حذرت شرطة أبوظبي الأفراد من طلبات الصداقة المجهولة التي تصلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات التعارف، إذ تكون مصيدة للإيقاع بالضحايا في فخ الابتزاز الإلكتروني، داعية إلى ضرورة عدم الخضوع للمبتزين، وعدم الاستجابة لطلباتهم أو إرسال أي مبالغ مالية تحت ضغط التهديد، والتواصل في الحال بخدمة «أمان» التي تعمل على مدار الساعة وبسرية تامة.
وأوضحت أن الابتزاز الإلكتروني يعد إحدى صور الجريمة الإلكترونية التي تقوم على تهديد الضحية بنشر صور أو مواد فيلمية أو تسريب معلومات سرية، مقابل دفع مبالغ مالية، أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين.
وكشفت قضايا نظرتها محاكم الدولة خلال السنوات الماضية عن جرائم عدة بدأت بقبول الضحية طلبات صداقة وهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي من دون معرفة صاحبها، ما تسبب في وقوعه ضحية جريمة ابتزاز إلكتروني.
وكشفت إحدى القضايا قيام نسوة باستدراج رجل آسيوي عبر شبكة التواصل الاجتماعي بإعلان عن خدمة تدليك «مساج» بسعر مُغرٍ تتصدره صورة امرأة أوروبية مثيرة، وبمجرد سقوطه في الفخ قمن بضربه وإذلاله وتصويره عارياً وإجباره على الإفصاح عن الرقم السري لبطاقته البنكية وسحب مبالغ مالية منها.
وفي قضية أخرى تعرض شاب لابتزاز إلكتروني من رجل انتحل صفة فتاة، واستدرجه من أحد مواقع التواصل إلى تطبيق مغمور وصوره في أوضاع مخلة، وشاب آخر استجاب لفتاة وهمية زعمت أن والدتها مريضة ودفعته لإرسال مبلغ كبير.
وأكد أفراد لـ«الإمارات اليوم»، أنه تردهم طلبات صداقة عدة وبصورة متكررة من مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي من مجهولين خارج الدولة، وتعاملوا معها بحذر وتجاهل، معربين عن تخوفهم من وقوع أبنائهم ضحية لمثل هذه الصداقات.
وقال (أبوأدهم)، إنه يرصد طلبات صداقة ترد إلى هواتف أبنائه عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أنه دائماً ما يحذرهم من قبول صداقة من غرباء، أو التعامل معهم أو إرسال صورهم الشخصية.
وذكر محمد سيد، أن تطبيقات التعارف منتشرة بشكل كبير، ويُقبل عليها مراهقون، ويستخدم غالبية أعضائها أسماء وهمية، ولا يستطيع الشخص التأكد من هوية من يتواصل معه، وهل هو ذكر أم أنثى، لافتاً إلى أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة الكشف عن المعلومات الشخصية أو إرسال الصور لهذه التطبيقات، إذ قد تكون فخاً تعرض الشخص للابتزاز من أجل الحصول على المال.
وأفاد آخرون، رفضوا ذكر أسمائهم، بأنهم أقاموا علاقات صداقة مع فتيات من خارج الدولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ليكتشفوا لاحقاً أنها مجرد علاقات وهمية، تستهدف الإيقاع بهم في فخ الابتزاز والحصول على معلومات وبياناتهم الشخصية.
ونبهوا إلى خطورة استدراج الأشخاص عن طريق الحسابات النسائية الوهمية على منصات التواصل الاجتماعي، إذ يكون هدفها في الظاهر التعارف، وفي الباطن الابتزاز، وعند التعارف يتم فتح بث مباشر بالكاميرا وتصوير الضحية في وضع مخل.
وكشفت شرطة أبوظبي أن من أسباب الوقوع في جرائم الابتزاز الإلكتروني ضعف الوازع الديني، والانجراف خلف علاقات وهمية، وارتياد المواقع الإلكترونية المشبوهة، والفراغ العاطفي، والإهمال في التنشئة الاجتماعية، وإدمان تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم مراقبة الآباء لأبنائهم ورعايتهم.
ودعت أفراد المجتمع إلى عدم قبول طلبات الصداقة من أشخاص غرباء، وعدم نشر الصور، ومقاطع الفيديو الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو إرسالها إلى أشخاص مجهولين، والحذر من مواقع وتطبيقات التعارف، فغالباً ما تكون بداية لاصطياد الضحايا.
وحذرت الأفراد من قبول طلبات صداقة من مجهولي الهوية عبر منصات التواصل الاجتماعي، والانجذاب للصور المغرية التي قد تكون فخاً، مؤكدة أهمية التأكد من شخصية المرسل.
جدير بالذكر أن عقوبة الابتزاز الإلكتروني وفقاً للمادة 16 من المرسوم بقانون اتحادي رقم 5 لسنة 2021 في شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات هي الحبس وغرامة لا تقل عن 250 ألف درهم.
ونص القانون على أن يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين والغرامة التي لا تقل عن 250 ألف درهم ولا تجاوز 500 ألف درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ابتز أو هدد شخصاً آخر لحمله على القيام بفعل أو الامتناع عنه، باستخدام الشبكة معلوماتية أو وسيلة تقنية معلومات، وأن العقوبة تكون السجن مدة لا تزيد على 10 سنوات، إذا كان التهديد بارتكاب جناية أو بإسناد أمور خادشة للشرف أو الاعتبار.
مواقع مشبوهة
حذرت شرطة أبوظبي الأفراد من مشاركة المعلومات الشخصية والرد على أي محادثة من مصدر مجهول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتزويده ببيانات أو معلومات أو صور شخصية قد تُستغل في عمليات الابتزاز الإلكتروني، وتجنب الدخول إلى مواقع مشبوهة، والحيطة والحذر عند التعامل مع أشخاص غرباء أو مجهولي الهوية، وعدم قبول التواصل معهم والوثوق بهم أو إرسال صور أو بيانات خاصة وحساسة.
وحثت أولياء الأمور على متابعة أبنائهم وتوعيتهم لعدم قبول صداقات من قبل أشخاص غير معروفين، ومدى خطورة مشاركة صورهم وبياناتهم عبر مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، وتوعيتهم بكيفية التصرف عند الوقوع في فخ الابتزاز.