كشفت إحصاءات حديثة لوزارة الداخلية، حول أسباب الحوادث المرورية التي وقعت على طرق الدولة، العام الماضي، أن هناك 27 حادثاً، كانت بسبب تعرّض سائقين للتعب والنعاس والإرهاق والنوم، أثناء القيادة، إضافة إلى ثلاثة حوادث أخرى بسبب القيادة تحت تأثير أمراض صحية مزمنة.
وتوزعت تلك الحوادث، حسب الإحصاءات، بين 23 حادثاً في أبوظبي، وحادثين في دبي، وحادثين في رأس الخيمة، فيما وقع حادثان بسبب القيادة تحت تأثير أمراض صحية مزمنة في أبوظبي، وحادث ثالث في رأس الخيمة.
وشهدت طرق الدولة، خلال السنوات الماضية، عدداً من الحوادث المميتة، التي أدت إلى وفيات وإصابات بليغة، بسبب نوم السائقين أو الإغفاءة أثناء القيادة، لاسيما خلال السفر البري ولساعات طويلة من دون راحة.
وانطلقت، مع بداية شهر رمضان، تحذيرات من التأثير السلبي للسهر الطويل، وتغير الروتين اليومي في رمضان، في قدرة وتركيز السائقين أثناء القيادة خلال فترة الصيام، خصوصاً عند قيادة المركبة في رحلات طويلة، فضلاً عن تأثير التوقف عن المنبهات مثل الشاي والقهوة والتدخين وغيرها، ما يسبب تقليل تركيز السائق مقارنة بالأيام العادية.
وأكد سائقون لـ«الإمارات اليوم» أنهم يشعرون بالفعل بقلة التركيز أثناء القيادة في نهار رمضان، بسبب عوامل السهر وعدم أخذ قسط كاف من النوم، والتعود على النيكوتين والكافيين وغيرهما من المنبهات، وقد واجه بعضهم بالفعل مواقف تغلبوا فيها على الغفوة أثناء القيادة.
وأوضحوا أهمية أن تتجنب الفئات المعرضة للشعور بالنعاس والنوم أثناء القيادة في نهار رمضان، القيادة بالمركبة لمسافات طويلة، والاستعاضة عنها باستخدام وسائل النقل العامة للتنقل، أو اختيار العمل عن بُعد إذا كانت جهة العمل توفر هذا الخيار.
كما أشاروا أهمية أخذ السائق قسطاً من الراحة على الطريق في حال الشعور بالتعب أو النعاس، والالتزام بالسرعة المقررة على الطريق، ومحاولة إشغال نفسه أثناء القيادة وعدم الاستسلام لشعور النعاس.
من جانبها، علّقت شرطة أبوظبي على هذا الموضوع، في تصريح لـ«الإمارات اليوم»، بتحذير السائقين من أن النعاس خلال قيادة المركبات يتسبب في حوادث تؤدي إلى وفيات وإصابات بليغة، داعية إلى الالتزام بالقيادة الآمنة وأخذ قسط كافٍ من النوم قبل القيادة، وترك مسافة أمان كافية، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك.
وأوضحت أن «بعض الصائمين» قد يرتكبون مخالفات مرورية، أو يتسببون في حوادث جسيمة على الطرق، بسبب عدم الحصول على قسط كاف من النوم، وشعور بعضهم بالإرهاق، أو العطش في شهر رمضان، الذي تنخفض فيه معدلات التركيز لدى بعض السائقين، بسبب التغيرات التي تطرأ على الجسم نتيجة الصيام.
وحثت السائقين عند الشعور بالنعاس أو الإجهاد، على إيقاف المركبة على كتف الطريق الأيمن للراحة، لافتة إلى أهمية أخذ الحيطة والانتباه أثناء القيادة في شهر رمضان، والالتزام بقوانين السير والمرور، لتجنب الحوادث المرورية، وما تخلفه من خسائر مادية وبشرية.
وطالبت السائقين، خصوصاً قبل أذان المغرب، بضرورة القيادة بتأنٍ وعدم السرعة لإدراك الإفطار، وربط حزام الأمان، وعدم استخدام الهاتف أثناء القيادة، والانتباه لعدم تجاوز الإشارات الضوئية، واستخدام الإشارات الجانبية، والانتباه قبل الانعطاف يميناً أو يساراً.
وناشدت مديرية المرور والدوريات الأمنية في شرطة أبوظبي السائقين والمجتمع عموماً بضرورة التعاون في الحد من الحوادث المرورية والحد من تعجل قائدي المركبات وسرعتهم، مؤكدة الحرص على زيادة التوعية المرورية، وتوجيه إرشادات السلامة للسائقين، للحد من الحوادث المرورية.
من جانبه، حذر الخبير المروري، الدكتور جمال العامري، من تأثير السهر الطويل في ليالي رمضان، على تركيز السائق أثناء القيادة في نهار رمضان، وكذا تأثير تغير عادات الأكل والنوم في الشهر الفضيل، إذ أكد أنها مسببات قد تؤدي إلى نوم السائق أو غفوته أو عدم انتباهه إلى مفاجآت الطريق.
ونبّه العامري إلى أن غفوة لمدة ثانية واحدة قد تكلف السائق حياته، وتعرّض حياة الآخرين للخطر أثناء القيادة على الطريق، مؤكداً أهمية أخذ قسط كاف من النوم قبل القيام برحلة، خصوصاً لو كانت طويلة أو على طريق سريع.
ولفت إلى أن هناك فئة من الأفراد تقضي ساعات طويلة من السهر في شهر رمضان، ثم يتوجه إلى أعماله مباشرة في النهار من دون أخذ قسط كافٍ من النوم، الأمر الذي يفقده القدرة على التركيز وعدم الانتباه لمخاطر الطريق، وقد يسيطر على بعضهم النوم، فيتسبب في حوادث قاتلة.
وحث العامري قائدي المركبات الذين يعانون أمراضاً مزمنة بعدم قيادة مركباتهم بعد تناول الأدوية التي تزيد النعاس، كمضادات الحساسية والأدوية النفسية ومضادات الألم، مؤكداً أهمية أخذ قسط من الراحة عند الشعور بالنعاس، لافتاً إلى أن الغفوة القصيرة من 15 إلى 20 دقيقة تزيد من نشاط السائق وتركيزه خلال رحلة السفر الطويلة التي تتطلب لياقة ذهنية عالية.
وأكد ضرورة ربط حزام الأمان أثناء القيادة، حيث إنه يخفف من الشعور بالتعب والإرهاق، كما يعطي الجسم وضعية الجلوس المناسبة والسليمة على امتداد الطريق، وتجنب قيادة الشخص بمفرده السيارة لمسافات طويلة دون مرافقين، إذ يعد ذلك مجازفة وخطر.
ولفت إلى أهمية الانتباه إلى عدد من المؤشرات الدالة على التعب والإرهاق أثناء القيادة، مثل كثرة التثاؤب والشرود الذهني، وفي هذه الحالة يجب على السائق التوقف على جانب الطريق، ومحاولة تنشيط نفسه أو أخذ قسط من الراحة، ثم استئناف الرحلة، وفي حال شعور الشخص بإعياء مرضي أو وعكة صحية فعليه إيقاف المركبة على الكتف اليمن من الطريق والتواصل مع غرفة العمليات المركزية لطلب الدعم والإسناد بأي حال من الأحوال، خاصة من يعانون انقطاع تناول الأدوية للأمراض المزمنة.
من جانبه، أرجع أخصائي طب الأعصاب في مدينة برجيل الطبية، الدكتور أشرف سليمان، سبب الخمول والنعاس الذي يشعر به بعض الأفراد في رمضان، إلى الممارسات والعادات الخطأ التي يقوم بها بعضهم، وليس التوقف عن الطعام فقط، مشيراً إلى أن «من هذه الممارسات قلة النوم، والنوم نهاراً، والسهر ليلاً، وتغيير الساعة البيولوجية، وتناول الأطعمة الغنية بالأملاح والدهون، مع انخفاض نسبة السكر في الدم، وهي كلها عوامل تشعر الشخص بالخمول والميل للغفوة».
وأشار سليمان إلى أنه يمكن أن يصاب عدد من الأشخاص بالأرق ليلاً، ويعانون خلالها صعوبة في النوم قد تشمل عدم القدرة على النوم، أو الاستيقاظ بشكل مستمر طوال الليل، أو الاستيقاظ في وقت مبكر جداً من ساعات الصباح، مع عدم القدرة على العودة للنوم مجدداً، والنوم المتقطع، وبالتالي يؤثر هذا بشكل كبير في النشاط واليقظة ومعدل الانتباه في نهار اليوم التالي.
نصائح لمقاومة النعاس أثناء القيادة
قدّم أخصائي طب الأعصاب في مدينة برجيل الطبية، الدكتور أشرف سليمان، بعض النصائح التي تساعد على مقاومة النعاس أثناء القيادة في نهار رمضان، وهي ممارسة رياضة المشي لمدة 10 دقائق، إذ يساعد ذلك على اكتساب الطاقة في غضون ساعة واحدة فقط، وذلك لأن رياضة المشي تساعد على ضخ الأكسجين عبر الأوردة والدماغ والعضلات، وكلما زادت مدة المشي كان أفضل، ويجب ألّا يقتصر المشي في المنزل فقط، بل ينصح بممارسة المشي خلال أوقات الراحة في مكان العمل، وذلك لاكتساب مزيد من الطاقة، وتحريك كل عضلات الجسم، وتفادي إصابتها بالتيبس والتصلب.
• 27 حادثاً العام الماضي، بسبب تعرض سائقين للنعاس والإرهاق والنوم.