكل الربا، والمال الحرام، وأكل مال اليتيم، والغيبة والنميمة، وغير ذلك من المعاصي والذنوب.
- والجدال: المخاصمة والمشاحنة والمناورة بغير حق، فلا يجوز للمحرم بالحج أو بالعمرة وهو بهما أن يجادل بغير حق، ولا حتي بالحق، لا ينبغي أن يجادل في الحج مطلقًا، بل يبينه بالحكمة والكلام الطيب واللين والهدوء.
فإذا بدأ الجدال وطال ترك ذلك، ولكن لابد من بيان الحق بالحكمة والموعظة الحسنة والكلام الطيب، والجدال بالتي هي أحسن، وهذا النوع من المناقشة الحكيمة غير منهي عنه، بل مأمور به في قوله سبحانه: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).[1]
فضل الحج
للحج فضائل كثيرة، ومحاسن يمتلكها المسلم بتأديته، حيث يتقرب به العبد لربه، والحاج أثناء ذهابه لتأدية الحج يعتبر وافدًا إلي الله تعالى، وذاهبًا لرؤية بيته الحرام، فيغفر الله الذنوب به، ويزيد للمسلم من فضله عز وجل، وهذه الفضائل تتلخص بالآتي:
- قال الله عز وجل في كتابة العزيز ” وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ. “، حيث يعتبر الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه.
- يعادل الحج الجهاد في سبيل الله عز وجل والخروج في سبيله، فقد ورد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: ” يَا رَسولَ اللَّهِ، نَرَى الجِهَادَ أفْضَلَ العَمَلِ، أفلا نُجَاهِدُ؟ قالَ: لَا، لَكِنَّ أفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ “
- يغفر الله بالحج الذنوب والخطايا، حيث أن جزاء الجح الجنة.
- الحج الذي بدون رفث أو فسوق أو جدال يعتبر هو الحج المبرور.
- يعتبر الإكثار من الحج والعمرة من أعظم الأعمال الصالحة وأفضلها التي يستحب فعلها في عشر ذي الحجة، العشر أيام التي يضاعف الله فيها الحسنة بعشر أمثالها لمن يشاء.
شاهد أيضًا: تفسير ايه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان
آداب الحج
هناك العديد من الآداب والالتزامات التي يلتزم بها الحاج ويحافظ عليها طوال فترة الحج وهذه الآداب تتلخص في الآتي:
- يستحب للحاج أن يكتب وصيته، ويتركها مع شخص موثوق منه.
- يجب علي الحاج أن يتعلم عن الحج قبل الخروج إليه، ويقرأ عن الحج الكثير، وذلك عن طريق قراءة كتب الدين الخاصة بكيفية أداء الحج.
- ويجب أن يقصد الحاج بحجه الله عز وجل فقط دون غيره والتقرب منه سبحانه دون رياء.
- يجب على الحاج أن يكف لسانه وأذاه عن من معه أو غيرهم، ولا يقع في النميمة والسب.
- لمن نوي الخروج من المسلمين إلى الحج يجب عليه أن يوصي أهل بيته بأن يتقوا الله تعالى وأن يلزموا أوامره.
- يجب أن يتحلل الحاج من كل المظالم والضغائن والمشاحنات وأن يردها إلى أهلها.
- يجب أن يستعين الحاج علي الحج بالمال الحلال ويكون من ملكه الخاص.
- يستحب للحاج مشاورة من يثق بدينه وعلمه.
- لمن نوي الحج يستحب له أن يستخير الله عز وجل في الوقت ورفيق السفر.
فضل التكبير في عشر ذي الحجة لمن لم يستطع تأدية الحج
قال تعالى “وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚلِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ”، والمقصود بالأيام المعدودات هنا أيام العشر من ذي الحجة الأيام التي يكون فيها الحج، ففي التكبير والتهليل تحلي بفرحة شعائر ومناسك الحج، حتى إذا كان المسلم لم يستطع الحج، وفيه أيضًا ذكر لله عز وجل وصيغ التكبيرات كثير ومتعددة مثل:
- (اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، والله أكْبَرُ الله أكبر ولِلَّهِ الحَمْدُ).
- (الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا).
- (الله أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للَّه كثيرًا، وسُبْحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلًا، لا إلهَ إلا اللهُ، ولا نعبدُ إلا إيَّاه، مخلصين له الدِّينَ ولو كره الكافرون، لا إله إلا اللهُ وحدَهُ، صدَقَ وعده، ونصرَ عبدَه، وهزم الأحزابَ وحده، لا إله إلا الله واللهُ أكبرُ).
فضل يوم النحر في الحج
إن للأضحية ويوم النحر عمومًا ثواب كبير، يتقرب بها العبد لله عز وجل، ويقوم بتوزيع لحمها للمحتاجين والفقراء، لسد حاجتهم وقد قال عليها الصلاة والسلام في يوم النَّحْر وهو يخطب بالصحابة رضوان الله عليهم: (أيُّ يومٍ هذا ؟ قالوا : يومُ النَّحرِ ، قالَ : فأيُّ بلدٍ هذا ؟ قالوا : هذا بلَدُ اللَّهِ الحرامُ ، وقالَ : فأيُّ شَهْرٍ هذا ؟ ، قالوا : شَهْرُ اللَّهِ الحرامُ ، قالَ : هذا يومُ الحجِّ الأَكْبرِ)
وفي النهاية نكون قد عرفنا معنى فمن فرض فيهن الحج حيث أن الحج الركن الخامس من الإسلام وأفضل الأعمال من حيث التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فمن احبه الله عز وجل منَّ عليه بزيارة بيته الحرام وأداء مناسك وشعائر الحج، ففي الحج فضل كبير وثواب عظيم يختص به الحجاج.