في تطور لافت يعكس الجهود الدبلوماسية المتواصلة، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اليوم الأحد، 30 نوفمبر 2025، عن زيارة رسمية لرئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي، ديفيد زيني، إلى القاهرة. هذه الزيارة، التي تعد الأولى من نوعها لزيني منذ توليه منصبه، تأتي في سياق حراك إقليمي مكثف يركز على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتحديداً المرحلة الثانية منه. وتُظهر هذه التحركات أهمية التعاون الاستخباراتي في حلحلة الأزمة الإنسانية والسياسية المعقدة في القطاع.
زيارة زيني إلى القاهرة: تفاصيل ومغزى
الزيارة التي قام بها رئيس الشاباك إلى القاهرة، وعقد لقاء مع وزير المخابرات المصري حسن راشد، تكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى الدور المحوري الذي تلعبه مصر في ملف المصالحة الفلسطينية والإقليمية. وتأتي هذه الزيارة بعد فترة وجيزة من زيارة مماثلة قام بها وزير المخابرات المصري إلى إسرائيل في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما يؤكد على استمرار قنوات التواصل بين الطرفين.
تركيز المباحثات على المرحلة الثانية من الاتفاق
وفقاً لتقرير يديعوت أحرونوت، تركزت مباحثات زيني مع المسؤولين المصريين على سُبل المضي قدماً في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. تشمل هذه المرحلة عادةً تبادل المزيد من الأسرى والمحتجزين، وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، بالإضافة إلى مناقشة آليات الرقابة لمنع استئناف العمليات العسكرية.
الوضع في غزة لا يزال هشاً للغاية، وتتطلب أي خطوة نحو الاستقرار تنسيقاً دقيقاً بين جميع الأطراف المعنية. لذلك، فإن الزيارة تحمل في طياتها رسالة إيجابية حول إمكانية تحقيق تقدم في هذا الملف الشائك.
خلافات إسرائيلية حول تنفيذ الاتفاق
لم تخلُ التحضيرات للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة من خلافات داخلية في الحكومة الإسرائيلية. فقد أشارت الصحيفة إلى أن زيني قدم عرضاً مفصلاً حول تفاصيل المرحلة الثانية خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي قبل أسبوع من زيارته للقاهرة.
اعتراضات الوزراء على إعادة المحتجزين
واجه العرض اعتراضات من بعض الوزراء الذين يرون أن الانتقال إلى المرحلة الثانية يجب ألا يتم قبل الإفراج الكامل عن جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة. هذا الموقف يعكس الضغوط الداخلية التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية من عائلات المحتجزين والجمهور الذي يطالب بإعادتهم بأي ثمن.
تشكيل فريق وزاري مصغر لإدارة الملف
في أعقاب النقاشات الحادة، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشكيل فريق وزاري مصغر يتولى إدارة ملف تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
أعضاء الفريق الوزاري
يتألف الفريق من ستة وزراء رئيسيين وهم:
- بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء)
- إسرائيل كاتس (وزير الأمن)
- جدعون ساعر (وزير الخارجية)
- ياريف ليفين (وزير العدل)
- بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية)
- إيتامار بن غفير (وزير الأمن الوطني)
يهدف هذا الفريق إلى توحيد الجهود واتخاذ القرارات اللازمة لتنفيذ الاتفاق بشكل فعال، مع مراعاة المصالح الإسرائيلية المختلفة. وجود ممثلين عن مختلف الوزارات يعكس مدى تعقيد الملف وأهمية التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية.
دور مصر المحوري في التوصل إلى اتفاق
لا يمكن الحديث عن أي تقدم في ملف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة دون الإشارة إلى الدور المحوري الذي تلعبه مصر. فمصر، بفضل علاقاتها التاريخية مع جميع الأطراف الفلسطينية والإقليمية، تعتبر وسيطاً رئيسياً في المفاوضات.
جهود مصر الدبلوماسية
لقد بذلت مصر جهوداً دبلوماسية مكثفة خلال الأشهر الماضية للوصول إلى هدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة. وتواصل مصر جهودها الحثيثة لإيجاد حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على أساس قرارات الشرعية الدولية.
التحديات المستقبلية وآفاق الحل
على الرغم من التقدم المحرز في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن هناك العديد من التحديات التي لا تزال قائمة. من بين هذه التحديات:
- الخلافات الداخلية الإسرائيلية حول شروط الاتفاق.
- صعوبة ضمان التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار.
- الوضع الإنساني المتردي في غزة.
- غياب الأفق السياسي لحل الصراع.
ومع ذلك، فإن استمرار الحوار والتفاوض، والتعاون الإقليمي، يمكن أن يساعد في التغلب على هذه التحديات وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. إن زيارة رئيس الشاباك إلى القاهرة تمثل خطوة إيجابية في هذا الاتجاه، وتعكس رغبة في إيجاد حلول عملية للأزمة في غزة.
ختاماً، يبقى مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة معلقاً على مدى قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى تفاهمات متبادلة، والالتزام بتنفيذ الاتفاق بشكل كامل. ويظل الدور المصري مهماً وحاسماً في هذا المسعى. نأمل أن تشكل هذه الجهود بداية لمرحلة جديدة من السلام والأمن في المنطقة.
