دأبت أمٌّ على التنمر بشكل متواصل على مظهر ابنتها الخارجي، وضربها دون سبب، وإعادة أوصاف قاسية على مسامعها، الأمر الذي تفاقم ووصل بالطفلة البالغة من العمر 13 عاماً إلى اتخاذ قرار بالابتعاد التام عن والدتها هرباً منها، فيما تدخلت مؤسسة «حماية» للمرأة والطفل في عجمان، لمحاولة حلّ الأزمة، وإقناع الطفلة بالجلوس مع والدتها، إلا أنها رفضت سماعها أو النظر إليها.
وتفصيلاً؛ كشفت مؤسسة «حماية» للمرأة والطفل في عجمان، برئاسة الشيخة عزة بنت راشد النعيمي، عن تفاصيل مؤلمة لواقعة ضحيتها طفلة تبلغ الـ13 من عمرها، ترفض الحديث مع والدتها، وتتجنب رؤيتها، وتشعر بانعدام الراحة والأمان خلال وجودها معها.
وأوضحت المؤسسة أن الطفلة (هـ. خ) اتخذت قرارها بالابتعاد التام عن والدتها، والعيش في كنف أبيها، بعدما بدأ التنمر بحقها من داخل المنزل، وليس من خارجه في محيط المدرسة أو الأصدقاء، حيث دأبت والدتها على التنمر باستمرار على مظهر ابنتها الخارجي، وضربها دون سبب، وإعادة أوصاف قاسية على مسامعها؛ الأمر الذي تفاقم إلى ما لا تحمد عقباه، واضطُرت المؤسسة إلى التدخل ومحاولة إصلاح الحال بين الأم وابنتها.
وبعد محاولات عديدة من المستشار القانوني لمؤسسة حماية، وفيق البابا، والأخصائية الاجتماعية رامية السامرائي، لإقناع الطفلة بالجلوس مع والدتها ومواجهتها، طلبت الطفلة أن يكون الاجتماع بحضور والدها وممثلي المؤسسة ليعطوها نوعاً من الشعور بالأمان.
وتمت المواجهة، وأفادت الطفلة بجميع الأسباب التي تمنعها من الذهاب مع والدتها، أو حتى رؤيتها والوجود معها، وهو ما ترفضه الطفلة رفضاً قاطعاً، لتقوم الأم بدورها بمحاولة الحديث مع ابنتها، وكسب تعاطفها، لكن الطفلة ترفض كل الرفض سماع والدتها أو حتى النظر إليها.
وعليه تم الاتفاق على إعطاء ممثلي مؤسسة حماية الوقت الكافي، ليتمكنوا من تهيئة الطفلة نفسياً، من خلال جلسات بواقع جلسة كل أسبوع، لتصحيح أفكارها، وجعلها تتقبل رؤية والدتها كإجراء أولي.
وأوضحت المؤسسة أنه من البدهي أن يتراءى لنا أن المنزل هو الملاذ الوحيد الآمن للهرب من جميع مشكلات الحياة، فكيف هي الحال إن كانت هذه المشكلات تبدأ من داخل منزلنا، وتقضي على أمان طفولتنا ببطء؟! مؤكدة أنها حذرت من التنمر مراراً وتكراراً، لكن هذه المرة الحالة مختلفة، فالتنمر بدأ من داخل المنزل، وليس من خارجه، وليس من أصحاب المدرسة أو جيران الحي، بل من والدة الطفلة، وهو الأمر الأكثر خطورة.
وأكدت مؤسسة «حماية»، ضرورة حماية الأطفال من التنمر، لما يمثله من آثار سلبية خطرة على الطفل وحالته النفسية، ويؤدي به إلى اتخاذ قرارات قد تمثل خطورة على حياته، لافتة إلى أن التنمر داخل المنزل أكثر خطورة، خصوصاً أن المنزل هو الملاذ الآمن الأول للطفل، وإذا فقده فستكون معاناته مضاعفة.
التنمر داخل المنزل أكثر خطورة، لأنه الملاذ الآمن الأول للطفل.