حذرت مدارس في أبوظبي، ذوي طلبة من تحويل ملفات أبنائهم إلى مركز حماية الطفل في حال استمرار تكرار غياب الطلبة غير المبرر، مشيرة إلى أن الغياب المتكرر والتأخر عن موعد بدء الدوام المدرسي يقفان حاجزاً أمام قدرة الطالب على الوصول إلى إمكاناته الأكاديمية الكاملة، فيما أكدت دائرة التعليم والمعرفة أنها تراقب التزام الطلبة بالدوام المدرسي وعدد أيام غيابهم، وتتعاون في هذا الإطار، مع الجهات المعنية، بما في ذلك مركز حماية الطفل وهيئة الرعاية الأسرية لضمان التزام الطلبة.
وتفصيلاً، أرسلت مدارس في أبوظبي، رسائل إلى ذوي طلبة حذرت فيها من الغياب غير المبرر للطلبة، مشيرة إلى أنه في حال استمرار غياب الطفل غير المبرر عن المدرسة، فستتم إحالة حالة الطفل إلى دائرة التعليم والمعرفة للمراجعة، وقد تتم إحالة الحالة إلى مركز حماية الطفل، أو السلطات المختصة للتصعيد القانوني.
وأشارت المدارس إلى أنها أرسلت أكثر من إشعار هذا العام لذوي طلبة متغيبين عن المدرسة بدون عذر، لافتة إلى أن الغياب المتكرر والتأخر يقفان حاجزاً أمام قدرة الطالب على الوصول إلى إمكاناته الأكاديمية الكاملة، حيث إن الطلبة الغائبون أو المتأخرون يفقدون وقتاً تعليمياً ثميناً، ويقل احتمال إتقانهم لتلك المهارات والمفاهيم والمبادئ اللازمة للنجاح.
كما قررت مدارس في أبوظبي تنظيم ورش عمل لذوي الطلبة لمواجهة ظاهرة الغياب الجماعي في فترات محددة من العام، إضافة إلى الغياب المتكرر طوال أيام العام الدراسي، مشيرة إلى أن ورش العمل تهدف إلى مناقشة أهمية الحضور المدرسي المنتظم وطرق تشجيع الطلبة على الذهاب إلى المدرسة بانتظام، ومشاركة النصائح والاستراتيجيات حول كيفية مساعدة الطفل على البقاء متحمساً ومشاركاً في تعلّمه، وكيفية معالجة أي تحديات قد تمنعه من الذهاب إلى المدرسة بانتظام.
وشددت المدارس على ضرورة حضور جميع الطلبة إلى المدرسة في جميع الأيام الواردة في التقويم المدرسي، لتحقيق الاستفادة الكاملة من المنهج الدراسي واستكمال مقرراته، فيما ستستمر المدرسة في تسجيل حالات الغياب والتعامل معها بحسب التعليمات الواردة في سياسة الحضور.
في المقابل أكد اختصاصيون اجتماعيون، محمود نزار، وليلى حامد، ومريم سهيل، أن مشكلة الغياب المدرسي تعد إحدى أبرز المشكلات التي تواجه الميدان التربوي على مستوى المدارس بمختلف مناهجها، مشيرين إلى وجود ارتباط بين ظاهرة الغياب المدرسي وبين علاقة الطالب بالمدرسة وشعوره بالانتماء إليها، لذا يفتقد الطالب المتغيّب إلى خبرات التعلم المختلفة التي يحصل عليها يومياً من المدرسة، جراء غياب تفاعلاته مع الزملاء والمواقف التعليمية المختلفة التي يتعرض لها، ما ينعكس سلباً على تحصيله الدراسي.
وشددوا على أهمية انتظام الطلبة بالحضور إلى المدرسة، حيث يترتب عليه تحسين المستوى الأكاديمي للطلبة، ومستوى تحصيلهم الدراسي، ومساعدتهم على إكمال المرحلة الدراسية المسجلين فيها دون عثرات، فيما تترتب على الغياب آثار سلبية كثيرة، منها التأخر في المنهج المدرسي، وضعف التحصيل الناتج عن الإسراع في المنهج من قبل المعلم، وما ينتج عنه من عدم استيعاب الطالب للمعلومات بسبب كثرتها، إضافة إلى ضعف روح انتماء الطلبة للمدرسة.
وأرجعوا الغياب غير المبرر للطلبة إلى عدة أسباب، منها ما يعود إلى الطالب نفسه، ويتمثل في شخصيته وتركيبته النفسية، وعدم قدرة بعض الطلبة على مسايرة زملائهم دراسياً، ما يسبب لهم إحباطاً ويدفعهم للغياب المتكرر هرباً من المدرسة، ومنها ما يعود للمدرسة بعدم إيفاء التعليم بمتطلباته الشخصية والاجتماعية، وعدم توافر الأنشطة الكافية والمناسبة لميول الطالب وقدراته، وعدم التعرف على مشكلاته ووضع الحلول المناسبة لها، ومنها ما يعود لأسرته، ويشمل ضعف الرقابة الأسرية، أو جود مشاكل أسرية يترتب عليها إهمال الطالب.
من جانبها أكدت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، أنه يحق للطلبة في حالات الغياب المبرر تعويض الأعمال والاختبارات التي فاتتهم، أما إذا كان الغياب غير مبرر، فتتفق المدرسة مع ولي أمر الطالب على التصرف المناسب في انتظار تحققها من ظروف الغياب ومبرراته، مشددة على ضرورة قيام ذوي الطلبة الذين يعتزمون تغييب أبنائهم عن المدرسة لعدة أيام دراسية، إبلاغ الإدارة بالغياب وأسبابه قبل عشرة أيام على الأقل من الغياب المتوقع، ليتمكن المعلمون من إعداد لائحة بالواجبات والمهام التي ستفوت الطالب في أثناء غيابه، ويكون الطالب – أو ولي أمره – مسؤولاً عن الاتصال بالإدارة لمعرفة الواجبات والمهام المسندة إليه، والواجب إنجازها وتسليمها إلى المعلم قبل الغياب عن المدرسة، أو بعد وقت قصير من العودة إليها.
وأوضحت الدائرة لـ«الإمارات اليوم»، أنه بموجب سياسة الغياب في دليل سياسات المدارس الخاصة وإرشاداتها، يعد الغياب بمعدل يفوق 10% من إجمالي عدد أيام التمدرس – المعتمدة لكل مدرسة بحسب منهاجها – مثيراً للقلق ويستدعي انتباه وتعامل إدارة المدرسة، علماً بأن التغيب المتعمد عن المدرسة غير مصرح به، ويجب على المدارس إبلاغ أولياء الأمور على الفور بحوادث التغيب المتعمد عن المدرسة، وعقد اجتماع معهم ومع الطلبة لمناقشة الأمر، ومراقبة حضور الطالب المعني عن كثب بعد ذلك.
وأشارت الدائرة إلى أنها تراقب التزام الطلبة بالدوام المدرسي وعدد أيام غيابهم، وتتعاون في هذا الإطار مع الجهات المعنية، بما في ذلك مركز حماية الطفل، وهيئة الرعاية الأسرية، لضمان التزام الطلبة بالدوام المدرسي وحصولهم على فرص التعليم المتكافئة، عملاً بنصوص القوانين والأنظمة ذات الصلة. وفي إطار هذا التعاون، تحيل الدائرة الحالات التي يتجاوز فيها تغيّب الطلبة 30 يوماً دون عذر، إلى هيئة الرعاية الأسرية للتواصل مع أولياء الأمور واتخاذ الإجراءات اللازمة، بغض النظر عن إجراءات المدرسة وعدد أيام الغياب المسموح بها بموجب سياساتها المعتمدة.
وأكدت أن سياسات الحضور والغياب تُلزم الإدارات المدرسية بوضع سياساتها الخاصة لعدد أيام الدوام والغياب المسموح بها، والإجراءات التي ستتخذها بحق المخالفين، والحصول على موافقة الدائرة قبل تطبيقها. وفيما تلتزم المدارس بسياسة الحضور والغياب، تعتمد المدارس في تطوير سياساتها على أحكام لائحة السلوك والانضباط الصادرة عن وزارة التربية والتعليم، علماً بأن القرار الوزاري بشأن لائحة السلوك يَعتبر التغيب عن المدرسة مخالفة من الدرجة الثانية، وعليه تختلف معايير الغياب وتدرّج الإجراءات المتخذة بحق الطلبة، بحسب سياسة المدرسة المعتمدة.
أنواع الغياب وأسبابه
قسمت دائرة التعليم والمعرفة، غياب الطلبة إلى غياب مبرر، وغياب غير مبرر، مشيرة إلى أن حالات الغياب المبرر تقتصر على المرض ووفاة أحد الأقرباء من الدرجة الأولى أو الثانية، ومواعيد مقررة مع الطبيب، ومهمة مجتمعية رسمية، والحضور الإلزامي إلى جهة رسمية، إضافة إلى السفر المفاجئ كالسفر لتلقي العلاج الطبي أو وفاة أحد أفراد العائلة، واستلزم ذلك أن تُدعم برسالة موقّعة من ولي الأمر أو إثبات ذلك بوثائق معتمدة، بينما يعد غير ذلك غياباً غير مبرراً، ويعد الطالب معتاداً على التغيب المتعمد عن المدرسة إذا غاب دون معرفة ولي أمره أو موافقته، أو إذا تواطأ ولي الأمر مع الطالب ليغيب من دون إذن.
• 30 يوماً غياباً دون عذر تعرّض الطالب وذويه للمساءلة.
«التعليم والمعرفة»: الغياب بمعدل يفوق 10% من إجمالي عدد أيام التمدرس مثير للقلق ويستدعي انتباه وتعامل إدارة المدرسة.
• اختصاصيون: وجود ارتباط بين ظاهرة الغياب المدرسي وعلاقة الطالب بالمدرسة وشعوره بالانتماء إليها.