سطّرت الإمارات مجداً عربياً في سجلات التاريخ، عبر هذه المهمة العلمية الفضائية التي أنجزها أحد أبناء الوطن الأبرار، رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، مجسّداً رعاية ورؤية استشرافية من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، وإخوانهم أصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات.
إن قصة الإمارات مع الفضاء ليست وليدة اليوم، فقد كانت حلماً يراود الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هذا الحلم امتد خلال العقود الخمسة الماضية، وتصدّر أولويات الأجندة الوطنية للقيادة الرشيدة، فقد استقبل القائد المؤسس، طيب الله ثراه، في عام 1976 وفداً من روّاد الفضاء للفريق المسؤول عن رحلة «أبولو 15»، ومنذ ذلك الوقت وظل هذا الحلم حياً في أجندة القيادة الرشيدة، يتجسّد كل يوم في المبادرات المتعلقة بقطاع الفضاء والاستثمار فيه، من خلال الكوادر الوطنية الذين نفخر بهم، وصولاً إلى بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر في عام 2117.
وقد مر هذا القطاع بمراحل تاريخية من الإنجاز مكّنت دولة الإمارات في حجز مقعد لها في نادي الفضاء العالمي، وباتت الإمارات خامس دولة في العالم تنجح في الوصول إلى مدار المريخ من المرة الأولى، بعدما تمكن «مسبار الأمل» في التاسع من فبراير من عام 2021 من الوصول إلى الكوكب الأحمر بنجاح، كما أصبح هزاع المنصوري في سبتمبر 2019 أول رائد فضاء إماراتي، ورائد الفضاء العربي الأول الذي يصل إلى محطة الفضاء الدولية.
وجاءت خطوات رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، كأول رائد فضاء عربي يمضى ستة أشهر في الفضاء، مترجمة هذه الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، التي آمنت بأن الاستثمار في الإنسان هو استثمار في المستقبل.
إن راية الإمارات الخفاقة في عنان الفضاء تستوجب منا كأولياء أمور وتربويين أن نوجه النشء منذ الصغر للاقتداء بهذه النماذج الوطنية الفذة من روّاد الفضاء والعلماء والباحثين، الذين يسطّرون تاريخاً جديداً للبشرية كافة، ويرسمون خارطة طريق لغدٍ مشرق يسود فيه النماء والازدهار والتنمية، خارطة طريق مبهجة تحمل الخير والأمل دائماً للإنسان في مختلف أرجاء العالم.
أمين عام جائزة خليفة التربوية