الأربعاء، ١٠ مايو ٢٠٢٣ – ٦:٣٤ م
دبي في 10 مايو/ وام / اختتمت وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون مع المكتب شبه الإقليمي للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية ، المؤتمر العلمي الرابع للطب البيطري تحت شعار “تطبيق نهج الصحة الواحد من أجل الاستدامة” بهدف مناقشة سبل وحلول الارتقاء بالصحة الحيوانية وفق أسس مستدامة من أجل تعزيز الثروة الحيوانية وتحقيق الاستفادة المثلى منها في تعزيز الأمن الغذائي.
وشهد المؤتمر – الذي استمرت فعالياته ليومين في دبي – حضور سعادة المهندس عيسى الهاشمي وكيل الوزارة المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة ووكيل الوزارة المساعد لقطاع التنمية الخضراء والتغير المناخي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، والدكتور محمد على الحوسني ممثل المكتب شبه الإقليمي للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية بأبوظبي، والدكتور ماركوس تيبو ممثل المكتب الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في الإمارات ، والدكتور آرفي لي ويلينجهام رئيس قسم الطب البيطري في كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة الامارات.
بجانب ذلك شهد المؤتمر حضور مجموعة من المتحدثين وخبراء من وزارة التغير المناخي والبيئة، والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ووزارة الزراعة البريطانية، ومجلس الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الامارات، ومختبر أبحاث الطب البيطري المركزي، ومجموعة من خبراء الشركات العالمية ZOETIS, ELANCO , BOHERINGER بالإضافة الى متحدثين من الجهات البيطرية في الدول المشاركة. وشهد المؤتمر حضور أكثر من 150 مشارك من ممثلي هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، والسلطات المحلية في الدولة، وهيئة الامارات لسباق الخيل، ومجموعة من طلبة كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة الإمارات، وعدد من الشركات العالمية والشركات المحلية في القطاع الخاص، بجانب ممثلي عدد من الجهات الصحية والبيطرية من مختلف دول المنطقة مثل المملكة العربية السعودية والبحرين وقطر وسلطنة عمان والعراق والأردن ومصر وتركيا وسوريا وتونس ولبنان.
ويأتي المؤتمر تلبية لمتطلبات الاستراتيجية العالمية للحد من انتشار مقاومة مضادات الميكروبات وتعزيز قدرات الدول للتنفيذ الأمثل للخطط الوطنية “NAPs” بشأن مقاومة مضادات الميكروبات “AMR”.
وناقش “المؤتمر العلمي الرابع للطب البيطري” محورين رئيسيين هما، التصدي لانتشار مضادات الميكروبات، والتشريعات المنظمة للصحة الحيوانية على مستوى العالم، بالإضافة إلى عقد ورشة عمل حول برنامج ANIMUSE لدى منظمة الصحة الحيوانية، وهو قاعدة بيانات استعمال مضادات الميكروبات في الحيوانات الموجودة تتبع منظمة الصحة العالمية. وتم تطوير هذا النظام الجديد لقاعدة البيانات العالمية لاستخدام مضادات الميكروبات في الحيوانات (ANIMUSE) استناداً لأحدث تطبيقات تكنولوجيا المعلومات، وسيكون له أبلغ الأثر في نهاية المطاف في تطوير سياسات ومعالجات مكافحة الأسباب الرئيسية لسوء الاستخدام غير المسئول لتلك المواد العلاجية الهامة الذي يتسبب في انتشار مسببات الأمراض المقاومة للمضادات بين للإنسان والحيوان، فضلا عن التسبب في التلوث البيئي.
وخلال انطلاق المؤتمر، أكد سعادة المهندس عيسى الهاشمي، إن الثروة الحيوانية ركيزة رئيسية للأمن الغذائي العالمي، كونها مصدر لنحو 34% من البروتين الضروري لصحة الإنسان، مشيراً إلى اعتماد مئات الملايين من البشر حول العالم على الثروة الحيوانية لمواجهة التغيرات المناخية بسبب قدرة بعض الحيوانات على التأقلم ومواجهة الصدمات المناخية”، مشيراً إلى أن الثروة الحيوانية ستُشكل ركيزة رئيسية لمناقشات موضوعات الأمن الغذائي والتغير المناخي خلال فعاليات مؤتمر الأطراف COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات العام الجاري، وهو ما يضع مسؤولية على الإمارات للتعاون مع مختلف الأطراف لإيجاد حلول لتعزيز تلك الثروة بشكل مستدام وبأقل تأثير ممكن على المناخ والبيئة.
وقال سعادته ” لم تعد مساهمة الثروة الحيوانية ومنتجاتها في الأمن الغذائي على الصعيدين المحلي والعالمي مرهونة بأعدادها وكمياتها فقط، ولكن أيضاً بمدى ما تتمتع به الثروة الحيوانية ومنتجاتها من صحة وسلامة، لا سيما في ظل التهديدات المتزايدة التي تتعرض لها هذه الثروة عالمياً”.
وأضاف ” تمثل الثروة الحيوانية وضمان تنميتها واستدامتها أحد مستهدفات وزارة التغير المناخي والبيئة لتحقيق أمن واستدامة الغذاء في الإمارات، وضمان استمرارية سلاسل توريد الغذاء. وتعتبر المستحضرات البيطرية والخطط الوطنية لمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية والصحة الحيوانية والرفق بالحيوان أحد الركائز الرئيسية في تطوير منظومة الإنتاج الحيواني وحماية الصحة الحيوانية”.. مشيراً إلى أن الإمارات وضعت حزمة متكاملة من التشريعات لحماية الثروة الحيوانية.
وقال ” في إطار مساهمتنا في إيجاد حلول لتحديات الحفاظ على صحة الثروة الحيوانية تجاه الأمراض الحيوانية الوبائية والمعدية، حرصنا على استضافة هذا المؤتمر مواكبة لفعاليات عام الاستدامة في الدولة، ونتطلع من خلال هذا الحدث إلى المساهمة في رفع مستوى الوعي لدى العاملين في القطاعين الخاص والحكومي بشأن أهمية التعاون على ترشيد استخدام المضادات الحيوية بما يضمن جودة وسلامة المنتجات الغذائية ذات الأصل الحيواني”.
وأعرب الدكتور محمد على الحوسني ممثل المكتب شبه الإقليمي للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية بأبوظبي عن تقديره العميق بهذا التعاون الوثيق والشراكة المنتجة بين المنظمة ووزارة التغير المناخي والبيئة في تنظيم هذا الحدث، والذي يقدم مثالاً حياً للشراكات البناءة بين المنظمات الدولية والدول الأعضاء خدمة للأهداف المشتركة بين الطرفين.
من جانبها، قالت الدكتورة كلثم كياف، مدير إدارة الصحة والتنمية الحيوانية، بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة ” تأتي هذه الفعالية لتأكيد جهود الوزارة في مجال استدامة نهج الصحة الواحدة وتكامل الأدوار والمسؤوليات بين القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية. كما تسعى الوزارة من خلال هذه الفعالية لترسيخ دور القطاع الخاص والمنظمات الدولية كأحد السواعد الرئيسية للحكومة لريادة نهج الصحة الواحدة القائم على الابتكار، كما نسعى من خلال استعراض التجارب الريادية الناجحة على الصعيد الدولي على ضمان استدامة نهج الصحة الواحدة وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في الحد من استخدام المضادات الحيوية”.
وخلال أجندة الفعاليات، ناقش المؤتمر العلمي الرابع للطب البيطري مجموعة من الموضوعات وعلى رأسها “سلامة المستحضرات البيطرية”، و”دعم الوصول إلى الأدوية البيطرية من خلال الممارسات التنظيمية الجيدة”، و”أنماط مقاومة مضادات الميكروبات في البكتيريا الشائعة المنقولة عن طريق الغذاء”، و”مقاومة مضادات الميكروبات”، و”تكنولوجيا التحصينات”.
واستعرض ممثلو الجهات المشاركة تجاربهم الرائدة في العديد من المجالات المتعلقة بتعزيز صحة الحيوانات والرعاية البيطرية والتعامل السليم مع المنتجات البيطرية من أجل الحفاظ على الصحة والسلامة العامة، مثل أساليب التخزين والتوزيع، وتسجيل المنتجات البيطرية، ونظم الأتمتة، وتقليل الأعباء الإدارية، وغيرها من الموضوعات.
وسعى المؤتمر إلى تحقيق عدة أهداف حيوية مثل تسريع إجراءات “الصحة الواحدة” حول مقاومة مضادات الميكروبات للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، والالتزام الإقليمي بتقليل إجمالي كمية مضادات الميكروبات المستخدمة في نظام الأغذية الزراعية والبيئة، ووضع الخطط اللازمة لعدم استخدام مضادات الميكروبات ذات الأهمية الطبية للطب البشري في الحيوانات بشكل نهائي، والتأكيد بأن التضامن الدولي هو الحل الأمثل للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات.
عبد الناصر منعم/ أحمد النعيمي