الإثنين، ٥ يونيو ٢٠٢٣ – ٥:٣١ م
أبوظبي في 5 يونيو وام / أصدرت “ إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية ” في مركز أبوظبي للغة العربية بدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي مجموعة من الكتب وذلك ضمن سلسلة البصائر للبحوث والدراسات، المعنية بنشر الكتب الحاصلة على منح “برنامج المنح البحثية” الذي أطلقه المركز .
يحمل الكتاب الأول عنوان “البشارة والنذارة في تعبير الرؤيا” للواعظ المتصوّف أبي سعد عبد الملك بن محمّد الخركوشيّ، الذي حقّقه كل من الدكتور بلال الأرفه لي، أستاذ كرسيّ الشيخ زايد للدراسات العربيّة والإسلاميّة في الجامعة الأميركيّة في بيروت والحاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة يال الأميركيّة في قسم لغات الشرق الأدنى وحضاراته، والباحثة والأكاديمية لينا الجمّال، الحاصلة على شهادة الدكتوراة من دائرة اللغة العربيّة ولغات الشرق الأدنى في الجامعة الأميركيّة في بيروت، والمتخصّصة في مجال الأدب العربيّ القديم.
و الكتاب إصدار متخصّص في تفسير المنامات سبق أن نشرت نصَّه عشراتُ دور النشر في العالم العربيّ لكن باسم ابن سيرين.. وحظيت الطبعات الشعبيّة بشهرةٍ واسعة وحقّقت مبيعاتٍ هائلة.. ويقع ضمن نمطٍ من التأليف شاع في الأدب العربيّ بدءاً من القرن الثالث/التاسع وعُرفت كتبه بكتب التعبير أو كتب تعبير الرؤيا.. وكان أصحابها ينتمون إلى النخب الفكريّة والدينيّة في مختلف مناطق العالم الإسلاميّ.
ويعدّ “البشارة والنذارة” أقدمَ كتابٍ وَضَعه متصوِّفٌ في تعبير الرؤيا، وهو ما يسمح بتتبّع آثار التصوّف الأولى في علم التعبير الإسلاميّ.. ويتضمّن مقدّمةً وتسعةً وخمسين باباً، وينتهج فيه الخركوشيّ نهج سلفه في التعبير فيؤوِّل الرؤيا بالقرآن والحديث والاشتقاق اللغويّ والمثل السائر وغير ذلك. و يتناول الكتاب طيفاً واسعاً من التأويلات.. ولا تقتصر إسهاماته على علم تعبير الرؤيا، بل تتعدّاه إلى فهمٍ مغاير وربّما أعمق أو أصوب للنصوص الأدبيّة في عصره على اختلاف أنواعها، وفي طليعتها نصوص الأدب الصوفيّ وذلك أنّ الكتاب أشبه بمعجمٍ لرمزيّة الأشياء المحسوسة والمجرّدة بما كانت تمثّله في المخيّلة الجماعيّة في القرن الرابع/العاشر.
أما الكتاب الثاني فهو “فقه تحقيق النصوص: من الصنعة إلى العلم” للدكتور فيصل عبد السلام الحفيان، مدير المشروعات لدار المخطوطات بإسطنبول ومدير معهد المخطوطات العربية سابقاً.
يُعد الكتاب، الذي يقع في عشرة فصول، استثنائياً، كونه لا ينشغل بما تنشغل به الكتب المعياريةُ التي كرَّست مسألة التحقيق صنعةً لُحمتها قواعدُ وضوابطُ وإجراءات، ليس وراءها ولا يحيط بها شيء، بل يقفز قفزاً إلى ما وراء ذلك مدفوعاً بهاجسِ التَّأسيس لتلك المقاربة المركزية على أنها علم بحد ذاته.
وقد حاك الكتابُ أفكاره من خيوط التفكير النَّظري المغزولةِ من مراجعة الأدبيَّات؛ واستشراف الآفاق، وقدَّم مقولاتٍ جديدةً؛ وأحياناً جريئة. ويحمل الكتاب الثالث عنوان “بنية الاضطراب.. الرواية العربية في الألفية الثالثة”، للدكتور محسن جاسم الموسوي، أستاذ الدراسات العربية والمقارنة في جامعة كولومبيا – نيويورك.
تنطوي مناقشات الكتاب على مجموعة فرضيات تتجاذب حركة السرد ووظائفه واشتغالاته في ضوء التحوّلات القسرية والطبيعية التي تتشكّل منها مهاداته في مطالع الألفية الثالثة.
عاصم الخولي/ ريم الهاجري