في مخيم للاجئين في شرق تشاد النائي، توشك آمنة مصطفى على الولادة، وتصيبها تقلصات الحمل بالدوار، كما تتورم قدماها بسبب ارتفاع درجات الحرارة. ويبني زوجها كوخاً من العصي والحبال لإيواء المولود المنتظر.
وفرت آمنة (28 عاماً) من قريتها في السودان قبل ثمانية أيام، وهي واحدة من آلاف الأشخاص الذين فروا من بلادهم منذ بدء القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية قبل أكثر من أسبوعين.
لكن العديد من الدول التي تستضيف الوافدين الجدد، ومن بينها تشاد، لديها مشكلاتها الخاصة مثل نقص الغذاء والجفاف وارتفاع الأسعار.
وقالت آمنة وهي جالسة تحتمي بظل شجرة، ملاذها الوحيد من حرارة الشمس أثناء النهار ومن الرياح أثناء الليل: «لا أعرف ماذا أفعل. سمعت أن هناك قابلات، لكن منذ أن لجأنا إلى هنا أنجبت العديد من النساء دون مساعدة طبية. أنتظر دوري».
وآمنة ليست السيدة الوحيدة. وقال زوجها إن ثماني نساء أخريات وضعن دون مساعدة في المخيم بقرية الكفرون حيث تصل درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية. ويقدم برنامج الأغذية العالمي حصص إعاشة لكن المسؤولين يقولون إن هناك حاجة إلى مزيد من التمويل.
وبدأ الصراع بين الفصيلين العسكريين في العاصمة الخرطوم، حيث تقطعت السبل بالسكان والتزموا منازلهم في ظل القصف والمقاتلين الذين يجوبون الشوارع.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إن ما بين 10 آلاف و20 ألف سوداني عبروا بالفعل الحدود إلى تشاد. وقال خميس هارون، زوج آمنة، وهو يقف بجوار هيكل من العصي غير مكتمل لمنزلهما الجديد «أنجبت نساء عدة هنا، لكن ليس لديهن مأوى، وليس بإمكان أي شخص حتى بناء هذا المأوى البسيط».