يأتي يوم الأم هذا العام على قطاع غزة وسط استمرار الحرب والحصار، حيث تحل المأساة مكان الاحتفال، ويغيب الفرح لتحل محله المعاناة والفقدان.
أمهات غزة بين النزوح والفقدان
في مخيمات النزوح المنتشرة في أنحاء القطاع، تعيش الأمهات الفلسطينيات أوضاعًا قاسية، بعيدًا عن الأجواء التي اعتدن عليها في مثل هذا اليوم. لا ورود ولا هدايا، بل خوف وحنين للأبناء والأحبة والبيوت المدمرة.
تقول أم محمد، 60 عامًا، وهي تجلس على قطعة قماش وسط خيمة نزوحها:
“كان أبنائي يحتفلون معي كل عام، واليوم لم يبق لي سوى الدعاء بانتهاء هذه الحرب المدمرة والعودة إلى ركام منزلي، علّني أجد فيه شيئًا مما فقدت.”
17 ألف طفل يتيم… ثمن الحرب القاسي
لا تقتصر المأساة على الأمهات فقط، فالحرب خلّفت أكثر من 17 ألف طفل يتيم فقدوا أمهاتهم أو كلا الوالدين، ليجدوا أنفسهم في مواجهة الحياة دون حنان الأم أو دفء العائلة.
جرح مفتوح وأمل لا يموت
وهكذا، يمر يوم الأم في غزة ليس كعيد، بل كجرح جديد يُضاف إلى جراح الحرب المستمرة. في كل زاوية من المخيمات، وفي كل منزل فقد أمه، تتردد حكايات الصمود والمعاناة.
ورغم الألم، تبقى الأمهات الفلسطينيات رمزًا للتضحية والصبر، يحملن في قلوبهن الأمل بأن يأتي يوم تُطفأ فيه نيران الحرب، ويعود الأحبة، وتشرق الحياة من جديد وسط الركام.