الخميس، ١٨ مايو ٢٠٢٣ – ٦:٤٤ م
أبوظبي في 18 مايو / وام / يحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي تقام فعاليات دورته الـ32 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك” خلال الفترة من 22 إلى 28 مايو الجاري بتنظيم من مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بمفهوم الاستدامة كفكرة محورية تماشياً مع إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2023 عاماً للاستدامة وقبيل استضافتها فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” في نوفمبر المقبل وذلك من خلال تنظيم عدد من الفعاليات الهادفة لتسليط الضوء على طرق الاستدامة وأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.
ويستضيف المعرض ضمن الفعاليات والندوات والجلسات الحوارية التي سيخصصها للحديث عن الاستدامة بمفهومها الشامل وسبل تفعيلها في شتى المجالات مثل المناخ والأمن الغذائي، ثلة من أهم النشطاء الدوليين في هذا المجال، ولعل أحد أبرزهم الفنان العالمي “فيليكس سمبر” المتخصص في استخدام المواد الورقية والمواد الصديقة للبيئة بصورة لافتة، والذي اشتهر بمنحوتاته الورقية المطاطية التي تحاكي العقل، وشغفه الدائم بالبحث عن طرق جديدة لدمج مواد الحياة اليومية في أعماله.
و استطاع “فيليكس سمبر” خلال سني خبرته إعادة تعريف مفهوم النحت التقليدي بعدما نجح في استبدال العناصر صعبة التحلل والمتواجدة بكميات وافرة في حياتنا اليومية، والتي من شأنها الإضرار بالبيئة متعارضة مع ما تقوم عليه الاستدامة في مفهومها العام، كالأوراق والكتب والأخشاب وسجلات الفينيل “الاسطوانات الموسيقية القديمة” والخامات التقليدية التي يستخدمها جل النحاتين حول العالم كالصخور والأحجار والأشجار، مبتكراً أسلوبه الخاص الذي يجمع بين الجمال والاستدامة في التحف الفنية التي ينتجها.
و بالرغم من أن أعماله ومنحوتاته الورقية القابلة للتمدد والمستمدة من ثقافة “البوب” تبدو للوهلة الأولى كأنها مصنوعة من حجر أو مواد صلبة إلا أنها في واقع الأمر مكونة بالكامل من طبقات ورق ملتصقة وخشب مقطوع وكتب ومواد معاد تدويرها، وتضفي قابليتها للحركة المرنة طابعاً مرحاً يضيف إليها جماليات لا تتوفر في المنحوتات التقليدية، ولا يقتصر هذا الطابع الفريد على منحوتاته فحسب بل إنه يمتد أيضاً إلى لوحاته التي بدورها تحمل طابعاً يقترب من رسوم الشارع و”الجرافيتي”.
عاصم الخولي/ ريم الهاجري