أفادت مصادر أمريكية وإسرائيلية مطلعة لموقع أكسيوس، اليوم الأحد، أن البيت الأبيض يبدي استعدادًا للتوسط في عقد قمة تجمع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، نهاية العام الجاري، في أول لقاء محتمل بينهما منذ ما قبل حرب غزة. هذا التطور يمثل فرصة دبلوماسية هامة، خاصة مع التركيز المتزايد على مستقبل العلاقات الإقليمية بعد الصراع. هذه القمة المحتملة، والتي يمثل القمة المصرية الإسرائيلية محورها، قد تعيد تشكيل التحالفات الإقليمية وتساهم في تحقيق الاستقرار.
جهود أمريكية لترتيب القمة المصرية الإسرائيلية
تسعى الولايات المتحدة بقوة إلى ترتيب هذا اللقاء التاريخي بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء نتنياهو. المصادر تشير إلى أن واشنطن ترى في هذه القمة وسيلة لإنقاذ إسرائيل دبلوماسيًا، وتقديمها كشريك قادر على التعاون مع الدول العربية، بالتوازي مع الجهود المضنية المبذولة لترسيخ وقف إطلاق النار في غزة، وإعادة إحياء عملية السلام المتوقفة.
الهدف الرئيسي، وفقًا للمصادر، هو كسر العزلة الدبلوماسية التي تعيشها إسرائيل في أعقاب الحرب، وإظهار أن هناك مساحة للحوار والتعاون الإقليمي. هذا يتطلب بناء الثقة وتقديم ضمانات متبادلة، وهو ما تسعى الولايات المتحدة لتوفيره من خلال وساطتها.
شرط القاهرة: اتفاق الغاز كبوابة للحوار
على الرغم من الاستعداد الأمريكي، إلا أن هناك عقبة رئيسية تقف في طريق عقد القمة، وهي موقف مصر. المسؤولون الأمريكيون يؤكدون أن القاهرة لن تبدي استعدادًا للقاء ما لم توافق حكومة نتنياهو أولًا على اتفاق استراتيجي بشأن الغاز مع مصر، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات إضافية لتعزيز الثقة بين الجانبين.
هذا الشرط يعكس أهمية ملف الطاقة في العلاقات المصرية الإسرائيلية. فمصر تمتلك بنية تحتية قوية في مجال الغاز، وإسرائيل لديها احتياطيات كبيرة. اتفاق الغاز لن يفيد الطرفين اقتصاديًا فحسب، بل سيعزز أيضًا الترابط الاستراتيجي بينهما. كما قال مسؤول أمريكي لموقع أكسيوس: “بيع الغاز لمصر سيعزز الترابط بين الجانبين، ويمهّد لسلام أكثر دفئًا، ويساهم في منع اندلاع الحروب مستقبلًا.” هذا يوضح أن اتفاقية الغاز المصرية الإسرائيلية ليست مجرد صفقة تجارية، بل هي جزء من رؤية أوسع لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
رؤية اقتصادية إسرائيلية بدعم من كوشنر
في هذا السياق، كشف المصادر أن المبعوث الأمريكي السابق، جاريد كوشنر، لعب دورًا محوريًا في الضغط على إسرائيل لتقديم رؤية اقتصادية شاملة للمنطقة. كوشنر، الذي كان له دور كبير في اتفاقيات التطبيع الأخيرة، يعتقد أن الرخاء الاقتصادي هو مفتاح تحقيق السلام والاستقرار.
نتيجة لذلك، بدأ رئيس الوزراء نتنياهو بتشكيل فريق متخصص لإعداد مقترحات اقتصادية محتملة لعرضها خلال القمة. هذه المقترحات قد تشمل مشاريع مشتركة في مجالات مثل الطاقة، والبنية التحتية، والسياحة.
كوشنر اقترح أيضًا أن تكون مصر نقطة الانطلاق لهذه المبادرة الاقتصادية، نظرًا لدورها المحوري في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ومساهمتها في استعادة جثامين معظم الرهائن. هذا يؤكد على أهمية الدور المصري في تحقيق الاستقرار الإقليمي، ويثبت أن العلاقات المصرية الإسرائيلية يمكن أن تتطور إلى شراكة بناءة.
تحفظات متبادلة وغياب التواصل الاستراتيجي
على الرغم من الرغبة المبدئية التي أبداها نتنياهو في لقاء السيسي، تشير مصادر إسرائيلية وأمريكية إلى وجود تحفظات حقيقية من كلا الطرفين. هناك شعور عام بعدم وجود حماس كافٍ من كلا الجانبين لإنجاح القمة.
مصدر إسرائيلي صرح بأن البلدين لم يجرِيا اتصالات استراتيجية مهمة خلال العامين الماضيين، مما يشير إلى وجود فجوة في الثقة والتفاهم. هذا الغياب في التواصل الاستراتيجي يعقد مهمة بناء الثقة اللازمة لعقد القمة وتحقيق نتائج ملموسة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف إسرائيلية بشأن التزام مصر بتنفيذ اتفاق الغاز، ومخاوف مصرية بشأن التزامات إسرائيل تجاه القضية الفلسطينية. هذه المخاوف تتطلب معالجة دقيقة وحلول مبتكرة لضمان نجاح القمة.
مستقبل العلاقات الإقليمية والفرص المتاحة
في الختام، تمثل القمة المصرية الإسرائيلية المحتملة فرصة تاريخية لإعادة تشكيل العلاقات الإقليمية، وتحقيق الاستقرار في منطقة مضطربة. لكن نجاح هذه القمة يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك التزام الطرفين بتنفيذ اتفاق الغاز، وتقديم رؤية اقتصادية شاملة، وبناء الثقة المتبادلة.
من الضروري أن يدرك كلا الطرفين أن التعاون الإقليمي هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والرخاء المستدامين. إن إضاعة هذه الفرصة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإقليمية، وزيادة خطر اندلاع صراعات جديدة. لذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تستمر في جهودها الدبلوماسية، وأن تعمل على إزالة العقبات التي تعيق عقد القمة المصرية الإسرائيلية. تابعونا لمزيد من التحديثات حول هذا الموضوع الهام.
