يتوقع أن تلعب قضية حيازة الأسلحة النارية والإجهاض دوراً بارزاً في الانتخابات الأميركية المقبلة، وفي هذا الخصوص استضاف تلفزيون «سي إم بي سي» في برنامجه «واجه الأمة» مرشحاً رئاسياً محتملاً، هو نائب الرئيس الأميركي السابق، مايك بنس، للتحدث عن هاتين القضيتين من بين قضايا أخرى، وفي ما يلي مقتطفات من تلك المقابلة:
■ اجتاحت البلاد موجة من أعمال العنف بالأسلحة النارية في الأسابيع الأخيرة، وفي بعض الأحيان يطلق أصحاب الأسلحة القانونيون النار على الأشخاص الذين يطرقون أبوابهم، أو في الممرات، أو في ساحة انتظار السيارات.. ما الذي يحدث في أميركا؟ وهل يمكن فعل أي شيء للتخفيف من هذا الخوف والعنف؟
— قلوبنا مع عائلات ضحايا الحوادث التي وقعت في مدينة كانساس وفي شمال نيويورك. لا أستطيع أن أتخيل الألم الذي يعانونه في تلك المأساة، لكن المأساة لا ينبغي أن تتطلب منا التخلي عن حريتنا، كما أن حق المواطنين الملتزمين بالقانون في الاحتفاظ بالأسلحة وحملها منصوص عليه في دستور الولايات المتحدة. لا أعرف حقائق تلك الحالات، أنا واثق بأن سلطات إنفاذ القانون المحلية ستمضي قدماً وتطبق القانون بطريقة مناسبة. هذه الموجة الأخيرة من المآسي هي دليل على الخوف الذي يشعر به كثير من الأميركيين بشأن موجة الجريمة التي تعصف بهذا البلد.
لكن أعتقد أن معظم الناس يقرون حتى لو كان لديهم خوف من الجريمة في المجتمع، بأنه لا يوجد عذر لإطلاق النار على شخص ما يوجد ببابك أو في ساحة انتظار السيارات.
أنا متأكد من أن جهات إنفاذ القانون المحلية ستخضع الأشخاص للمحاسبة المناسبة، ولكن في نهاية المطاف أتساءل ما إذا كان هذا ليس انعكاساً للخوف الذي يشعر به الشعب الأميركي من موجة الجريمة التي تؤثر على بلدنا من الساحل إلى الساحل.
■ أعتقد أنه من المرجح أن تلعب قضية الإجهاض دوراً في انتخابات 2024.. ما هو تعليقكم على ذلك؟
— كما تعلم، أنا مؤيد للحق في الحياة، وأعتقد أن سماح إدارة الرئيس جو بايدن بالحصول على عقار ميفبريستون الخاص بالإجهاض بالبريد يعتبر تغييراً جوهرياً. وأريد أن أرى هذا الدواء خارج السوق حتى في الولايات التي تشهد إجهاضاً محدوداً، وذلك لحماية الجنين.
ولكن أيضاً لدي مخاوف عميقة بشأن الطريقة التي اتبعتها إدارة الغذاء والدواء في الموافقة على عقار ميفبريستون قبل 20 عاماً. أنا ممتن لاتخاذ المحاكم إجراءات لمحاسبة إدارة الغذاء والدواء في ما يتطلبه القانون في مراجعة أي دواء يتم طرحه في السوق، لذلك من أجل حماية الجنين أيضاً من أجل صحة وسلامة النساء، أنا أتطلع إلى هذه المراجعة وأن يستمر هذا التقاضي لتحميل مصنعي ميفبريستون المسؤولية، وفي النهاية هذا يصب في مصلحة المرأة في المقام الأول.
■ نفت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الادعاءات بأن هذا الدواء غير آمن، قائلة إن المضاعفات الخطيرة نادرة، وأن أقل من 1% من المرضى يحتاجون إلى دخول المستشفى.
— لكن في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، توقفت إدارة الغذاء والدواء الأميركية عن تسجيل النتائج غير المميتة لميفبريستون، وأحد الأشياء التي آمل أن تتغير في سياق هذا التقاضي هو أن تبلغ إدارة الغذاء والدواء الشعب الأميركي بكل التأثيرات الصحية، لأنني أعتقد أن هذه القضية لها علاقة بصحة المرأة وسلامتها، وعلينا أن نحمل إدارة الغذاء والدواء المسؤولية أمام القانون.
■ هذه القضية تؤرق أيضاً الحزب الجمهوري. هناك جدل حقيقي يدور في الأروقة، فقد قالت الناشطة المناهضة للإجهاض، مارغوري دانينفيلسر، إن أي شخص يتخذ موقف الرئيس السابق دونالد ترامب – وهو أن على الولايات أن تقرر ما يحدث بشأن الإجهاض – إنما يدافع عن موقف غير أخلاقي.. هل توافق؟
— نحن ننادي بأن يهتم القانون الأميركي بقدسية هذه القضية، وهذا هو نداء العصر الذي نطلقه، فقد بثت المحكمة العليا حياة جديدة في هذا المنحى، عندما أصدرت قرار «دوبس» في يونيو الماضي (قرار تاريخي للمحكمة العليا الأميركية قضت فيه بأن دستور الولايات المتحدة لا يمنح أي حق للإجهاض). وهنا أختلف مع الرئيس السابق، فالقرار يجب ألا يتم تركه للولايات فقط، لقد انتخبنا ممثلين في كونغرس الولايات المتحدة وسننتخب رئيساً مرة أخرى في عام 2024، وأعتقد أن الشعب الأميركي سيرحب بمعايير وطنية.
الموجة الأخيرة من المآسي هي دليل على الخوف الذي يشعر به الكثير من الأميركيين بشأن موجة الجريمة التي تعصف بهذا البلد.