أظهرت دراسة حديثة أن نصف المراهقين (50%) حول العالم ممن تراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً، يقضون معظم وقتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «يوتيوب» و«إنستغرام» و«سناب شات» من خلال هواتفهم المحمولة والأجهزة اللوحية.
ووفقاً لإحصائية نشرها مركز «بيو» للأبحاث أخيراً، فإن تسعة من كل 10 من أولئك الأطفال (90%)، قالوا إنهم يستخدمون «يوتيوب»، في حين ذكر ستة من كل 10 (60%) أنهم يستخدمون موقعي «تيك توك» و«إنستغرام»، بينما قال 55% منهم إنهم يستخدمون «سناب شات»، فيما يستخدم نحو 32% «فيس بوك»، و23% يستخدمون «واتس أب».
الصحة البدنية والعقلية
وأكد خبراء أنه بغض النظر عن اسم المنصة، فإنه طالما أن المراهقين متصلون بالإنترنت دائماً فلن يكون لديهم وقت كافٍ للقيام بأشياء مهمة أخرى، وما يفعلونه على وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون سيئاً لصحتهم البدنية والعقلية.
وأشار الخبراء إلى أنه لا توجد إجابة بسيطة على مدة الفترة أو الوقت الذي يجب أن يقضيه الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي، موضحين أن ذلك يعتمد على ما يفعله الأطفال على تلك المنصات والتطبيقات، فبعضهم يتصفح المواقع فقط، بينما بعضهم الآخر يشارك ويتفاعل مع الآخرين.
وقال رئيس قسم علم النفس في الجمعية النفسية الأميركية، الدكتور ميتش برينستون، إن «الأطفال الذين يتابعون الأخبار لمدة خمس ساعات يومياً لقراءة الأحداث الجارية وإرسال رسائل مباشرة إلى أصدقائهم هم بالتأكيد أقل عرضة للخطر من الطفل الذي يقضي 10 دقائق فقط على الإنترنت، والذي يتم فيه تقديم محتوى له حول كيفية إيذاء نفسه وإخفائه عن والديه».
وأوصى برينستون بأن يغلق المراهقون هواتفهم عند الساعة التاسعة مساء طوال ليالي الأسبوع، ليتمكنوا من النوم بشكل جيد ويحصلوا على قسط كافٍ من الراحة.
أسئلة وإجابات
من جهتها، قالت أخصائية علم النفس السريري في مركز «برينستون» للعلاج النفسي في ولاية نيوجيرسي الأميركية، ميليسا غرينبيرغ، إنه «لتحديد مقدار الوقت المناسب لمتابعة مواقع التواصل بالنسبة للأطفال، يجب على الأهل أن يأخذوا في الاعتبار ما يفعله أبناؤهم المراهقون على هذه المنصات، ولذلك يجب أن نسألهم عن شعورهم عندما يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي».
واقترحت غرينبيرغ أن يتم سؤالهم السؤال التالي: «هل يتحققون بشكل إجباري لمعرفة كيفية استجابة الآخرين لما ينشرونه؟ وعدد الإعجابات أو التعليقات التي يحصلون عليها؟ هل يسهم هذا في الشعور بالسلبية تجاه أنفسهم؟».
وأضافت أنه «من المهم أن نسأل ما إذا كان المراهقون جزءاً من المجموعات الصحية الموجودة على الإنترنت»، متابعة: «عملت أيضاً مع مراهقين يتواصلون على وسائل التواصل الاجتماعي مع معجبين آخرين بموسيقى معينة أو سلسلة كتب، ويمكن أن يساعدهم ذلك على الشعور بأنهم جزء من المجتمع».
وأكدت أنه استناداً إلى هذه الإجابات، يمكن للوالدين المساعدة في تحديد حدود زمنية مناسبة مع أطفالهم.
إطار التعامل
وقالت غرينبيرغ: «إذا أشرك الوالدان أطفالهما المراهقين في هذه المحادثة فإن ذلك سيوفر إطاراً لكيفية تعامل المراهق مع مجموعة من السلوكيات في المستقبل، ليس فقط وسائل التواصل الاجتماعي، لكن أشياء أخرى مثل التلفزيون، وحتى تعاطي المخدرات».
وذكرت: «عندما أتحدث إلى الآباء في المدارس حول كيفية التعامل مع استخدام أطفالهم لوسائل التواصل الاجتماعي أنصحهم بالتأكد من حصول أطفالهم على قسط كافٍ من النوم والنشاط البدني، وتعلم التركيز على أشياء مثل الواجبات المنزلية من خلال وضع هواتفهم بعيداً والتفاعل مع العائلة والأصدقاء دون استخدام الهاتف». عن «سي إن إن»
. %90 من المراهقين يتابعون «يوتيوب»، و60% «تيك توك» و«إنستغرام».