أفاد مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي عبدالله علي بن زايد الفلاسي بأن الدائرة لديها خطة طويلة المدى لتدريب موظفي حكومة دبي على استخدام تقنية (شات جي بي تي)، بالتعاون مع الجهات بالحكومة المحلية، كما تتضمن هذه الخطة التوعية بالطرق الأفضل في الاستخدام، والتطورات التي ستحدث على التقنية في أوقات لاحقة وطرق الاستخدام الآمن لمثل هذا النوع من التقنيات سريعة التطور.
جاء ذلك خلال ندوة تقنية «شات جي بي تي» ودورها في تعزيز الإبداع، واستخداماتها في العمل الحكومي، بمشاركة مسؤولي الموارد البشرية في دوائر حكومة دبي، ومختصين بارزين في مجال الذكاء الاصطناعي، وبالتعاون مع هيئة دبي الرقمية ومؤسسة دبي للمستقبل، وذلك في مكتبة محمد بن راشد أمس.
وقال الفلاسي: «بدأت الدائرة في تدريب موظفي الحكومة، وتعد هذه الندوة واحدة من وسائلها في مجال التدريب، وتطبيق أطر وضوابط وسياسات».
وأكد الفلاسي أن استخدام الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفاً بل أصبح ضرورة، وفرضت تطبيقات الذكاء الاصطناعي نفسها على الجميع، ودخلت في كل تفاصيل الحياة اليومية للناس، وأصبحت الوزارات والدوائر والمؤسسات والشركات في القطاعين العام والخاص تتسابق للاستفادة من التقنيات الحديثة وتسخيرها لخدمة المتعاملين.
وأضاف أن دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي تحرص على مواكبة المستجدات العالمية في مجال التقنيات الرقمية، والاستفادة من الفرص الكبيرة التي تتيحها التكنولوجيا، ودعم مسيرة التنمية المستدامة والشاملة في دبي ودولة الإمارات، مشيراً إلى أن استراتيجية الدائرة 2023 ـ 2026 جاءت لتواكب المستجدات والمتغيرات المستمرة السريعة، من خلال العمل على بناء بيئة ترتكز على الابتكار، واحتضان وتبني الأفكار المبتكرة لقيادة الفكر الريادي في قطاع الموارد البشرية محلياً ودولياً عبر برامج ودراسات وأبحاث، والعمل مع خبراء ومختصين في مجال الموارد البشرية والتعاون مع مؤسسات وجهات ستزود حكومة دبي بحلول وتوصيات فعالة للتغلب على تحديات سوق العمل والتخطيط والتحضير للمستقبل.
وتحدث في الندوة نخبة من المختصين قدموا خلاصة أفكارهم وتجاربهم في تقنية «شات جي بي تي» واستخدامات الذكاء الاصطناعي في العمل الحكومي، حيث استعرض مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي وشريك مؤسس في منصة «حكومة 01» الدكتور سعيد الظاهري، دور الذكاء الاصطناعي التوليدي خاصة تقنية ChatGPT في تعزيز الإبداع لدى الموظف الحكومي من خلال استخدامه توليد أفكار جديدة في العديد من المجالات مثل: تحسين الخدمات الحكومية وطرق تحسين كفاءة الإجراءات وتوليد أفكار لحل المشكلات العامة، وتحليل البيانات والسياسات والمعلومات الكمية المعقدة. ومن جانبها، سلطت مستشار في مجال علم البيانات والذكاء الاصطناعي وشريك مؤسس ومدير شركة هيورستك الدكتورة آمنة الشامسي، الضوء على الإبداع البشري في عصر الذكاء الاصطناعي، وقالت إن إنجازات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي نلمسها في حياتنا اليومية هي نتيجة إبداع بشري تراكمي ومستمر، وهي إنجازات علمية في الرياضيات والخوارزميات وتعلم الآلة، مهدت لتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأضافت أن المحتوى الذي تم استخدامه لتدريب الذكاء الاصطناعي التوليدي شارك في صنعه البشر في مختلف المجالات؛ فمثلاً أجهزة الحوسبة العالية الأداء تم تطويرها لتزيد من كفاءة الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومستخدمو الذكاء الاصطناعي التوليدي يسهمون في تحسينه بالتدقيق على مخرجاته، وأن هناك دائماً مجالاً للمزيد من الإبداع، سواء كان باستخدام وتوظيف وتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، أو بطرق أخرى. وأكدت الشامسي أهمية التركيز على المهارات التي ستمكن الإنسان من المزيد من التطوير والإبداع والإنجاز في المستقبل في وجود وتطور الذكاء الاصطناعي، وأن من أبرز هذه المهارات: التفكير الابداعي والتحليلي والذكاء العاطفي والاجتماعي والتي يمكن اكتسابها وتعزيزها من خلال تجارب تعليمية وتدريبية مبتكرة، مشيرة إلى أن المرونة والتعلم مدى الحياة قد يصبحان ضرورة للإبداع البشري في المستقبل.
ضوابط
قال مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي عبدالله علي بن زايد الفلاسي إن الضوابط التي تطبقها الجهات الحكومية بدبي قادرة على إتاحة التقنية للموظف بطريقة صحيحة وآمنة ليكون الهدف منها هو خدمة المتعاملين عن طريق تعزيز جودة الخدمات المقدمة إليهم وتسهيل الحصول عليها.
وقال: «تتوفر ضوابط وسياسات لاستخدام التقنية بطريقة صحيحة للحفاظ على الخصوصية وسرية البيانات، وهذه الضوابط تم وضعها وتطبيقها بالتعاون مع حكومة دبي الرقمية وغيرها من جهات الاختصاص».