خرجت امرأة من بيت الزوجية تاركة وراءها خمسة أطفال، حيث هرعت إلى منزل أهلها لتحتمي بهم بعد أن فاض صبرها وضاقت بها السبل ولم تعد تقوى على تحمل إهانة وضرب زوجها لها ولأطفالها.
وتلقت هيئة تنمية المجتمع في دبي بلاغاً عن حالة أصغر أطفال الأسرة الذي تعرض لحالة نفسية صعبة جراء الخلافات الزوجية لتتدخل فوراً لوقف ما يتعرض له من أذى نفسي وجسدي.
وتظهر تفاصيل القصة التي روتها الهيئة لـ«الإمارات اليوم»، تعرض امرأة لعنف الزوج واعتدائه الجسدي عليها لمدة طويلة، ما أسفر عن حالة رعب وخوف وانهيار الوضع النفسي لأصغر أطفالها الذي تم إبلاغ مركز حماية الطفل في الهيئة عن حالته وعن وضع والدته ليقوم الفريق المختص بالتقصي وجمع المعلومات عن الأسرة.
وكشفت معلومات الهيئة عن وقوع الزوجة ضحية لعنف زوجها لسنوات نتيجة أسباب عدة اعتبرها الزوج مبرراً لممارسته غير القانونية والأخلاقية إزاء زوجته، كما استغلتها والدة الزوج لإشعال الصراع بين الزوجين وتشجيع ابنها على المغالاة في العنف وتحقير أم أولاده.
وأفادت دراسة الحالة التي قام بها فريق الهيئة بأن الزوجة ينقصها مهارات شخصية، وبدلاً من أن يحاول الزوج فهمها وتشج
يعها على تغيير نفسها للأفضل، بقي على عشرتها بالضرب والإهانة واستباح الاعتداء الجسدي عليها وعلى الأطفال.
وتدخل فريق الهيئة بعقد مجموعة من الجلسات في محاولة لإقناع المرأة بالتفاهم مع زوجها وإعطائه فرصة جديدة، والعمل على تقييم نفسه ومحاولة تعديل سلوكه وأدائه. ورفضت المرأة في البداية قبول أي محاولة للتفاهم مع الزوج وذلك نتيجة تعرضها لإيذاء نفسي جعلها كارهة للحياة والزواج والأمومة.
وواصل الأخصائي النفسي جلساته مع الزوجة حتى نجح في إقناعها بإمكانية تغيير تعامل الزوج ونظرته لها، وإمكانية تغيير نفسها ومنعه من الاستقواء عليها، وباشر الفريق عقد جلسات مكثفة مع الطفل والتركيز في علاجه من آثار الخوف والصدمة الناتجة عن التعنيف.
ودرب فريق الهيئة الزوجة على اكتساب مهارات للدفاع غير المباشر عن النفس، كما تم تعليمها طرق العناية بالذات وتطوير الشخصية وفن التعامل مع الزوج وكذلك أسلوب ومهارات التعامل مع والدة الزوج. وأسفرت جلسات المعالجة والتدريب عن تحسن العلاقة بين الزوجين خلال وجود كل منهما في منزل أهله، لتستمر العلاقة الودية والتفاهم الذي أفضى إلى الصلح والاتفاق على استئناف الحياة الزوجية بين شخصين تعلما الكثير من تجربتهما وعملا على تصحيح الأخطاء وتعديل السلوك من خلال التعلم والتدريب والإرشاد النفسي. وأكدت الأخصائية النفسية والمستشارة الأسرية فاطمة سجواني لـ«الإمارات اليوم» أن العنف الأسري يحدث بين الأشخاص الذين تربطهم علاقة حميمة، وقد يحدث في أي علاقة وقد يأخذ العديد من الأشكال، ومنها الإساءة العاطفية، والجنسية، والبدنية، إلى جانب الملاحقة وتهديدات الإساءة.
وشرحت أن العلاقات المسيئة تنطوي دائماً على اختلال في التوازن بين القوة والسيطرة، مضيفة أن الطرف المسيء في العلاقة الزوجية يستخدم التهديد والكلمات والسلوكيات الجارحة للسيطرة على الطرف الآخر.
وشرحت سجواني أن المعنف، أي الشخص الذي يقوم بالتعنيف والإيذاء، دائما تكون شخصيته قوية وذكية، لكنه يستخدم شخصيته وذكاءه بشكل سلبي إذ يسخرهما في الإيذاء واستغلال الشخص الذي يمارس العنف عليه.
• جلسات لتدريب المرأة على كيفية التعامل مع زوجها والدفاع عن نفسها.
• الخلافات الزوجية أثرت في نفسية أصغر أطفالها، وتلقى العلاج من قِبل مختصين.