الشارقة في 21 مايو /وام/ شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، صباح اليوم ، حفل نتائج برنامج “إتقان” لقياس جودة وفاعلية ومراجعة الأداء بالمدارس الخاصة، الذي نظمته هيئة الشارقة للتعليم الخاص للإعلان عن مخرجات البرنامج، وتكريم المدارس المتميزة للعام الدراسي 2022-2023، وذلك في قاعة المدينة الجامعية.
وتفضل سمو نائب حاكم الشارقة بتكريم المدارس التي ارتقت بمعايير الأداء وتحصلت على التقييمات الأولى لبرنامج “إتقان” وهما: متميز وجيد جدا، إلى جانب تلك التي ارتفعت معدل مستويين في تصنيفها عن العام الماضي، والتي تحصلت على تصنيف جيد جدا في اللغة العربية، كما تفضل سموه بتدشين علامة الجودة والتميز في برنامج “إتقان”.
وكان الحفل قد استهل بالسلام الوطني لدولة الإمارات، ألقت بعدها الدكتورة محدثة الهاشمي، رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص، كلمة تناولت فيها الجهود الكبيرة والرعاية المتميزة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لكافة مبادرات الهيئة وبرامجها، والتي مثلت سر النجاح والتميز لها، مما أثمر عن نجاح منقطع النظير في مختلف البرامج الساعية إلى تطوير مستويات المدارس الخاصة في إمارة الشارقة والارتقاء بها، وبأداء الهيئات التدريسية والإدارية والفنية.
وتقدمت رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، على حضور سموه وتشريف الحفل وتكريم المدارس المتميزة.
وأوضحت الدكتورة محدثة الهاشمي خلال كلمتها، ما ذهب إليه صاحب السمو حاكم الشارقة في تمثيل وشرح عملية التعليم والتعلم، والتي كانت هي المنهاج الذي عملت عليه الهيئة لضمان النجاح وجودة الأعمال، قائلة :” شبه سموه العملية التعليمية بالدوائر الثلاث، حيث الدائرة الخارجية تمثل رحلة الطالب اليومية من المنزل إلى المدرسة، بما فيها من الشوارع الفسيح، والطرق الآمنة، والحافلات المدرسية، والمواصلات، ثم الدائرة الوسطى التي تبدأ من سور المدرسة، وتشمل المرافق المدرسية، وكل ما يتفاعل معه الطالب خارج الصف، وصولا إلى الدائرة الداخلية، والتي تمثل كل ما يدور بين الطالب والمعلم والمنهج، حيث وجه سموه بأن نعتني بكل دائرة أشد الاعتناء “.
وتناولت الهاشمي مبادرات صاحب السمو حاكم الشارقة لدعم المدارس وكافة أركان الميدان التربوي، مشيرة إلى أهميتها وحضورها المتميز ومساهمتها الكبيرة، ومنها: مبادرة “أولادكم في مأمن”، و”مدرستي أجمل”، و”ماء زلال”، وبرنامج “معلمٌ وأفتخر”، وإنشاء أكاديمية الشارقة للتعليم، لافتة إلى أن التحسين والتطوير مستمر وصولا إلى التميز.
واختتمت رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص كلمتها مشيرة إلى تواصل مسيرة الهيئة وأكاديمية الشارقة للتعليم الناجحة معا، منذ العام 2019، إلى جانب جهود مدارس القطاع الخاص وإصرار الجميع على المشاركة، والبذل، والنجاح، لتكون النتائج باهرة، في التطوير على كافة المستويات، وتكون الشارقة منارة للعلم والمعرفة.
وشاهد الحضور بعدها عرضا مرئيا، أبرز خطط هيئة الشارقة للتعليم الخاص ورحلتها لتحقيق الطموحات المرجوة في التحسين والتقدم، إلى جانب إنجازاتها والسياسات العامة التي تعمل عليها لتطوير المستويات التدريسية والإدارية في كافة المدارس بإمارة الشارقة.
وألقى علي أحمد الحوسني مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاصة كلمة قدم فيها نبذة عن برنامج “إتقان” لقياس جودة وفعالية ومراجعة الأداء للمدارس الخاصة في إمارة الشارقة والذي نفذته الهيئة على مدار هذا العام، تحقيقا لرؤية هيئة الشارقة للتعليم الخاص ” تعليمٌ متميزٌ “، مشيرا إلى أن البرنامج تضمن قيام الفرق المتخصصة بمراجعة تطبيق المدارس لهذه المعايير، في زيارات مخصصة، بواقع أربعة أيام متتالية لكل مدرسة؛ للوقوف على إتقان هذه المدارس لهذه المعايير.
وتناول الحوسني أهداف برنامج “إتقان” الذي يسعى إلى تطوير وتحسين جودة الأداء المدرسي بكل جوانبه، كما يشكل أداة تطويرية تعمل على قياس جودة أداء المدارس، وتصنيفها ضمن المعايير، وإطلاع أولياء الأمور، على نتائج هذا البرنامج، حيث أنهم شركاءٌ مع الهيئة في عملية التطوير، وندعم اتخاذهم القرارات المناسبة لأبنائهم، وبشكل موضوعي ، بالإضافة إلى حصر الجوانب التي تحتاج تحسينا، بغاية تقديم تغذية راجعة هادفة للمدارس، وكذلك الاحتفاء بإنجازات المدارس، ونشر ثقافة التميز.
وأضاف مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص قائلاً : عمل البرنامج وفق منظومة مؤلفة من ستة معايير، وسبعة عشر مؤشرا للأداء، ووفق هذه المعايير تمت عملية التقييم، والمعايير هي: جودة إنجازات الطلبة، وجودة التطور الشخصي والاجتماعي، ومهارات الابتكار، وجودة عمليات التدريس والتقييم، وجودة المنهاج التعليمي، وجودة حماية الطلبة ورعايتهم، وتقديم الإرشاد والدعم لهم، وجودة قيادة المدرسة وإدارتها، حيث حققت المدارس مستويات متقدمة في مقياس تصنيفها المؤلف من ست مستويات .
واستعرض الحوسني احصائيات البرنامج وعمل لجانه المختلفة خلال الفترة من أكتوبر إلى مارس للعام الدراسي الحالي، موضحا أن المشاركة شملت 110مدرسة تدرس عشرة مناهج دراسية، وتضم أكثر من 181,000 طالب وطالبة، حيث تمت خلال فترة المراجعة، معاينة معايير برنامج “إتقان” الستة، ومؤشراته السبعة عشر، التي تضم سبعين عنصرا، خلال ثلاثة عشر أسبوعا تعليميا، في 440 يوما، وتمت معاينة ومشاهدة ما مجموعه 17500 حصة دراسية، وعقد ما مجموعه 880 اجتماعا، ونفذت استبانة استطلاع رأي أولياء أمور الطلبة في المدارس الخاصة، واستجاب لها أكثر من 65000 وأرسلت التقارير لجميع المدارس.
وكشف مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص عن نتائج برنامج “إتقان”، قائلا :” إن تكاتف الجهود وهمة المدارس في القطاع الخاص قد مكنت مدارسنا من تحقيق قفزة نوعية في نتائج تقييمها هذا العام حيث أن 54 مدرسة من أصل الــ 110 حققت تقدما وتعليما جيدا أو أفضل، وما نسبته 49% من المدارس الخاصة تقدم تعليما جيدا أو أفضل لأبنائنا وبناتنا الطلبة، وحصلت مدرسة واحدة على تقييم متميز و9 مدارس على جيد جدا و 44 مدرسة على مستوى جيد، و53 مدرسة على مستوى مقبول، وحصلت 3 مدراس على مستوى ضعيف، ولم تحصل أي مدرسة على مستوى ضعيف جدا . وأن نسبة 61% من طلبة المدارس الخاصة في الإمارة يتلقون تعليما جيدا أو أفضل، أي ما يقارب110,000 طالب وطالبة “.
وقدم الحوسني مقارنة لنتائج البرنامج ما بين الدورة السابقة والحالية، موضحا تحسن أداء 68% من المدارس بالمقارنة بين الدورتين، حيث كانت نسبة 91% من المدارس في الدورة السابقة تقدم تعليما مقبولا، وضعيفا، وضعيفا جدا؛ حيث كانت 94 مدرسة قد حصلت على مستويات متدنية من أصل 102 مدرسة خضعت للتقييم في حينها، بينما في الدورة الحالية فنسبة 97% من المدارس تقدم تعليما مقبولا أو أفضل، و49% تقدم تعليما جيدا أو أفضل، في هذا العام. كما ارتفع عدد المدارس التي تقدم تعليما جيدا أو أفضل، من 8 مدارس فقط في الدورة السابقة إلى 53 مدرسة هذا العام، وفي الوقت نفسه انخفض عدد المدارس التي تقدم تعليما مقبولا فما دون، من 94 مدرسة في الدورة السابقة، إلى 56 مدرسة في هذا العام. وكانت نسبة 8% في الدورة السابقة فقط كانت تقدم تعليما جيدا أو أفضل، وقد ارتفعت لتصل إلى 49%. كما وتحسن أداء جميع المدارس الضعيفة أو الضعيفة جدا، وعددها 26 مدرسة، و5 مدارس منها قفزت مستويين اثنين دفعة واحدة. وعلى مستوى الطلبة، فقد ارتفع عدد الطلبة الذين يتلقون تعليما جيدا أو أفضل، ارتفع من 25.000 إلى ما يقارب 111.000 طالب وطالبة، كما انخفض عدد الطلبة الذي يتلقون تعليما مقبولا أو أقل، من قرابة 146.000 إلى 70.000 طالب وطالبة. كما كشفت نتائج الدراسة الخاصة بالبرنامج عن تحسن تحصيل الطلبة في جميع المواد الدراسية.
وأثنى الحوسني على المشاركة الجادة والمسؤولة من أولياء الأمور في استبيان الهيئة، مشيرا إلى أن نسبة 84% منهم راضين عن مستوى نوعية وجودة التعليم الذي يحصل عليه أولادهم في المدارس، بينما عبر 89%من أولياء أمور الطلبة عن شعور أولادهم بالسعادة أثناء تواجدهم في المدرسة، في حين أكد 94% منهم بشعور أبنائهم بالأمان داخل المبنى المدرسي، وأثناء تنقلهم من وإلى المدرسة.
واختتم مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص كلمته بالإشارة إلى أن اللغة العربية للناطقين بها هي المادة الأعلى أداء في المدارس، حيث بلغ التحسن بنسبة 60% مقارنة بعام 2018، وأصبح بمستوى مقبول أو أفضل في 100% من المدارس، لافتا إلى الاهتمام الكبير بها في الهيئة، حيث يتم تدريب وتأهيل معلمين ومعلمات مختصين باللغة العربية، والتربية الإسلامية، تحت مظلة مشروع سلطان القاسمي للتوطين في القطاع الخاص.