قال المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات في دبي مطر الطاير أن حكومة دبي استثمرت أكثر من 146 مليار درهم، في تطوير البنية التحتية لشبكة الطرق ومنظومة النقل الجماعي، على مدار الـ 18 عاماً الماضية لضمان تنقل سهل ومستدام لجميع سكان وزوار إمارة دبي، مشيراً إلى أن منظومة النقل الجماعي في دبي التي تتكامل عناصرها مع بعضها، تشكل العمود الفقري لتنقل السكان بين مختلف مناطق إمارة دبي.
وجاء كلام الطاير خلال مشاركة الهيئة في الدورة الـ 64 للقمة العالمية للاتحاد العالمي للمواصلات العامة “UITP”، التي أقيمت في مدينة برشلونة الإسبانية بمشاركة 1900 عضو من أكثر من 100 دولة.
وأكد الطاير أن منظومة النقل الجماعي في دبي تمكنت من زيادة نسبة الرحلات التي تتم بوسائل النقل الجماعي والتنقل المشترك، من 6% عام 2006 إلى 19.4% عام 2022، وتعتزم الهيئة رفع النسبة إلى 25% في عام 2030، كما ساهمت في إحداث تغيير وتطوير في ثقافة السكان بمختلف شرائحهم تجاه استخدام وسائل المواصلات العامة، حيث ترتكز الخطط الاستراتيجية والتنفيذية للطرق والنقل التي تعمل الهيئة بموجبها، على مبدأ التكامل لتحقيق الانسيابية وسهولة التنقل في إمارة دبي، وتعتزم الهيئة تحويل جميع وسائل النقل الجماعي، إلى وسائل صديقة للبيئة وخالية من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050.
وأضاف الطاير أن مدينة دبي ملتزمة بتعزيز التنقل المستدام والمبتكر، ولديها العديد من المشروعات على أرض الواقع، حيث يعد مترو دبي “الصديق للبيئة”، أطول نظام مترو دون سائق في العالم، ونقل منذ تشغيله في سبتمبر من عام 2009، حتى مطلع العام الجاري، أكثر من 2 مليار راكب، وحقق نجاحاً كبيراً في تجسيد أعلى معايير السلامة العالمية، والكفاءة التشغيلية والالتزام بدقة مواعيد الرحلات بنسبة بلغت 99.7%، ولدينا خطط طموحة أيضاً، تنسجم مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، فيما يتعلق بانبعاثات الكربون ومؤتمر الأطراف (COP28) الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام.
وتابع أن الالتزام بالتنقل المستدام ترجم في خطة “دبي الحضرية 2040″، حيث انها خطة محورها الإنسان وتركز على التكامل بين استخدامات الأراضي، وتخطيط النقل، واستخدام وسائل النقل المستدامة وتحقيق مدينة العشرين دقيقة.
وأشار الطاير الى أهمية القمة العالمية للاتحاد العالمي للمواصلات العامة، في مناقشة وعرض أحدث الابتكارات وممارسات الاستدامة في النقل الجماعي، وزيادة حصة وسائل المواصلات العامة في تلبية متطلبات الحركة اليومية للسكان، مشيداً باستضافة مدينة برشلونة، التي تنفرد بهندستها المعمارية التاريخية المذهلة ونظام التخطيط الحضري الفريد، للحدث العالمي الذي يجمع رؤساء هيئات ومؤسسات المواصلات، ورؤساء الشركات المصنعة والخبراء، لتبادل المعارف والخبرات لتشكيل مستقبل التنقل الحضري.
وقال الطاير أن هيئة الطرق والمواصلات في دبي تعمل على تعزيز ريادة دبي العالمية في مجال التنقل ذاتي القيادة، وذلك من خلال تجربة تشغيل أنماط مختلفة من المركبات ذاتية القيادة، والتاكسي الجوي، ووسائل النقل البحرية، بهدف تحقيق استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة، الرامية لتحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة من خلال وسائل المواصلات المختلفة بحلول عام 2030.
وأضاف أن الهيئة قطعت شوطاً كبيراً في تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية، حيث أصبح أكثر من 10% من إجمالي الرحلات في دبي لعام 2022 رحلات ذاتية القيادة، وذلك من خلال مترو دبي الذي يعمل دون سائق، مشيراً إلى أن نهاية العام الجاري 2023 سيشهد تشغيل مركبات شركة كروز ذاتية القيادة لتقديم خدمة مركبات الأجرة وخدمة الحجز الإلكتروني، وستكون دبي المدينة الأولى عالمياً خارج الولايات المتحدة الأمريكية في التشغيل التجاري لمركبات الشركة ذاتية القيادة، موضحاً أن مشاريع التنقل المبتكرة الخاصة بالهيئة، هي نتيجة للتعاون بين حكومة دبي وعدد من شركات التكنولوجيا الرائدة لتحقيق رؤية الهيئة في: “الريادة العالمية في التنقل السهل والمستدام”.
وعرضت الهيئة في الحدث العالمي عدداً من المبادرات الاستراتيجية والخطط الطموحة والمشروعات المستقبلية منها تجربة “الحافلات الكهربائية” ومشروع “مركبة كروز”، كما تضمنت منصة الهيئة مشروع “التاكسي الجوي”، الذي تنفذه الهيئة بالتعاون مع شركتي (سكاي بورتس) و(جوبي)، ومن المتوقع تشغيله بحلول عام 2026، لتصبح دبي أول مدينة في العالم تتمتع بشبكة متطورة للإقلاع والهبوط العمودي، كما تضمنت المنصة تجربة “ياندكس مع طلبات” لنقل البضائع، وإطلاق روبوتات توصيل تعمل بواسطة تكنولوجيا المركبات ذاتية التحكم.