تصدرت المدارس الخاصة بإمارة الشارقة نتائج الدراسة الدولية لقياس مدى تقدم القراءة في العالم “بيرلز2021” بتحقيق 519 نقطة متجاوزة المعدل العالمي المحُدد بـ 500، وسجّلت دولة الإمارات أعلى معدل مقارنة بجميع الدول العربية المشاركة، حيث تقارب نتائج المدارس الخاصة بالشارقة معدلات الدراسة في دول مثل ألمانيا وفرنسا.
وخلال فترة إجراء الدراسة عام 2021 شارك 2823 طالباً وطالبة من 64 مدرسة خاصة من أصل 118 مدرسة خاصة بإمارة الشارقة ما يشكّل 54% من إجمالي مدارس الإمارة الخاصة، ومقارنة بآخر دراسة تمت، فقد تضاعفت مشاركة المدارس الخاصة بالشارقة حيث شاركت 32 مدرسة فقط عام 2016.
وتعتبر العينة التي تم اختيارها في المدارس الخاصة بالإمارة (2823 طالب وطالبة) عينة تمثل 5 مناهج وهي الاسترالي والهندي والأمريكي والبريطاني ومنهاج وزارة التربية والتعليم، منهم 34% من الطلاب المواطنين و66% من الطلاب المقيمين وبنسبة متساوية بين الذكور والإناث.
وسجلت 3 مدارس 600 نقطة أو أعلى، وحصلت 36 مدرسة خاصة بإمارة الشارقة على معدل أعلى من المتوسط العالمي 500 نقطة أو أعلى، منها 14 مدرسة تصنف في المستوى العالي (معدل أعلى من 550)، بينما حصلت 31 مدرسة على مستوى متوسط (بين 475 الي 550) حسب مستوى قياس الأداء في الدراسة، وبتصنيف النتائج حسب المناهج، تصدرت المدارس ذات المنهاج البريطاني والهندي والاسترالي النتائج بمعدلات تزيد أو تقارن بالمتوسط العالمي 500.
وتعتبر الدراسة الدولية لقياس مدى تقدم القراءة في العالم “بيرلز” دراسة مقننة دولية، تعقد كل 5 سنوات منذ العام 2005 وتشرف عليها المنظمة الدولية لتقييم التحصيل المدرسي “IEA”، لتقييم أداء طلبة الصف الرابع من خلال عينة عشوائية من المدارس، ويتم قياس الأداء وفق أربع مستويات: المستوى المتقدم والمستوى العالي والمستوى المتوسط والمنخفض.
ومن الجدير بالذكر أن إمارة الشارقة ستشارك كإمارة معيارية خلال الدورة القادمة للاختبارات الدولية، وسيخضع كل طلبة المدارس الخاصة في الإمارة للاختبار.
وتقوم الدراسة على أساس المقارنة بين الدول المشاركة في تقييم قدرة طلاب الصف الرابع في مهارات القراءة بلغتهم الأم، وتم اختيار هذا المستوى الدراسي باعتباره نقطة تحول هامة في نمو الطفل كقارئ، حيث يكون الأطفال قد تعلموا القراءة في هذه الفترة العمرية، إذ يؤدي أي قصور في فهمهم للنصوص التحريرية في هذه المرحلة إلى تأثير سلبي على أدائهم في معظم المواد الدراسية الأخرى.
وتستند “بيرلز” إلى إطار شامل يستدعي قياس مدى فهم الطلاب لعدد كبير من النصوص المتنوعة، حيث يقيس اختبار قراءة النص الأدبي “القصصي” قدرة الطالب على التفاعل مع النص والانخراط في الأحداث والأماكن والأفعال والعواقب والشخصيات والجو العام والمشاعر والأفكار والاستمتاع باللغة ذاتها وتذوق الأدب، ويجعل كل قارئ يطبق النص على خبراته ومشاعره وتذوقه للغة.
كما يقيس اختبار القراءة قدرة الطالب على التفاعل مع نصوص معلوماتية لفهم العالم وما يدور فيه حالياً، أو ما حدث فيه سابقا وتغطي محتويات علمية وتاريخية أو جغرافية واجتماعية وقد تتنوع النصوص من حيث تنظيم الحقائق زمنيا وتنظيم التعليمات أو الإجراءات على نحو متسلسل وعرض الحجج على نحو علمي.
وحققت كل المدارس الخاصة بإمارة الشارقة معدل 519 وهو ما يعتبر أعلي من المعدل العالمي فيما يخص نتائج اختبار القراءة، وتشير نتائج تحليل البيانات إلى ارتفاع واضح لمعدلات اختبار القراءة للطالبات مقارنة بالطلاب.
وتوفر الدراسة بيانات هامة عن تجربة الطالب في المدرسة، وأثر 3 عوامل على تعلمه ومهاراته في القراءة، العامل الأول هو استبيان مدير المدرسة الذي يتضمن معلومات عن المدرسة والطلبة والمنهاج وطرق التدريس، وتعزيز مهارة القراءة وتدريب المعلمين ومصادر التعلم والانضباط والسلوك في المدرسة.
أما العامل الثاني فهو معني بالطالب ويقيس آراء الطلبة عن المدرسة والفصل الدراسي ومواقفه اتجاه القراءة والتعلم في المدرسة، وعلاقته بزملائه ومعلميه وما يمارسه خارج المدرسة من قراءة، فيما يغطي العامل الثالث وفق استبيان موجه لولي الأمر خبرات وتجارب العلم التي مر بها الطالب في مرحلة التعلم المبكر، والأنشطة والفعاليات التي يمارسها ولي الأمر في المنزل، ووجهات نظر الأهالي حول مختلف الجوانب المتعلقة بالمدارس.