أكدت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية أن تقنية «الميتافيرس» ستسهم خلال المستقبل القريب في خلق نماذج عمل جديدة، تُغيّر أساليب ومفاهيم العمل والوظائف التقليدية في المؤسسات، لافتةً إلى أن هذه التقنية تشكل نسخة متطورة من الإنترنت، تمكّن المستخدمين من تجاوز حدود التصفح، داعية المؤسسات الراغبة في الاستعانة بها بهدف تصميم تجارب مميزة وثرية لمتعامليها، إلى أن تأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على سرية وخصوصية بيانات المتعاملين.
وأفادت الهيئة، في عددها الأخير من مجلة «الموارد البشرية» الصادرة عنها، بأن منصة «جاهز» التي أطلقتها حكومة الإمارات أخيراً، تمثل نموذجاً جديداً للعمل الحكومي، يركز على رفع مستويات الجاهزية للمستقبل، كما تعد واحدة من المبادرات الوطنية الرائدة في تنمية وتمكين الموارد البشرية الحكومية، وتعزيز قدراتها، وتأهيلها لمواكبة المتغيرات العالمية المتسارعة.
وتعد «جاهز» أحد المشروعات التحولية الكبرى التي أطلقتها حكومة دولة الإمارات، بهدف تعزيز جاهزية المواهب الحكومة الاتحادية، ودعمها بمهارات المستقبل، إذ تقدم المبادرة من خلال منصتها الرقمية رحلة متخصصة لتنمية أربع مجموعات من المهارات الأكثر ارتباطاً بالتوجهات المستقبلية للعمل الحكومي، تشمل «الأمن السيبراني، التحول الرقمي، الميتافيرس، الحوسبة السحابية».
وأشارت الهيئة إلى أنها تسعى إلى تأهيل وتدريب كل موظفي الحكومة الاتحادية للتعامل مع «المهارات الرقمية»، لاسيما أن الرقمنة أسهمت في تحول ملامح الحياة اليومية على مختلف الصعد، كما أن تطبيقها في العمل الحكومي يحمل الكثير من الفوائد، من خلال استخدام العديد من التقنيات، مثل: البلوكتشين، والحوسبة السحابية، والبرمجة، و«ويب 3.0»، والميتافيرس، موضحة أنها تستهدف كذلك تنمية «مهارات البيانات والذكاء الاصطناعي» لدى الموظفين لتتماشى مع التطورات التكنولوجية الحالية والمستقبلية.
ولفتت إلى أنها تعمل من خلال «جاهز» على تدريب الموظفين كذلك على «مهارات الاقتصاد الجديد»، الذي تأسس على استخدام التقنيات الجديدة والتكنولوجيا المتقدمة، والتعريف بآثاره المباشرة وغير المباشرة على جوانب الحياة والبيئة المحيطة، إضافة إلى تدريبهم على «مهارات X10» لمواكبة التطور العالمي والتغيرات سريعة الوتيرة باستخدام مهارات مرنة ومبتكرة.
ونوهت الهيئة إلى أن الدراسات والأبحاث التي تجريها المؤسسات التكنولوجية العالمية تتنبأ بأن تصل القيمة السوقية لعالم «الميتافيرس» إلى 13 تريليون دولار في غضون سنوات قليلة، ما يعكس حجم الإقبال الكبير للحكومات والمؤسسات على هذه التقنية التي باتت جزءاً لا يتجزأ من مختلف قطاعات ومجالات الأعمال خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، مؤكدة أن العديد من قطاعات الأعمال ستشهد تغيرات جذرية بفضل تقنية «الميتافيرس»، بما في ذلك التعليم، والتجزئة، والخدمات الحكومية، والرعاية الصحية، والسياحة، والصناعة، ما يستدعي وضع تشريعات تشاركية عالمية لتنظيم التعاملات الرقمية عبر هذا العالم الافتراضي.
وذكرت أن تقنية «الميتافيرس» باتت حاضرة وبقوة في كل القطاعات والصناعات تقريباً، وسيزداد الطلب عليها بشكل أكبر خلال السنوات القليلة المقبلة، كونها تُمكّن متخذي القرار في الحكومات والمؤسسات من اتخاذ القرارات بشكل منهجي ومدروس، نظراً لما تتيحه لهم من بيانات دقيقة، وتحليل علمي شامل ومتكامل للبيانات.