الأربعاء، ٣ مايو ٢٠٢٣ – ٨:٢٠ م
الشارقة في 3 مايو/ وام / أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة أن ملتقى الشارقة للإعلام الأسري الثالث يأتي في وقت تزداد فيه المخاطر المحيطة بالأسرة والمهدِّدة لاستقرارها لأسباب عديدة، أهمها ما نتلقاه عبر وسائل الإعلام المختلفة من تحديات صعبة تجعل الأجيال في مواجهة تحديات قيمية بين ثقافة ذات هوية دينية واجتماعية ووطنية يراد أن ينشأوا عليها، وثقافة أخرى تتصف بجاذبية يراد بها لفت الأنظار إليها والتعايش معها، والاستغراق في مفهوماتها وتطبيقاتها.
وقالت سموها في ختام الملتقى “ مع تطور هذه الثقافة، يبدأ الذكاء الاصطناعي بملاحقة مشاريع التنمية التي تضع الإنسان في مقدمة الاهتمام والرعاية.. والاهتمام بفكره وثقافته، بصحته وعافيته، الاهتمام بحاضره ومستقبله.. وقد يأتي هذا الذكاء موفراً مزيداً من الراحة والرفاهية للمجتمعات، وأساليب أكثر سهولة في التعليم والطب واستخدام مرافق المنازل والمكاتب التي ترافق الإنسان فيه مساعدة افتراضية، وفي غير ذلك من مرافق الحياة الأخرى.. ولكن ماذا عما سيحمله للسلوك السوي والفكر المتزن والإنسان المعافى من العقد النفسية والذهنية؟”.
وأضافت سموها “ ما زلنا في الحديث عن الإعلام الرقمي وأثره على أمان الأسرة وقيمها، وهو أمر واقعي ومهم أن نطرح فيه الآراء والأفكار لنحمي هذا الكيان من الانهيارات المستمرة” متسائلة سموها : هل نعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيجلب لنا حلاً لمشاكل الطلاق ليس في الشارقة وحدها ولا في دولة الإمارات، بل في العالم العربي كله؟. وهل سيهمه أن يحافظ على القيم الأخلاقية؟ هل سيبقى شأن لبر الوالدين، واحترام المسن، والاعتناء بالطفل، وإعطاء اليافع حاجته من الاهتمام، وتطور التعليم وتعزيز السلوكيات الصحية والانتماء، ونشر المحبة والتعارف الإنساني القائم على الاحترام مهما كان الاختلاف؟ هل سيعمل على ذلك؟
وذكرت سموها ان القلق يمتد إلى وضع الحالة الاقتصادية للأسرة إذا حلّت الشخوص الافتراضية للذكاء الاصطناعي مكان الإنسان في الوظيفة، والتحدي الذي سيواجهه رب الأسرة وهو يسعى لتوفير سبل العيش الكريم لعياله.
إنها أسئلة المستقبل الذي ننتظره، ففي مجتمعنا قيم ما زلنا نستظل بجمالها، ونسعى جاهدين لتربية الأبناء عليها، وسيبقى هذا السعي مستمراً مواجهاً لكل التحديات التي تواجهنا وتواجه مسؤوليات الأسرة خاصة، من هنا يأتي الدور غير العادي للإعلام بكل وسائله (الرقمية والتقليدية) في إحاطة الأفراد والأسر والمجتمع بكل جديد، والاستعانة بالخبراء في التوجيه إلى أفضل السبل للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، حتى يكون سبباً في الاستقرار وتحقيق المزيد من الأمان النفسي والاجتماعي والاقتصادي، ونعوِّل على المؤثرين الإعلاميين الجادين في هذه التوعية واستثمار حضورهم الإعلامي وثرائهم الثقافي في التعليم والتدريب والتوجيه، تدعمهم قرارات مهمة تتخذ في هذا الجانب.
وفي ختام حديثها شكرت سموها الإخوة والأخوات الذين شاركوا في الملتقى على آرائهم وأفكارهم التي تتسم بالمسؤولية تجاه المجتمع قائلة : فبمثلكم تستمر رحلة التنمية الفكرية والسلوكية التي تستطيع الأجيال بها إزاحة أي خطر يمكن أن يؤثر عليهم وعلى أسرهم ومجتمعاتهم كما نشكر فريق العمل الذي سعى بكل جهده لتنفيذ هذا الملتقى والخروج به إلى هذا المستوى الطيب كما نأمل أن تكون التوصيات محل تنفيذ بما يعود على المجتمع بالفائدة والنفع.
اسلامه الحسين