حذر خبراء بشرطة دبي وجهات ذات صلة من ثلاث ممارسات خاطئة تضاعف مخاطر التعرض لما يعرف بـ«القاتل الصامت» أو غاز أول أكسيد الكربون داخل السيارات، تشمل إجراء تعديلات جوهرية في الفلاتر الخلفية للمركبة بهدف زيادة قوة الدفع ورفع الكفاءة، وعدم إجراء صيانة دورية للسيارة، والبقاء داخل المركبة أثناء تشغيلها فترة طويلة.
وتفصيلاً، قال مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية بشرطة دبي اللواء أحمد ثاني بن غليطة خلال ورشة عمل عقدتها الإدارة حول مخاطر غاز أول أكسيد الكربون إن خطر التعرض للتسمم نتيجة استنشاق غاز أول أكسيد الكربون داخل المركبات، يكمن في عدم وجود رائحة أو لون لهذا الغاز، الأمر الذي يصعب اكتشافه وارتفاع تركيزه في مكان مُغلق، لافتاً إلى أن أعراضه تتمثل في الصداع والشعور بالنعاس والإرهاق والخمول، فيدخل الشخص في غيبوبة دون إدراكه لخطورة ما يتعرض له.
بدوره قال رئيس قسم الهندسة الجنائية في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة الرائد خبير الدكتور المهندس محمد علي القاسم إن الدراسات التي أجرتها الإدارة بشأن الحالات التي تعرضت للتسمم بأول أكسيد الكربون، أظهرت قلة وعي الضحايا بممارسات خاطئة منها إجراء تعديلات جوهرية في الفلاتر الخلفية للمركبة، لزيادة قوة الدفع ورفع الكفاءة، ما يؤثر سلباً في جودة الهواء بها، ويرفع نسبة أول أكسيد الكربون سواء كانت تقف في مكان مغلق أو مفتوح، ما يؤدي إلى تسمم الشخص ووفاته أو تعرضه لإصابة خطيرة.
وأضاف القاسم أنه بتحليل وفحص البلاغات والحوادث التي انتقل إليها الخبراء بالقسم، تبين كذلك أن كثيراً منها يقع نتيجة ثلاثة أسباب رئيسة منها البقاء في مركبات قديمة لا تخضع للصيانة اللازمة، أو تخضع لتعديلات بطريقة خاطئة، كما أن السبب الثالث المشترك هو بقاء الضحايا فترة طويلة داخل السيارة في حالة تشغيل بمكان مغلق، مؤكداً ضرورة تجنب هذه الأخطاء للوقاية من خطر القاتل الصامت.
إلى ذلك قالت مديرة إدارة الأدلة الجنائية التخصصية خبير أول سموم ابتسام عبدالرحمن العبدولي إن خطورة التسمم بغاز أول أكسيد الكربون تكمن في أنه يحل محل الأكسجين في المكان المغلق تدريجياً، ونظراً لعدم وجود رائحة أو طعم أو لون لأول أكسيد الكربون، فإن جزيئاته تحل تدريجياً محل الأكسجين في الدم، فيشعر الشخص بأعراض طفيفة، كالصداع، وضيق في التنفس والدوار والغثيان، حتى يتشبع دمه بأول أكسيد الكربون، فيدخل في حالة إغماء ثم يفارق الحياة.
وأضافت أن غاز أول أكسيد الكربون «ينتج عن احتراق الوقود أياً كان مصدره، كالفحم والحطب والبلاستيك وغيره، وتزيد كميته تدريجياً إذ وقعت عملية الاحتراق داخل مكان مغلق دون تهوية، وتطغى على كمية الأكسجين، دون أن يشعر الأفراد المتواجدون في المكان بالقاتل الصامت، الذي يتسبب بوقوع كثيراً من الوفيات سنوياً في العالم نتيجة قلة الوعي بهذه الممارسات الخاطئة».
وحول كيفية التصرف إذا ما شعر البعض بأعراض وجود غاز أول أكسيد الكربون، أو حال عثورهم على أفراد في حالة إغماء، أكدت ضرورة سحب الأشخاص المغمى عليهم خارج المكان المغلق فوراً، وفتح النوافذ لإدخال الأكسجين إلى المكان، والاتصال بالإسعاف مباشرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
• خطر التعرض للتسمم باستنشاق «أول أكسيد الكربون» يكمن في عدم وجود رائحة أو لون له.
لوائح مُلزمة
دعا مدير إدارة الشؤون القانونية بالإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي سيف الفلاسي إلى ضرورة النظر في التشريعات المتعلقة بالبيئة لوضع ضوابط متعلقة بالممارسات التي قد ينجم عنها حوادث قاتلة بسبب غاز أول أكسيد الكربون. فيما أكد مدير إدارة المواصفات بالإنابة في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة يوسف المرزوقي على ضرورة وضع مواصفات ومقاييس ملزمة تتعلق بتقييم جودة الهواء داخل المركبات حفاظاً على السلامة والصحة البيئية، وسلامة مستخدمي السيارات.