أبوظبي في 9 مايو/ وام/ استعرضت قمة إدارة الطوارئ والأزمات “أبوظبي 2023” التي انطلقت أعمالها اليوم تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني، وبتنظيم من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث مستقبل إدارة الأزمات وتعزيز الشراكات والتعاون الدولي في هذا الصدد.
جمعت القمة قادة وأكاديميين وعلماء متخصصين في مجال الطوارئ والأزمات والكوارث حول العالم، بهدف رفع جاهزية منظومة الطوارئ والأزمات، وتوحيد الجهود العالمية في القطاع، وتسليط الضوء على مستقبل إدارة الطوارئ والأزمات في ظل التهديدات والمخاطر المتنامية حول العالم.
و ناقشت آليات ومستقبل إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في العالم، وتعزيز الشراكات والتعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجال الطوارئ والأزمات والكوارث وأبرز التحديات والتوجهات العالمية، إضافة إلى ترسيخ أهمية استشراف وتنبؤ المخاطر المقبلة والتطورات بهدف تعزيز الاستجابة العالمية للأزمات والطوارئ العابرة للحدود.
وتوجه معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة في كلمته الرئيسية خلال القمة، بالشكر والتقدير إلى الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث على الدعوة للمشاركة في الدورة السابعة لقمة إدارة الطوارئ والأزمات .
و تقدم بالشكر الجزيل أيضا إلى الهيئة والقائمين على هذه القمة لحُسن التنظيم لهذا الحدث الذي يعتبر من الفعاليات المتخصصة المهمة على مستوى المنطقة.
وأوضح معاليه أن المؤسسات المرتبطة بالأزمات والطوارئ مؤسسات محورية ومركزية لضمان أمن الدول مثلها مثل أي مؤسسة أمنية أو دفاعية، وهذا لا ينفي بالضرورة أن هناك بعض الأنظمة تستغل مثل هذه الأحداث الإنسانية لإعطائها بُعداً ترويجياً وإيديولوجياً يخدم مصالحها وتوجهاتها السياسية ، ورغم ذلك أثبتت التجارب أن قدرة الدولة الوطنية وكفاءة أجهزتها هي أهم عنصر من عناصر التصدي للأزمات والكوارث الطبيعية.
من جانبه قال سعادة عبيد راشد الحصان الشامسي نائب رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، إن القمة تسلط الضوء على مدار يومين على مستقبل إدارة الطوارئ في ضوء التهديدات والمخاطر المتزايدة، وتعمل على التعريف بمجالات الاستفادة من التقنيات الذكية للتنبؤ بالأزمات وإدارة المخاطر والحد من أثارها وانعكاساتها، وذلك بمشاركة كبار المسؤولين في الهيئات الوطنية والإقليمية والعالمية المعنية بإدارة الأمن والطوارئ والأزمات، ونخبة من الخبراء والمختصين والمهتمين الذين يمتلكون تجارب عملية وواقعية وخبرات أكاديمية عن إدارة الأزمات والكوارث ولديهم جهود كبيرة في مجال التعافي من الأزمات.
وأكد حرص القيادة الحكيمة لدولة الإمارات على تعزيز التعاون وعلاقات الشراكة مع دول العالم في مجال إدارة الطوارئ والأزمات، وتبادل الخبرات المشتركة من تجارب دول العالم وجهودها في التعافي من الأزمات والكوارث.
وأضاف أن تنظيم القمة يأتي في إطار حرص الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات على تعزيز دورها وقدراتها في مواجهة الطوارئ والأزمات والكوارث، وبالتالي تطوير أداء وقدرات الاستجابة للطوارئ في دولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وحماية مكتسباته وإنجازاته الكبيرة.
ولفت إلى أهمية القمة في دمج البعد الاستشرافي لإيجاد الحلول للأزمات الآنية وأهمية التحليل الإستراتيجي في فن إدارة الطوارئ والأزمات الذي من شأنه أن يرفع من سقف النموذج الإماراتي الفريد والإيصال به نحو العالمية.
من ناحيته سلط سعادة حمد سيف الكعبي مدير إدارة حوادث المواد الخطرة في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، خلال اليوم الأول للقمة الضوء على المخاطر العابرة للحدود والتي تتسم بسمات يمكن العمل على الحد من تداعياتها من خلال توحيد الجهود الوطنية والدولية.
وأضاف سعادته : ” تمثل المخاطر العابرة للحدود تهديداً حقيقياً وخطيراً يؤثر على المجتمعات وسلامتها واستقرارها، ومن الضروري إرساء إدارة مستدامة تستحضر مقومات الحوكمة وتوظيف التكنولوجيا الحديثة بشكل يلائم هذه الظروف ووضع الاستراتيجيات المناسبة، وتوظيف الطاقات الصحيحة والاستثمار الصحي والسليم لمواجهة هذا النوع من المخاطر”.
من ناحيته قال سعادة الدكتور سيف الظاهري مدير مركز العمليات الوطني في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، إنه من خلال ما شهدناه في الفترات الماضية من مواجهة الأزمات على المستويين الوطني والدولي، فمن الضروري اليوم وضع تصور شامل ومتكامل لاستشراف مستقبل الطوارئ والأزمات والجيل القادم من المخاطر، وذلك من خلال استمرارية الرصد والتحليل لكافة الأخطار وتداعياتها.
وأشار سعادته إلى ضرورة العمل على توليد تحليلات وتصور البيانات بشكل أفضل لدعم التنمية والتأهب والعمل الإنساني، كخطوات استباقية لمواجهة الكوارث المتوقعة وغير المتوقعة.
من ناحيتها قالت مريم ياعد القبيسي المتحدث الرسمي عن قمة إدارة الطوارئ والأزمات 2023، إن القمة تناقش مستقبل إدارة الطوارئ في ضوء التهديدات والمخاطر المتزايدة، وستعمل على التعريف بمجالات الاستفادة من التقنيات الذكية وعالم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأزمات وإدارة المخاطر والحد من أثارها وانعكاساتها، وذلك بمشاركة كبار المسؤولين في الهيئات الوطنية والإقليمية والعالمية المعنية بإدارة الأمن والطوارئ والأزمات، ونخبة من الخبراء والمختصين والمهتمين الذين يمتلكون تجارب عملية وواقعية وخبرات أكاديمية عن إدارة الأزمات والكوارث ولديهم جهود كبيرة في مجال التعافي من الأزمات.
و لفتت إلى أنه في ظل الظروف الحالية تلتف أنظار العالم إلى قمة إدارة الطوارئ والأزمات – أبوظبي للخروج بتوصيات مفيدة وفاعلة تخدم أمن مجتمعاتنا لاسيما وأن القمة تحظى بنجاح كبير منذ انطلاقة دورتها الأولى في العام 2008، لتحتل مرتبة متقدِّمة في الاهتمام على المستويين الإقليمي والدولي، لجهة تمكُّنها من استقطاب مجموعات هامة من الخبراء والاستراتيجيين من كافة أنحاء العالم بالإضافة الى شخصيات عالمية وعربية بارزة.
من جانبه أكد سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات أن قمة إدارة الطوارئ والأزمات – أبوظبي 2023″ تشكل منصة عالمية مهمة لاستشراف مستقبل القطاعات الاستراتيجية في الدولة في ظل عولمة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بمختلف مراحلها الرئيسية بما فيها من إجراءات وخطط للوقاية والجاهزية والاستجابة والتعافي.
وقال إن دولة الإمارات بتوجيهات قيادتها الرشيدة تصدرت مؤشرات التنافسية العالمية في مجال الأمن السيبراني وتبوأت المرتبة الخامسة عالمياً استنادا إلى بنية تحتية رقمية متطورة ومن خلال سياسات ومعايير وطنية قادرة على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة وحماية الفضاء الرقمي وإدارة حالات الطوارئ المتعلقة بها في جميع مراحلها حسب المنهجية الوطنية العالمية.
وأشار سعادته إلى أهمية إنشاء المشاريع الوطنية المتكاملة مثل المنظومة الوطنية الشاملة لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث “استجابة 100” (R100) التي تخدم جميع المستويات والشرائح في مختلف مراحلها الرئيسية لدفع وتيرة تحقيق الرؤية الوطنية في إنشاء دولة آمنة وقادرة على الصمود مدعومة بالممكنات التكنولوجية الوطنية مثل السحابة الوطنية وبما فيها من بيانات ضخمة ونماذج الذكاء الاصطناعي.
من جانبها قالت لوريتا هيبر جيرارديت، رئيس فرع المعرفة بالمخاطر والرصد وتنمية القدرات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث – سويسرا، إن إدارة أخطار الكوارث لا تتعلق فقط بالاستجابة لحالات الطوارئ، بل يتعلق الأمر أيضاً بفهم المخاطر بشكل استباقي حتى نتمكن من الحد منها قبل وقوع الكوارث والتخطيط والاستعداد الجيد.
وأكدت أهمية صمود القطاع المناخي والحضري، وضرورة الحوكمة الفعالة والبيانات والاستثمار لتطوير وتنفيذ استراتيجيات القدرة على الصمود والمرونة الناجحة.
من ناحيته أشار الدكتور عدنان علوان – لواء ركن متقاعد وخبير في إدارة الطوارئ والأزمات وإعداد القادة والاستراتيجيات من المملكة الأردنية الهاشمية، إلى أن قمة ادارة الطوارئ والأزمات – أبوظبي 2023 الحدث الأبرز في هذا العام، وتعتبر نقطة مضيئة في علم إدارة الأزمات الحديث، إذ أن هذه القمة سينبثق عنها العديد من المفاهيم والاستراتيجيات التي تسهم في تعزيز وبناء القدرات للتعامل مع الأزمات خاصة للأجيال الجديدة من القادة والعاملين في هذا المجال.
وأوضح أن القمة تعزز التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات بين مختلف الوكالات العاملة في مجال إدارة الأزمات وعلى مختلف المستويات، وقال : “ سعيد جداً بهذه المشاركة والتي تعكس الرؤية المستقبلية لدولة الإمارات العربية الشاملة لتوحيد الجهود الاقليمية والدولية في مواجهة الطوارئ والازمات الحديثة ”.
من جانبه قال ريتشارد هانا، مستشار رئيسي، الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث في نيوزيلندا: ” سعيد بالمشاركة في قمة إدارة الأزمات والطوارئ – أبوظبي 2023 وأتقدم بالشكر للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بدولة الإمارات العربية المتحدة على استضافة هذا الحدث المهم وأضاف : “ في عالم يتأثر بشكل مستمر بالأزمات يجب أن نستمر في تعزيز سياسات وممارسات إدارة الطوارئ والاستجابة للأزمات وخاصة في ضوء الآثار المتزايدة لتغير المناخ ”.
وأوضح أن قمة إدارة الأزمات والطوارئ تجمع عددا من المتخصصين للتشارك في وجهات النظر حول التحديات الحالية وتبادل الخبرات والمعارف لتطوير أفضل الممارسات وأضاف : ” أتطلع إلى التحدث عن تجربة نيوزيلندا في الاستجابة للكوارث وحالات الطوارئ في منطقة المحيط الهادئ”.
وخلال أعمال القمة ، وقعت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، مذكرة تفاهم مع شركة بريسايت ايه آي (Presight AI) التابعة لـG42 بهدف تعزيز التعاون بين الطرفين من خلال تبادل الخبرات في المجالات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، بالإضافة إلى المشاركة في بناء البرامج التوعوية والتعليمية والبحوث العلمية التطويرية الحديثة للتقنيات.
وقع مذكرة التفاهم سعادة علي راشد النيادي، المدير العام للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والدكتور عادل الشرجي، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة بريسايت ايه آي التابعة لـG42.
كما وقعت الهيئة مذكرة تفاهم مع الجمهورية الإسلامية الموريتانية تهدف للتعاون بين الطرفين في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وذلك لمواجهة مختلف المخاطر التي قد تنجم عن الأنشطة البشرية أو الكوارث الطبيعية، مع العمل على تنمية هذا التعاون بالطرق والوسائل المناسبة وفي حدود الإمكانيات المتاحة وطبقاً لاحتياجات كل طرف.
وقع المذكرة من جانب الهيئة سعادة علي راشد النيادي، المدير العام للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث ومن الجانب الموريتاني سعادة اللواء ختار محمد أمبارك، المندوب العام للأمن المدني وتسيير الأزمات.
وتضمن برنامج اليوم الأول من القمة الكلمات الرئيسية للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والتي ألقاها فهد بطي المهيري، المتحدث الرسمي باسم الهيئة وتناول فيها مقتطفات من تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة الأزمات والطوارئ.
كما تضمنت فعاليات اليوم الأول عقد 3 جلسات رئيسية تناولت الجلسة الأولى بعنوان “توظيف أدوات القوة الشاملة في إدارة المخاطر الوطنية” تكامل العناصر لمواجهة أي طارئ أو أزمة للتعامل معها بكل احترافية واقتدار وشارك فيها كل من الدكتور جوه موه هنغ، رئيس معهد استمرارية الأعمال في سنغافورة، جيفري سوندرز، الرئيس التنفيذي لشركة نورديك فورسايت، سعادة جيمس مورس رئيس أكاديمية ربدان وأدار الجلسة الإعلامية فضيلة السويسي، إعلامي من سكاي نيوز عربية.
وناقشت الجلسة الثانية كيفية التغلب على أي تحديات متوقعة في منظومة مواجهة الأزمات والطوارئ وآليات التنسيق بين مؤسسات وقطاعات الدول والتي حملت عنوان “تحديات التكامل والتوازن الاستراتيجي بين القطاعات” وشارك فيها المتحدثون هم البروفيسور واهيغورو بال سيدهو، أستاذ إكلينيكي ويدير تخصص الأمم المتحدة في مركز الشؤون العالمية، واميريام أورزوا فينيغاس، رئيس أمانة إدارة المخاطر والحماية المدنية في مكسيكو سيتي، والسيد ريتشارد هانا، مستشار رئيسي، الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث في وزارة نيوزيلندا والدكتور أردهاسينا سوباهيلواكان مدير مركز الخدمات المناخية التطبيقية بوكالة الأرصاد الجوية وعلم المناخ والجيوفيزياء وأدار الجلسة الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي – تريندز للبحوث والاستشارات.
و حملت الجلسة الثالثة عنوان “المخاطر العابرة للحدود” وناقشت المخاطر التي تؤرق معظم دول العالم حيث تتطلب تكاتفاً جماعياً من المجتمع الدولي لمواجهة مخاطرها، ولا تقتصر مخاطرها على دول المنشأ، وتحدث فيها كل من سعادة حمد سيف الكعبي مدير إدارة حوادث المواد الخطرة بالهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث وسعادة الدكتور محمد الكويتي رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، البروفيسورة راينا ماكلنتير أستاذ الأمن الحيوي العالمي ورئيس برنامج الأمن الحيوي – معهد كيربي، وأدار الجلسة الإعلامية شانتال صاليبا إعلامي من سكاي نيوز عربية.