زار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، اليوم (الخميس) مقر “مجموعة الإمارات”، حيث كان في استقبال سموهما لدى وصولهما سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة.
وقد توجه سموهما فور وصولهما إلى القاعة الرئيسية في المقر حيث استمعا لشرح عن خطط المجموعة المستقبلية الطموحة قدمة السير تيم كلارك، رئيس طيران الإمارات، الذي استعرض الاستثمار في المنتجات والعلامات التجارية في السنوات المقبلة، ومبتكرات السفر التي تم تطويرها لتعزيز تجربة العملاء وريادة طيران الإمارات في الصناعة العالمية على الأرض وفي الأجواء، والنتائج القياسية التي حققتها المجموعة خلال العام الماضي في تأكيد على النهج التشغيلي السليم الذي تتبعه الشركة والذي تستلهم فيه أسلوب دبي في التغلب على التحديات بل وتحويلها إلى فرص جديدة للنمو والتميز.
وفي مستهل الزيارة، أعرب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم عن تقديره لشركة طيران الإمارات التي وصفها أنها كانت مساهماً فعالاً منذ بداياتها الأولى في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تحويل دبي إلى واحدة من أهم مدن العالم.
وأشاد سموه بالأداء القوي لطيران الإمارات وما حققته من نتائج قياسية خلال العام المالي الماضي رغم ما شهده قطاع الطيران العالمي من تحديات خلال الفترة الماضية، وقال سموه: “بقيادة وتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، لعبت طيران الإمارات دوراً محورياً في تأكيد مكانة دبي كمركز عالمي للأعمال ووجهة رئيسية للاستثمار والسياحة.. وفي الوقت الذي تبدأ فيه دبي مرحلة تنموية جديدة حددت ملامحها أجندتها الاقتصادية للأعوام العشرة المقبلة، فإننا نثق في مواصلة مجموعة الإمارات لدورها في تعزيز النمو الاقتصادي للإمارة واستحداث معايير جديدة للجودة في قطاع الطيران والسفر حول العالم”.
كذلك، نوّه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم بما حققته مجموعة الإمارات من إنجازات تمكنت من خلالها من ترسيخ مكانتها كإحدى أهم العلامات التجارية الإماراتية، وتأكيد ريادتها كنموذج متطور لخدمات الطيران رفيعة المستوى وفق أفضل المعايير العالمية، وقال سموه: ” طيران الإمارات جعلت دبي واحدة من أكثر المدن اتصالاً بالعالم وحلقة وصل رئيسية لربط أسواق العالم وتمكين التواصل الإيجابي بين ثقافاته ، كذلك جعلتها نقطة جذب رئيسية لرواد الأعمال والمبتكرين والمبدعين وأصحاب الطموحات الكبيرة من مختلف أنحاء العالم”.
وأضاف سموه: “نعتز بما وصلت إليه مجموعة الإمارات من مستويات تميز جعلتها نموذجاً عالمياً يحتذى به في مجال الطيران والسفر.. ومع التزامها برؤية القيادة الرشيدة والاستثمار المستمر في تعزيز قدراتها التقنية ورفع كفاءة كوادرها البشرية، فإن مجموعة الإمارات ستظل دائماً من المساهمين المؤثرين في تأكيد مكانة دبي كمركز اقتصادي عالمي والتمهيد للوصول إلى المزيد من الفرص التي تعزز ازدهارها وتطورها كنموذج مُلهِم لمدن المستقبل”.
مركز التحكم
وخلال الزيارة، اطلع سمو الشيخ حمدان بن محمد وسمو الشيخ مكتوم بن محمد على مركز التحكم الرئيسي لشبكة طيران الإمارات، والذي يشكل عصب عمليات الشركة حول العالم، حيث استمع سموهما إلى شرح حول اختصاصات ومهام المركز الذي يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع بلا توقف، وفي مقدمتها تأكيد وصول ومغادرة الرحلات الجوية في مواعيدها المحددة، دون أي تأخير، كما يسهم المركز في تنسيق العمليات بين مختلف إدارات وأقسام الشركة تأكيداً على سير منظومة العمل وجميع الرحلات بشكل سلس ومنتظم.
كما استمع سموهما إلى شرح حول التقنيات المتطورة التي يعتمد عليها الفريق في مركز التحكم الرئيسي والتي تخدم في مراقبة حركة أسطول طيران الإمارات عبر رحلاتها المختلفة حول العالم، ومراقبة الحالة الجوية وغيرها من المتغيرات التي من شأنها التأثير على حركة الطيران بشكل عام في مختلف المناطق التي تسيّر إليها رحلاتها، ما يعزز قدرة الشركة على التعامل بأعلى مستويات الكفاءة والفاعلية مع مختلف المواقف وفي كافة الأوقات، بما يكفل سلامة وراحة المسافرين وأطقم الطيران في كل وقت وحين.
وحرص سمو الشيخ حمدان بن محمد ومعه سمو الشيخ مكتوم بن محمد على لقاء مجموعة من موظفي أطقم الطيران الجدد الذين تخرجوا حديثاً تمهيداً لانضمامهم إلى رحلات طيران الإمارات، وعددهم 120 موظف وموظفة، حيث بارك سموهما لهم التخرج، متمنيان لهم التوفيق في مهامهم الجديدة، والتقت لسموهما الصور التذكارية مع الخريجين الذين أعربوا عن بالغ سعادتهم بهذه اللفتة الكريمة، وما تعكسه من حرص القيادة الرشيدة على تشجيع مختلف أطقم العمل في كافة المجالات، وتحفيزهم على تحقيق أعلى مستويات التميز .
تقنيات ذكية
كذلك شاهد سمو ولي عهد دبي وسمو النائب الأول لحاكم دبي تقنية الهولوغرام ثلاثية الأبعاد والتي تستخدمها طيران الإمارات للتواصل الافتراضي مع موظفيها ومكاتب إصدار بطاقات السفر، وكذلك في اجتماعات الشركة، وذلك في إطار اعتماد المجموعة على التقنيات الذكية في تيسير أعمالها.
كما تابع سموهما عرضاً حياً للنظام الذكي الجديد في إتمام إجراءات سفر الركاب على متن طيران الإمارات بمساعدة الروبوت “سارة” والذي يعد الأول من نوعه في العالم لهذا الغرض، حيث يتم استخدام هذا النظام الذكي في مطابقة وجوه المسافرين بجوازات السفر الممسوحة ضوئياً، وتسجيلهم، ومن ثم إرسال بطاقة الصعود إلى الطائرة إلى هواتفهم النقالة، حيث أعلنت طيران الإمارات مؤخرا اعتماد بطاقة الصعود إلى الطائرة رقمياً لركابها المغادرين من دبي بدلاً من النسخة الورقية المطبوعة، وذلك في خطوة جديدة هدفها توفير الراحة لعملائها.
الربحية الأعلى في تاريخها
وكانت مجموعة الإمارات قد أعلنت مؤخراً عن عامها الأعلى ربحية على الإطلاق، وذلك بفضل استعداد دبي لعودة الطلب القوي على السفر الجوي الدولي. وسجلت مجموعة الإمارات أرباحاً قياسية للسنة المالية المنتهية في 31 مارس 2023 بلغت 10.9 مليارات درهم. كما بلغت إيرادات المجموعة 119.8 مليار درهم، بنمو 81% عن نتائج السنة السابقة. وجاءت النتائج القياسية أيضاً متماشية مع النمو في عدد زوار دبي الدوليين بنسبة 97% على أساس سنوي، والذي يواصل مساره الصحيح للنمو في عام 2023.
وتُعد مجموعة الإمارات أكبر لاعب في قطاع الطيران بدولة الإمارات، إذ تدعم أكثر من 770 ألف وظيفة، وتسهم بأكثر من 172.5 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي للدولة. وتتماشى خطط نمو المجموعة مع أجندة دبي الاقتصادية D33، حيث تسعى الإمارة إلى توسيع بصمتها الاقتصادية على مستوى العالم. وتلعب طيران الإمارات دوراً محورياً في تحقيق أهداف “أجندة دبي الاقتصادية D33” من خلال توسيع شبكة خطوطها العالمية، والتمهيد للوصول بصورة أكبر إلى الأسواق الخارجية، وتشجيع الصادرات، ودعم رؤية الحكومة في تعزيز مكانة الإمارة كمركز عالمي للاستثمار ومحركٍ رئيسيٍ للاقتصاد العالمي الجديد.
ومن المنتظر أن تزيد مساهمة قطاع الطيران في اقتصاد دولة الإمارات بشكل كبير خلال العقد المقبل، وذلك من خلال التوظيف المباشر وغير المباشر، والاستثمار في البنية التحتية، والإنفاق على سلسلة التوريد، والإنفاق السياحي، والاستفادة من حركة التجارة ونقل البضائع، في حين يتم العمل على تنمية الاستثمارات الاستراتيجية في قطاع الطيران لتعزيز مكانة دبي كواحدة من أكبر مراكز صناعة الطيران في العالم.