لم تتوقع أسرة سودانية، قدمت إلى إمارة دبي بغرض السياحة، أن تنقلب حياتهم رأساً على عقب، وأن تكتب أسماءهم ضمن قوائم العالقين، بعدما غادروا بلادهم وهي آمنة مستقرة، لتغلق في وجوههم أبواب العودة، نتيجة للحرب التي دارت رحاها نهاية شهر
رمضان الماضي، لتنجب الأم توأمها ” محمد وهند ” على أرض الإمارات.
وكان لأسرة المواطن السوداني عاصم عمر حسن وضع خاص حيث كانت زوجته حاملاً، في أشهرها الأخيرة، وتخطط لأن تضع أبناءها في بلادها، وبسبب الحرب وفقدان الأمل في الرجوع لوطنهم، أصبحوا عالقين في إمارة دبي، التي احتضنتهم وقدمت لهم كافة المساعدات الإنسانية والدعم، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.
وقال عاصم عمر حسن أنه وأسرته جاءوا إلى إمارة دبي بغرض السياحة قبل شهر رمضان الماضي، بغرض التسوق ولتؤدي زوجته الطبيبة امتحانات علمية هامة، وبعد الانتهاء من كافة المهام الخاصة بالزيارة، وقررواً العودة إلى السودان، تعرضت زوجته لمضاعفات صحية نصح الأطباء على إثرهاً بضرورة تأجيل السفر حفاظاً على صحة الأم والجنينين، وبعد استقرار الوضع الصحي واتخاذ قرار العودة مرة أخرى، دارت رحى الحرب في البلاد لتغلق باب عودتهم إلى الوطن ليصبحوا على قوائم العالقين خارج البلاد.
وتابع والد التوأم من خير الأقدار أننا كنا على أرض الإمارات الطيبة، أرض الخير والعطاء، التي احتضنتا وقدمت لنا كل سبل الدعم والعيش الكريم، الأمر الذي تجلى حينما بدأت زوجتي في الشعور بآلام الولادة، حيث كانت الفرق الطبية تقوم بزيارتها الدورية ضمن واجبها الإنساني، وقرر الأطباء على الفور نقلها إلى مستشفى دبي، لتخضع لعملية ولادة فورية للتوأم”.
وأشار إلى أن ما حصل عليه وأسرته من جود وكرم وحسن ضيافة على أرض الإمارات، ورعاية وعناية على كافة المستويات، لا يصدر إلا من قادة وشعب تربوا على الأصالة وجميل الخصال، موجهاً بالغ الشكر والتقدير لهم على ما قدموه وجعلهم يشعرون أنهم يحيون في وطنهم وليسوا مجرد عالقين بسبب الحرب”.
ووجهت أم التوأم دعاء مصطفى محمد رسالة شكر وعرفان لما قدمته الدولة من مساعدة إنسانية قائلة “من جود كرمكم وحسن ضيافتكم ولطفكم، أخجلتم قلوبنا فأبت نفسنا إلا أن نسمي فلذات أكبادنا وقطع قلوبنا بـ” محمد وهند”، تيمناً بسموه أطال الله في عمره وزاد في خيره، وحرمه المصون الشيخة هند، عسى أن تكون ذريتنا مثال خير وكرم وأخلاق تحمل جمال صفات أصحاب أسمائها”.
وقال المدير التنفيذي للعمليات في مؤسسة دبي الصحية الأكاديمية خليفة باقر إنه بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، تم إنشاء فريق عمل خاص لتقديم كافة أوجه الدعم والمساعدة للعالقين السودانيين في إمارة دبي، أبرزها الإشراف والمتابعة الطبية الدورية لهم، من خلال فرق من الأطباء والكادر التمريضي من قبل مؤسسة دبي الصحية الأكاديمية وتابع” خلال الفحص الطبي والمتابعة المستمرة للأسرة السودانية تبين أن الأم تعاني من مضاعفات الحمل، وبناءً عليه تقرر نقلها إلى مستشفى دبي، حيث أكد الأطباء أنها في حالة ولادة، وتم تقديم كافة الخدمات الطبية والعلاجية لها إلى أن وضعت طفليها التوأم ” محمد وهند ” .
وأكد أن الفريق الطبي مستمر في متابعة حالة الأم التي غادرت المستشفى اليوم، وتقديم الفحوصات والاستشارات الطبية لها ولتوأمها في أي وقت.
واعتبرت الأسرة السودانية العالقة نفسها ضمن العالقين الأوفر حظاً، كونهم كانوا على أرض الإمارات التي رحبت بهم واعتبرتهم جزء من المجتمع، وقدمت لهم كل سبل الحياة لهم ولأبنائهم.
وكان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد وجه بتوفير كل أشكال الدعم للأشقاء السودانيين الموجودين على أرض دولة الإمارات، ممن توقفت رحلاتهم وسفرهم إلى بلدهم جرّاء الأحداث الاستثنائية الطارئة في السودان. ووجّه سموّه بالبدء الفوري لتقديم الدعم، ومتابعة كل شؤون الأشقاء العالقين في دولة الإمارات، وضمان توفير وتلبية الاحتياجات اللازمة لهم، سواء في المسكن والرعاية الصحية اللازمة، أو الأمور الحياتية الأخرى، والعمل مع كل الجهات المختصّة لضمان عودتهم إلى الجمهورية السودانية في وقت لاحق بشكل آمن.