فيينا في 6 يونيو/ وام/ شارك وفد رفيع المستوى من دولة الإمارات، برئاسة سعادة عمران شرف، مساعد وزير الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، في الدورة السادسة والستين من لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي “كوبوس”، إحدى أكبر اللجان في منظمة الأمم المتحدة وتضم في عضويتها 100 دولة.
ضم الوفد المشارك في الحدث – الذي تستمر فعالياته حتى 9 يونيو الجاري في العاصمة النمساوية فيينا – سعادة سالم بطي سالم القبيسي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، إلى جانب مسؤولين من وزارة الخارجية، وعدد من كبار موظفي وكالة الإمارات للفضاء.
وقال سعادة عمران شرف خلال جلسة اللجنة : ” لقد شهدنا تقدمًا كبيرًا في المساعي الفضائية منذ آخر جلسة لهذه اللجنة، من الحصول على أول صور لبدايات الكون من تلسكوب جيمس ويب الفضائي إلى تغيير مدار كويكب لأول مرة واستمرار استكشاف القمر والمريخ بواسطة المركبات الفضائية، ما يشكل دليلاً على رغبة الإنسانية في الوصول إلى أبعد من ذلك”.
وأضاف: ” نحتفل هذا العام بالذكرى الخامسة والخمسين لأول مؤتمر للأمم المتحدة حول استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي بصورة سلمية، وحتى الآن، لا تزال اللجنة ولجنتيها الفرعيتين تمثل منصات متفردة لتعزيز الحوار والتعاون الدولي في الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي والحوكمة العالمية للأنشطة الفضائية”.
وأكد أن هذه اللجان تقود دوراً حيوياً بشكل خاص في الحاضر؛ حيث نشهد ازدهار الأنشطة الفضائية، ومعدل غير مسبوق في تطوير التكنولوجيا الجديدة في قطاع الفضاء وتزايد وتنوع في الجهات المعنية بالفضاء.
وتعليقًا على رئاسة دولة الإمارات للّجنة، قال سعادته :” لقد جعلت الإمارات من أولوياتها إحداث تأثير إيجابي من خلال رئاستها للّجنة التابعة للأمم المتحدة؛ حيث عملت على تقريب وجهات النظر ومعالجة الموضوعات الهامة المتعلقة بسلامة الفضاء واستقراره واستدامته وأمنه”.
من جانبه ألقى سعادة سالم القبيسي، كلمة الدولة، وقال ” إن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤكد التزامها ودعمها للجنة ودورها في المساهمة في تهيئة بيئة آمنة ومستدامة للفضاء الخارجي”.
وأضاف: ” نؤمن أنه لا يمكن تطوير الفضاء إلا بالاعتماد على التعاون الإقليمي والدولي من خلال المبادرات المشتركة، وقد ساهمت دولة الإمارات في تطوير البحث العلمي والابتكار التكنولوجي وتبادل المعرفة جنبا إلى جنب مع الدول الأعضاء، كما أطلقنا بنجاح مهمات مشتركة، وسهلنا تبادل الخبرات، وعززنا برامج بناء القدرات لتمكين الدول من تسخير إمكانات علوم وتكنولوجيا الفضاء لخدمة أهدافها”.
وأوضح أنه لضمان استدامة برنامجنا الفضائي عملنا بجهد وركزنا على وضع سياسة وطنية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء تحدد أولوياتنا في القطاع، بالإضافة إلى تطوير ومراجعة الإطار التنظيمي لقطاع الفضاء واستدامة الأنشطة الفضائية بالتوازي مع تشجيع الابتكار والاستثمارات في هذا القطاع الحيوي، كما أصدرنا 9 لوائح بما في ذلك اللوائح الخاصة بتصاريح الأنشطة الفضائية ورحلات الفضاء البشرية، والمبادئ التوجيهية لتخفيف الحطام الفضائي».
وقال سعادة سالم القبيسي :” لقد أطلقنا مبادرة حوار أبوظبي للفضاء، والتي تشكل منصة متفردة لمناقشة التحديات الأكثر إلحاحا في صناعة الفضاء ودفع اقتصاد الفضاء الجديد، إلى جانب وضع بناء القدرات البشرية على رأس أولوياتنا من خلال أكاديمية الفضاء، بهدف إعداد الجيل القادم من مهندسي الفضاء والعلماء ورواد الأعمال” مضيفا : “أن قطاع الفضاء شهد نمواً ملحوظاً بفضل هذه الرؤية، ومن خلال برنامج مناطق الفضاء الاقتصادية في دولة الإمارات نعمل على دعم التأسيس والنمو واستدامة شركات الفضاء”.
وتطرق في كلمته، إلى أبرز مشروعات ومبادرات دولة الإمارات ووكالة الإمارات للفضاء، ومن بينها الصندوق الوطني للفضاء بقيمة 3 مليارات درهم، ومجمع البيانات الفضائية، وبرنامج “ساس” للتطبيقات الفضائية.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تهدف إلى زيادة الوعي بالتطبيقات الفضائية للتخفيف من تغير المناخ والتحديات البيئية خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “ cop 28 ”، خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2023 في مدينة إكسبو دبي، لتوحيد العالم نحو الاتفاق على حلول جريئة وعملية وطموحة للتحدي العالمي الأكثر إلحاحا في عصرنا، إلى جانب تعزيز الفرص لقطاع الفضاء وزيادة الوعي بالتطبيقات الفضائية في التخفيف من حدة المناخ وتحديات البيئة.
وركزت كلمة الإمارات، خلال جلستي “الفضاء والتنمية المستدامة” و”الفضاء والتغير المناخي”، على أهمية الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، مع الإقرار بحق جميع الدول الأعضاء في تطوير قدراتها في مجال النظم الفضائية بطريقة سلمية ومستدامة، بالإضافة إلى ضرورة الاستخدام التعاوني للفضاء وتمكين استدامته وتطوير برامجه العامة والخاصة، ودور صناعة الفضاء كمحرك رئيسي للإبداع البشري.
كما ركزت، على أهمية التعاون الدولي للاستجابة لتحديات، ودور الميثاق الدولي بشأن الفضاء والكوارث الكبرى كأداة حيوية في الجهود العالمية، فضلا عن جهود الإمارات الفعالة عالمياً في التعاون وتبادل المعرفة والخبرات مع المجتمع الدولي لاستخدام تقنيات الفضاء لصالح البشرية في أوقات الكوارث.
وأبرزت الملاحظات أهمية تقنيات الفضاء في مواجهة تحديات تغير المناخ، واستخدام السواتل لمراقبة الأرض والاستشعار من بعد، وتحليل البيانات لرصد ومعالجة تأثيرات المناخ، بالإضافة إلى مساهمة بيانات الأقمار الاصطناعية في تمكين الدول من اتخاذ قرارات مستنيرة ووضع سياسات فعالة لواجهة التحديات المناخية المختلفة.
وفي كلمة حول سبل ووسائل الحفاظ على الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، أكد وفد دولة الإمارات أن هناك طرقا عديدة لضمان سلامة واستدامة الأنشطة الفضائية، من خلال التشريعات الوطنية، بالإضافة إلى التطرق للإطار القانوني الوطني الشامل للفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتزاماتها بتمكين الابتكار وتعزيز الاستثمار والشفافية بما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية والتزام الدولة بالقانون الدولي.
وسلط الوفد، خلال كلمة في جلسة “استكشاف الفضاء والابتكار”، الضوء على تعزيز المهمات الفضائية في تعزيز البحث العلمي والتعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والابتكار، والتنويع الاقتصادي، والتعاون الدولي.
وتطرق إلى مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، ومشروع الإمارات لاستكشاف القمر «المستكشف راشد 2»، ومهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، وناقش المشاركون أهمية المهمة في توفير فهم أعمق لخصائص الكويكبات وأصولها وتكوينها وتطورها، فضلا عن تقديم فهم أعمق لنظامنا الشمسي، وستعمل المهمة على قياس درجات الحرارة والخصائص الفيزيائية الحرارية، والسمات الجيولوجية والكثافة السطحية للعديد من الكويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي.
وأكد على دور المهمة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات في تطوير المواهب الوطنية في قطاع الفضاء مع تمكين الشركات المحلية، وتشجيع تأسيس الشركات الناشئة الإماراتية، وخلق أسواق جديد لتقنيات الفضاء.