الثلاثاء، ١٦ مايو ٢٠٢٣ – ١٢:٥٠ م
أبوظبي في 16 مايو/ وام/ نجحت “جائزة الشيخ زايد للكتاب” منذ إنشائها عام 2006 في أن تقدم للوسط الأدبي العشرات من المفكرين والموهبين الذين أصبحوا نجوما يتألقون على الساحة الأدبية لإبراز مواهبهم أمام العالم .
وأصبحت جائزة ” الشيخ زايد للكتاب ” التي تحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حدثا سنويا ينتظره ليس فقط الأدباء والمثقفون وإنما المتابعين من عشاق الأدب ، حيث يتم تقييم الأعمال المقدمة بواسطة لجان تحكيم تضم نخبة من الأدباء من أبرز الشخصيات الثقافية الاكاديمية العربية.
وفي العاصمة أبوظبي ستكرم الجائزة التي تحظى بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” الفائزين في دورتها السابعة عشرة خلال حفل سيعقد في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) بالتزامن مع انطلاق فعاليات الدورة الـ 32 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب في 23 مايو الحالي .
وتطورت الجائزة في دورتها السابعة عشرة حيث شهدت إقبالا واسعا تمثل في حجم المشاركات وعدد الدول المشاركة من مختلف دول العالم إذ استقبلت 3151 ترشيحاً من 60 دولة منها 22 دولة عربية و38 دولة من حول العالم وهو أكبر عدد ترشيحات للجائزة بفروعها التسعة في تاريخها .
وفاز الموسيقار المصري عمر خيرت جائزة شخصية العام الثقافية تكريما لمسيرته الإبداعية التي امتدت لعقود قدّم خلالها مجموعة من الأعمال الموسيقية الخالدة أسهمت في تشكيل وجدان وثقافة شعوب المنطقة.
وتستعرض وكالة أنباء الامارات ” وام ” في التقرير التالي مسيرة الجائزة منذ انطلاقتها عام 2006 حتى الآن ونجاحاتها على الصعيد العربي والإقليمي والدولي .
فقد بلغ عدد المترشحين للجائزة خلال الـ 17 عاماً الماضية أكثر من 25 ألف ترشيح، وينتمي المترشحون إلى 71 دولة حول العالم ، وتم تكريم 120 فائزة وفائزا في تاريخ الجائزة في فروعها التسعة.
وعملت الجائزة منذ انطلاقها في العام 2006 بنزاهة وموضوعية عالية ، إذ بلغ عدد المرشحين في دورتها الأولى عام 2007 حوالي 1220 مرشحا في الفروع التسعة للجائزة، وتم اختيار الدكتور دينيس جونسون ديفيز شخصية العام الثقافية لإسهامه في ‘ثراء الثقافة العربية بترجماته الأصيلة لعيون الأدب العربي الحديث إلى اللغة الإنجليزية.
وفي دورتها الثانية خلال عام 2008 بلغت حصيلة المشاركات للجائزة 731 مشاركة في الفروع التسعة للجائزة وحصل محمد بن عيسى وزير الثقافة المغربي السابق على لقب أفضل شخصية ثقافية .
أما عام 2009 خلال الدورة الثالثة بلغ عدد المشاركات 621 مشاركة في فروعها التسعة المختلفة ومنحت جائزة شخصية العام الثقافية إلى بيدرو مارتينيز مونتافيز.
وفي دورتها الرابعة عام 2010 احتفت الجائزة بتكريم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بجائزة شخصية العام الثقافية تقديرا لجهود سموه في الحركة العلمية والثقافية النهضوية في إمارة الشارقة ودعم النشاطات ذاتها في الدولة وسائر دول العالم إضافة لانتهاجه سياسة ثقافية واعية في شتى الحقول العلمية والمعرفية وقد بلغ عدد المترشحين المتقدمين للجائزة 693 مرشحا.
وتقدّم 715 مرشحا خلال الدورة الخامسة عام 2011 وفاز المستشرق الصيني تشونج جي كون بجائزة شخصية العام الثقافية تقديرا لما قدمه خلال نصف قرن في مجال تعليم اللغة العربية والترجمة والدراسات العلمية في اللغة العربية في دول الشرق الأقصى.
وفي الدورة السادسة عام 2012 ترشح أكثر من 560 مشاركا ، وفازت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ” اليونسكو ” بجائزة شخصية العام الثقافية وذلك تقديرا للدور الثقافي الذي نهضت به في تشجيع الحوار وفهم الآخر مع المحافظة على التنوع الثقافي والتعدد اللغوي.
أما عام 2013 في الدورة السابعة وصل إقبال الباحثين والمبدعين والكتّاب والمؤلفين على المشاركة في فروع الجائزة إلى 1262 مشاركة ، ما يعد مؤشرا إيجابيا للجائزة واحتفت الجائزة بتكريم شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب جائزة شخصية العام الثقافية لما يمثله ومؤسسة الأزهر الشريف من قيمة معنوية وفكرية وحضارية كبيرة لكل العرب والمسلمين.
وكانت ” جائزة الشيخ زايد للكتاب ” للعام 2014 في دورتها الثامنة قد اختارت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية ” رحمه الله ” شخصية العام الثقافية .. وبلغ عدد المشاركين في هذه الدورة 1482 مرشحا في كل فروعها.
كما اختارت الجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” للفوز بجائزة شخصية العام في الدورة التاسعة للجائزة عام 2015 تقديرا لإنجازاته الكبيرة المعرفية واسهاماته في النهوض بالدولة .. وبلغ عدد المشاركات للجائزة حوالي 1024 مشاركا .
وفي الدورة العاشرة عام 2016 تلقت ما يصل إلى 1169 من المشاركات في كل فروعها من 33 دولة ومنح لقب شخصيّة العام الثقافيّة للكاتب اللّبنانيّ باللّغة الفرنسية أمين معلوف تقديرا لتجربة روائيّ حمل عبرَ الفرنسيّة إلى العالَم كلّه محطّات أساسيّة من تاريخ العرب وتاريخ أهل الشرق.
وفي الدورة الحادية عشرعام 2017 بلغ عدد المشاركات 1175 مشاركة من 54 دولة، وأعلنت عن فوز المؤرخ والمفكر المغربي الأستاذ الدكتور عبدالله العروي بجائزة “شخصية العام الثقافية “.
أما في دورتها الثانية عشرة لعام 2018 قد افتتحت باب الترشح أمام المؤسسات والأفراد ومنحت الجائزة لقب شخصية العام الثقافية لمعهد العالم العربي في فرنسا لدوره البارز في تعميق فهم اللغة العربية وثافتها في فرنسا .. فيما تلقت الجائزة أكثر من 1191 ترشيحا .
وفي دورتها الثالثة عشرة خلال عام 2019 سجلت مشاركة ما يعادل 1500 عمل من 35 دولة .. وفاز الدكتور ياروسلاف ستيتكيفيتش وزوجته الدكتور سوزان ستيتكيفيتش بشخصية العام الثقافية لدورهما الفعال لخلق حالة إيجابية فاعلة على المستوى العالمي بخصوص قراءة الأدب العربي بين الباحثين في الغرب.
أما في دورتها الرابعة عشرة عام 2020 بلغ عدد المترشحين حوالي 1900 مترشح من دول العالم المختلفة وفاز بشخصية العام الثقافية “ الشاعرة والباحثة والمترجمة والأكاديمية الفلسطينية الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي ”رحمها الله” .. بينما استقبلت الدورة الخامسة عشرة خلال 2021 2349 ترشيحا.
وتميزت الدروة السادسة عشرة 2022 بالكثير من التنوّع فيما يتعلّق بالأساليب والطرح واللغة والأنماط البحثية ‘ذ بلغ عدد الترشيحات أكثر من 3 آلاف مشاركة من 55 دولة من بينها 20 دولة عربية و35 أجنبية وفاز فيها ستة أدباء ومفكرين ومترجمين إضافة إلى مكتبة الإسكندرية، أما لقب ” شخصية العام الثقافية ” فمنح للناقد الدكتور عبد الله الغذّامي تكريماً لمسيرة طويلة من العطاء أنجز خلالها الكثير من الدراسات والمشروعات البحثية المهمّة التي أسهمت في إثراء الحِراك الثقافي إقليمياً وعربياً.
وتنقسم جائزة الشيخ زايد للكتاب والتي تبلغ القيمة الإجمالية لها سبعة ملايين درهم .. الى تسعة فروع تشمل التنمية وبناء الدولة، وأدب الطفل، وجائزة المؤلف الشاب، والترجمة، والآداب، والفنون، وأفضل تقنية في المجال الثقافي، والنشر والتوزيع وجائزة شخصية العام الثقافية.
وهي جائزة مستقلة ومحايدة تمنح سنويا للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب تكريما لإسهاماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية.
وخلال الـ17 عاما، أطلقت الجائزة مبادرات نوعية ومميزة تعزز مكانة الثقافة واللغة العربية بين الجوائز العالمية، ومن أهم تلك المبادرات: إطلاق منحة الترجمة في 2018 والتي تهدف لدعم دور النشر العالمية في ترجمة الأعمال الأدبية الفائزة بالجائزة وتلك المدرجة في القائمة القصيرة في فروع الطفل والمؤلف الشاب والآداب، ليتم ترجمتها من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية وتم إطلاق أكثر من 30 ترجمة بـ 9 لغات عالمية من خلال منحة الترجمة.
وتستقبل الترشيحات عبر نظام إلكتروني تم استحداثه عام 2018 لمواكبة التطور التكنولوجي وتقليل الاعتماد على الأنظمة الورقية وتسهيل عملية الترشح للجائزة على المرشحين من جميع أنحاء العالم.
ويمكن النظام المرشحين من الترشح عبر خطوات بسيطة وسريعة ويوفر مميزات أيضاً للفريق الإداري بالحصول على التقارير والإحصائيات اللازمة عبر السنوات بالإضافة إلى الارتقاء بسير الأعمال في اجتماعات الهيئة العلمية وتوثيق أعمال لجان التحكيم.
وتم إطلاق فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى عام 2013 والذي يشمل جميع المؤلفات الصادرة باللغات (الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والروسية) عن الحضارة العربية وثقافتها بما فيها العلوم الإنسانية، والفنون، والآداب بمختلف حقولها ومراحل تطّورها عبر التاريخ.
ومنذ إطلاق هذا الفرع بات محط اهتمام الباحثين والكتاب المهتمين بالثقافة العربية لدوره في التعريف بالثقافة العربية قديماً وحديثاً وتعزيز الانفتاح والحوار الثقافي بين الشعوب.
وساهمت الجائزة بشكل بارز في دعم المبدعين العرب ونقل إبداعاتهم للعالمية كونها حاضنة للثقافة العربية حيث نظمت أكثر من 100 ندوة ثقافية حول العالم.
وعملت على مدار مسيرتها خلال الـ17 عاماً على برامج ثقافية في مدن ثقافية عربية وعالمية منها لندن والقاهرة وفرانكفورت ونيويورك ونيودلهي وموسكو وطوكيو ومدريد وميلان، وباريس، وعمًان لتعزيز حضور الجائزة في أهم المحافل الثقافية للتعريف بالفائزين ودعم الحراك الثقافي ودفع حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية.
دينا عمر/ ريم الهاجري