باريس في 10 مايو/ وام / عقد معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، جلسة مباحثات مع معالي يائيل براون بيفت رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية في مقر الجمعية بباريس خلال الزيارة الرسمية حاليا علي رأس وفد برلماني من المجلس الوطني الاتحادي إلى جمهورية فرنسا.
وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات، من خلال تبادل الزيارات وتعزيز التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وتشكل أولوية لدى البلدين، لا سيما على صعيد تفعيل ودعم العلاقات الثنائية بين الجانبين بما يجسد حرص وتطلعات قيادتي وشعبي البلدين الصديقين، ويعزز التنسيق بين المؤسسات البرلمانية خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية الدولية.
وأكد الجانبان أهمية أن يكون التعاون البرلماني على مستوى التعاون الاستراتيجي بين البلدين الصديقين، وعلى ضرورة تنسيق المواقف والرؤى والتوجهات حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك في مختلف المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية لاسيما في الاتحاد البرلماني الدولي.
وأكد معالي صقر غباش حرص المجلس الوطني الاتحادي على مواكبة توجهات الدولة ورؤيتها حيال مختلف القضايا وفي مقدمتها تعزيز السلام والأمن والاستقرار لدى شعوب المنطقة والعالم، فضلا عن تفعيل التواصل والتعاون مع مختلف البرلمانات والاتحادات والمنظمات البرلمانية العالمية، لأهمية دور البرلمانات في تمثيل شعوبها في ظل ما يشهده العام من تطور على مختلف الصعد.
حضر اللقاء وفد المجلس الوطني الاتحادي معالي الدكتور على راشد النعيمي، وسعادة كل من ميرة سلطان السويدي، ومروان عبيد المهيري، وسارة محمد فلكناز أعضاء المجلس، أعضاء لجنة الصداقة مع برلمانات الدول الأوروبية، وسعادة الدكتور عمر عبد الرحمن النعيمي الأمين العام للمجلس، وسعادة طارق أحمد المرزوقي الأمين العام المساعد لشؤون رئاسة المجلس.
وفي بداية اللقاء تقدم معالي صقر غباش بالشكر والتقدير لرئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية ولجمهورية فرنسا الصديقة، حكومة وشعبا، على حسن الاستقبال والضيافة التي لقيها الوفد منذ وصوله الى الجمهورية الفرنسية مشيرا إلى أن هذه الزيارة تأتي في سياق تعزيز التعاون بين بلدينا في المجالات المختلفة ومنها المجال البرلماني لما له من أهمية كبرى في تحقيق التقارب بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي، سيما وأن دولة الإمارات تحتضن أكبر جالية فرنسية على مستوى دول الخليج العربي.
وأشار معاليه إلى العلاقة التاريخية القوية التي تجمع البلدين الصديقين، وتعد نموذجا يحتذى به في شتى المجالات، خاصة بعد اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، الجمهورية الفرنسية لأول زيارة خارجية لسموه منذ توليه رئاسة الدولة تعبيراً عن المستوى الرفيع والمتقدم من علاقات الشراكة الاستراتيجية والتاريخية، التي تربط البلدين الصديقين، مؤكدا أن العلاقات الإماراتية – الفرنسية تتسم بطابعها المتميز على مستوى المنطقة انطلاقا من تقارب الرؤى بين البلدين حيال القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة والاتفاق على تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين، الأمر الذي أكسبها أهمية خاصة ودفعها باستمرار نحو النمو والتقدم ريثما بلغت مستوى الشراكة الإستراتيجية.
وأكد معاليه أنه خلال السنوات الماضية شكلت العلاقات المميزة بين البلدين دعامة رئيسية لمواجهة أنواع مختلفة من التحديات الإقليمية والدولية، ولعبت دوراً بارزاً في التصدي للتطرف والتعصب، وأسهمت في نشر مفاهيم التسامح والتعايش بين الأديان والمجتمعات.
وأشار معاليه إلى أن العلاقات بين البلدين لا تنحصر في سياق التعاون الاستراتيجي السياسي والاقتصادي، بل هي علاقات متفردة أيضا في سياق التعاون الثقافي والعلمي والأدبي. فدولة الإمارات تحتضن متحف اللوفر أبوظبي الذي تم افتتاحه عام 2017 ليكون أوّل متحف عالمي في العالم العربي، وأكبر مشروع ثقافي تقيمه فرنسا في الخارج، بكل ما يرمز إليه المتحف وتصميمه الفريد من إعلاء قيم التسامح والانفتاح على العالم الذي تتلاقى فيه جميع الحضارات عبر التاريخ. ولدينا أيضا جامعة السوربون التي تمثل اليوم صرحا علميا كبيرا على مستوى المنطقة.
ولفت معاليه إلى أن العلاقات البرلمانية اليوم تلعب دورا كبيرا في تقريب وجهات النظر المشتركة حيال الكثير من الملفات الوطنية والإقليمية والدولية، وبناء على ذلك فإننا نعل معا لتكون علاقاتنا البرلمانية على مستوى العلاقات المتميزة القائمة بين بلدينا على المستويين الرسمي والشعبي، سواء عبر الزيارات المتبادلة بين مجلسينا، أو من خلال اجتماعات لجنة الصداقة البرلمانية الإماراتية- الفرنسية بما يساعد على تحقيق مزيد من التعاون وتنسيق المواقف في الكثير من المحافل الدولية، وتبادل الخبرات أيضا.
وأكد معاليه أن دولة الإمارات تعتبر قضية التغير المناخي من القضايا ذات الأولوية لديها، وجاء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، عام 2023 عاماً للاستدامة ليتوج مسار دولة الإمارات العربية المتحدة، التي وضعت دائماً الاستدامة في قلب خططها التنموية.
وأشار معاليه إلى استضافة دولة الإمارات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف كوب 28 هذا العام، الذي يعد أكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي، سعياً لتوحيد الجهود العالمية للحد من تداعيات تغيير المناخ، لما في ذلك من تعزيز حماية البيئة، وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام وازدهار البشرية.
كما أكد أن الرئاسة الحالية لمؤتمر تغير المناخ تبذل كل جهد من أجل إنجاح المفاوضات الخاصة بالمؤتمر وتقريب وجهات النظر العالمية علماً بأن المؤتمر سيكون القمة الأولى بعد اتفاق باريس التي ستشهد إجراء تقييم عالمي للتقدم الذي تم إحرازه لتحقيق الأهداف المناخية العالمية وستركز دولة الإمارات خلال ترأسها لمؤتمر كوب 28 ، على الوصول الى توافق عالمي بشأن تمويل المناخ يهدف الي تلبية احتياجات الدول النامية والأكثر تعرضا لتداعيات تغير المناخ.
وقال معاليه “ إننا في دولة الإمارات حريصين على أن نكون مثالا لمكافحة التغير المناخي، فقد كنا أول دولة خليجية توقع على اتفاقية باريس، كما كنا أول دولة في المنطقة نعلن عن استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 ونمتلك الآن أكبر ثلاث من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم”.
وأشار إلى أنه انطلاقاً من إيماننا بأهمية دور البرلمانيين في مكافحة تغير المناخ وضرورة التعاون بين الحكومات والبرلمانيين لتحقيق هذا الهدف، فإننا نعمل بشكل مكثف مع الاتحاد البرلماني الدولي لتنظيم مؤتمر برلماني استثنائي ضمن فعاليات مؤتمر المناخ COP 28 الرئيسي، حيث سيشكل المؤتمر البرلماني فرصة مهمة للبرلمانيين والسياسيين والخبراء من جميع أنحاء العالم للتبادل والتواصل والتعاون في مجال التغير المناخي وحماية البيئة، ونتوقع أن يشهد مشاركة عدد كبير من البرلمانات الأعضاء في الاتحاد البرلماني الدولي.
وتطرق معاليه خلال اللقاء إلى أن تمكين المرأة في دولة الامارات شهد عدة قفزات نوعية في السنوات الأخيرة، خاصة البرلمانية منها، حيث تمثل المرأة في البرلمان الحالي 50% من أعضائه مما مكن الدولة من أن تحتل المركز الثالث عالمياً في مجال تمثيل المرأة في البرلمانات ويأتي هذا الإنجاز في إطار دعم القيادة الرشيدة للمرأة.
فيما قدم معالي صقر غباش دعوة لرئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية لزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة والمجلس الوطني الاتحادي.
من جانبها رحبت معالي يائيل براون بيفت رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية بمعالي صقر غباش والوفد البرلماني المرافق له وأشادت بالتطور الذي تشهده دولة الإمارات في شتى المجالات وقالت إنها تعتبر نموذجاً يحتذى به لدول العالم في التعايش والتسامح والسلام مع الحفاظ على هويتها، ووصفت معاليها العلاقات الفرنسية الإماراتية بأنها ناجحة وتتميز بالصداقة القوية وتبادل الاحترام.
وأكدت معاليها أهمية تطوير العلاقات البرلمانية والدبلوماسية بين البلدين والعمل على تنسيق المواقف والرؤى حيال القضايا الإقليمية والدولية في المحافل الدولية، مشيرة إلى أن الزيارات الثنائية تساهم في تعزيز التعاون البرلماني وتبادل والخبرات بما يصب في صالح البلدين والشعبين الصديقين.