أعلن «مركز محمد بن راشد للفضاء»، إطلاق القمر الاصطناعي «HCT-SAT1» لرصد الأرض خلال يناير الجاري، وهو أول قمر اصطناعي من تصميم طلبة كليات التقنية العليا، في خطوة تاريخية تجسّد التميّز والإبداع في قطاع التعليم.
وقال مدير عام «مركز محمد بن راشد للفضاء»، سالم حميد المري، في تصريحات على الموقع الإلكتروني الرسمي للمركز، إن إطلاق القمر الاصطناعي «HCT-SAT1» يتزامن مع إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، مضيفاً: «إن (مركز محمد بن راشد للفضاء)، صمم القمر (HCT-SAT1) بالتعاون مع كليات التقنية العليا، وهو إنجاز يعكس استراتيجيتنا الطموحة لتعزيز الابتكار العلمي، وتمكين الشباب الإماراتي ليكون جزءاً من هذه الصناعة المتقدمة».
وأوضح المري أن «HCT-SAT1» يتميّز بأنه قمر اصطناعي نانومتري مخصص لرصد الأرض، وتبلغ أبعاده (10x 10x 11.35 سنتيمترات)، ويتسم القمر بوجود كاميرا تبلغ دقّتها 5 ميغا بكسل، فيما سيتم إطلاقه على مدار منخفض يراوح بين 500 و600 كيلومتر.
وأكد التزام المركز بتعزيز ثقافة الابتكار والتميّز، خصوصاً بين الشباب الذين يُعدّون روّاد المستقبل في قطاع الفضاء بدولة الإمارات، لافتاً إلى أن العمل على «HCT-SAT1» يعكس أهمية تطوير التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ويظهر ذلك من خلال مشاركة طلاب كليات التقنية العليا في تطوير قمر اصطناعي، ما يسهم في إلهام جيل جديد قادر على تحقيق أهداف الدولة الطموحة في مجال استكشاف الفضاء.
من جانبه، أعرب مدير مجمع كليات التقنية العليا، الدكتور فيصل العيان، عن سعادته بالتعاون مع «مركز محمد بن راشد للفضاء» في مشروع تطوير القمر الاصطناعي «HCT-SAT1»، الذي يمثّل ثمرة شراكة بين الجانبين بهدف تمكين الطلبة من علوم الفضاء، وفهم أهمية أبحاثها في تطوير البشرية وزيادة وعيهم بجهود الإمارات وإنجازاتها في مجال استكشاف الفضاء، ليكونوا جزءاً من رؤية الدولة وطموحاتها في تحقيق الريادة في هذا القطاع الحيوي. وأضاف أن هذا المشروع يُعدّ تأكيداً لاستراتيجية الكليات الرامية إلى تعزيز التعليم التطبيقي الذي يُمكن الطلبة من مهارات المستقبل، ويعزز فرصهم الوظيفية في القطاعات الحيوية.
إلى ذلك أوضح «مركز محمد بن راشد للفضاء»، عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أن المشروع أسهم في تنفيذه 34 طالباً من كليات التقنية العليا، كما بلغ عدد أعضاء هيئة التدريس الذين شاركوا في المشروع تسعة أفراد، لافتاً إلى أن تنفيذ المشروع جاء تحت إشراف فريق من الخبراء في «مركز محمد بن راشد للفضاء».
وبدأ طلاب كليات التقنية العليا رحلتهم في تنفيذ المشروع، في الرابع من مارس الماضي، بدءاً من عمليات التجميع والتكامل إلى الاختبار الصارم للقمر الاصطناعي، إضافة إلى الإشراف على إطلاق الحمولة وضمان توفير جميع خدمات الاتصالات الأساسية بسلاسة، ثم تحديث البرنامج والتكوين النهائي.
وتتضمن شراكة المركز مع كليات التقنية العليا تجربة تعليمية شاملة، عبر تمكين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلال التدريب، وتزويدهم بفهم شامل حول منهج «كيوب سات»، ما يمثّل خطوة مهمة في دمج تكنولوجيا الفضاء في القطاع التعليمي، بهدف تعزيز مكانة دولة الإمارات في مجال استكشاف وعلوم الفضاء. ويمثّل التعاون بين «مركز محمد بن راشد للفضاء» وكليات التقنية العليا، خطوة استراتيجية مهمة نحو دمج تكنولوجيا الفضاء في المناهج الدراسية، ما يوفر للطلاب فرصاً لا مثيل لها للعمل في قطاع الفضاء، ويمهد الطريق أمامهم ليكونوا مساهمين أساسيين في تعزيز مسيرة قطاع الفضاء المتنامية في دولة الإمارات.
. 34 طالباً من كليات التقنية العليا، و9 أعضاء من هيئة التدريس، شاركوا في المشروع.