انطلقت صباح أمس أعمال «قمة إدارة الطوارئ والأزمات – أبوظبي 2023» التي تنظمها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وتستمر على مدار يومين، تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني.
وتشمل القمة العديد من الجلسات وورش العمل، بمشاركة أكثر من 20 من كبار المسؤولين في الهيئات الوطنية والإقليمية والعالمية المعنية بإدارة الأمن والطوارئ والأزمات، ونخبة من الخبراء والمختصين والمهتمين من ما يزيد على 11 دولة والذين يمتلكون تجارب عملية وواقعية وخبرات أكاديمية عن إدارة الأزمات والكوارث ولديهم جهود كبيرة في مجال التعافي من الأزمات.
وتسلط القمة الضوء على مستقبل إدارة الطوارئ والأزمات وتعزيز الشراكات والتعاون الدولي، وتناقش آليات ومستقبل إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في العالم، وتعزيز الشراكات والتعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجال الطوارئ والأزمات والكوارث ومناقشة أبرز التحديات والتوجهات العالمية، إضافة إلى ترسيخ أهمية استشراف وتنبؤ المخاطر المقبلة والتطورات بهدف تعزيز الاستجابة العالمية للأزمات والطوارئ العابرة للحدود.
وأكد المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، الدكتور أنور محمد قرقاش خلال كلمته، أن المؤسسات المرتبطة بالأزمات والطوارئ هي مؤسسات محورية ومركزية لضمان أمن الدول مثلها مثل أي مؤسسة أمنية أو دفاعية، وهذا لا ينفي بالضرورة أن هناك بعض الأنظمة تستغل مثل هذه الأحداث الإنسانية لإعطائها بُعداً ترويجياً وأيديولوجياً يخدم مصالحها وتوجهاتها السياسية، ورغم ذلك إلا أن التجارب أثبتت أن قدرة الدولة الوطنية وكفاءة أجهزتها هي أهم عنصر من عناصر التصدي للأزمات والكوارث الطبيعية.
وقال إن قمة إدارة الطوارئ والأزمات، تعد منصة عالمية فريدة تؤكد أهمية التنسيق والتعاون الإقليمي والدولي في مواجهة التحديات.
ونوه قرقاش بكفاءة أجهزة الدولة وقدرتها على إدارة المجتمع إذ تعد ركائز أساسية للنجاح في التعامل مع الأزمات.
وفي جلسة بعنوان المخاطر العابرة للحدود، أكد رئيس الأمن السيبراني محمد الكويتي، أن التهديدات السيبرانية لا يوجد لها حدود جغرافية، وهي الجرائم الإلكترونية والإرهاب الإلكتروني والحروب السيبرانية.
وقال إنه لا توجد حوكمة وقوانين وإجراءات نافذة واضحة لملاحقة القائمين على الجرائم السيبرانية على مستوى دول العالم، مؤكداً أهمية التعاون الدولي ومع الشركاء الرئيسين والجهات الحكومية والخاصة في مواجهة التهديدات السيبرانية. وذكر أن التكنولوجيا ألغت الحدود الجغرافية بين الدول، وثلثا العالم حالياً أونلاين.
ونوه بأن الإمارات تمتلك بنية تحتية قوية وحازت المركز الأول في مؤشرات التنافسية العالمية، بما جعلها قادرة على التصدي لأي تهديد سيبراني، وقيادة الجهود الدولية في هذا المجال.
ولفت إلى أن الثغرات تحدث عند عدم اتباع المعايير السيبرانية والتقنية العالمية وكذا على مستوى حماية البيانات الشخصية للأفراد.
وأكدت رئيس أمانة إدارة المخاطر والحماية المدنية في المكسيك، ميريام أورزوا فينيغاس، أن «قمة الطوارئ – أبوظبي 2023» توفر منصة عالمية مهمة لتعزيز التعاون الدولي في مواجهة الأزمات والمخاطر والسعي نحو بلورة منظومة استجابة عالمية متفردة للتصدي لها.
وقالت إن القمة تسهم في تبادل الخبرات بين المشاركين كافة وعرض تجارب الدول المختلفة في مواجهة الأزمات بالإضافة إلى العمل لاستشراف مستقبل هذا القطاع وتعزيز منظومة الاستجابة في مواجهة كل التحديات.
وأكدت أن الإمارات تعد نموذجاً عالمياً بارزاً في مواجهة الأزمات ليس على الصعيد الوطني فحسب وإنما على الصعيدين الإقليمي والدولي وقد تجلى ذلك الأمر خلال جائحة «كوفيد-19» حيث نجحت في التصدي للأزمة داخلياً ودعم الجهود العالمية المبذولة لمواجهتها. وأشارت إلى أن ما واجهه العالم من تحديات خلال الفترة الماضية أثبت أهمية توفير إدارة فعالة للتعامل مع كل الطوارئ والأزمات وتحديد الأدوار والمسؤوليات والمهام بدقة.
من جانبه، ألقى مدير إدارة حوادث المواد الخطرة في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث حمد سيف الكعبي، الضوء على المخاطر العابرة للحدود والتي تتسم بسمات يمكن العمل على الحد من تداعياتها من خلال توحيد الجهود الوطنية والدولية. وقال: «تمثل المخاطر العابرة للحدود تهديداً حقيقياً وخطيراً يؤثر في المجتمعات وسلامتها واستقرارها، ومن الضروري إرساء إدارة مستدامة تستحضر مقومات الحوكمة وتوظيف التكنولوجيا الحديثة بشكل يلائم هذه الظروف ووضع الاستراتيجيات المناسبة، وتوظيف الطاقات الصحيحة والاستثمار الصحي والسليم لمواجهة هذا النوع من المخاطر».
وأكدت المتحدث الرسمي عن «قمة إدارة والأزمات – أبوظبي 2023» مريم ياعد القبيسي، أن دولة الإمارات قدمت نموذجاً متفرداً في إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث أثبت نجاحه وتميزه خلال جائحة «كوفيد-19».
وقالت في تصريحات على هامش انطلاق فعاليات القمة أمس، إنه خلال هذا الحدث العالمي البارز نستعرض النموذج الإماراتي في التعامل مع جائحة «كوفيد-19» وأبرز الدروس المستفادة من التعامل مع هذه الأزمة.
• القمة تسلط الضوء على مستقبل إدارة الطوارئ والأزمات وتعزيز الشراكات والتعاون الدولي.