العين في 16 مايو/ وام/ تساهم جامعة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق الرؤية الاستراتيجية للدولة ومبادراتها المختلفة والتي تهدف إلى تحقيق الريادة العالمية والتميز في شتى مجالات الحياة.
وتعمل الجامعة على مراجعة أولوياتها بصورة دورية بما يعكس التوجهات الوطنية الاستراتيجية الحالية والمستقبلية ، وتعتبر التكنولوجيا وأدواتها من الأساسيات والضرورات الملحة في الوقت الحالي لمواكبة التغيرات العالمية التعليمية والبحثية ، ويعد الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة من الأدوات التكنولوجية التي عملت الجامعة على تعزيزها.
وانطلاقا من إعلان دولة الإمارات استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي (AI) في أكتوبر 2017، و بما ينسجم مع مئوية الإمارات 2071 والتي تهدف إلى أن تكون دولة الإمارات الأفضل في العالم في المجالات كافة، فقد انتهجت جامعة الإمارات العديد من الاستراتيجيات والمبادرات التي تعمل على تعزيز وتطـوير وتسـريع تفعيـل تطبيقـات الـذكاء الاصـطناعي علـى المسـتويات كافـة .
وقال الدكتور أحمد علي مراد النائب المشارك للبحث العلمي في جامعة الإمارات إن الذكاء الاصطناعي كأداة تعليمية وبحثية يعتبر من الممكنات والأدوات البحثية الهامة التي تقوم الجامعة بتمكين الطالب الجامعي في استخدام مهارات الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث العلمي من خلال المنظومة التعليمية التكاملية والتي تعتمد على البرامج الأكاديمية والبحث العلمي والخدمة المجتمعية وتؤكد الجامعة على الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي بما يضم فهم شمولي تساعد على تحقيق جودة عالية في التعليم العالي.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي يمثل أهم محـرك للتقدم والنمـو والازدهـار وهـذا مـا يفسـر توجـه الجامعة الحثيـث نحـو تفعيل تقنيات الجيل الرابـع مـن الثـورة الصـناعية وعلـى رأسـها الـذكاء الاصـطناعي لتحقيق أهـدافها الطموحـة.
وأضاف أن الجامعة تعزز من الاستفادة من أفضل الممارسات البحثية العلمية في محال الذكاء الاصطناعي من خلال التعاون الدولي حيث قامت بتمويل العديد من المشاريع التي تهتم بالـذكاء الاصـطناعي، وقد بلغ عدد المشاريع الجارية التي تهتم بالذكاء الاصطناعي وتقنياته 26 مشروعاً بحثياً، من بينها 6 مشاريع بالتعاون مع جامعات في الولايات المتحدة منها جامعات مينيسوتا، وبوسطن، وميريلاند (كوليدج بارك)، وسياتل، ولويزيانا إضافة إلى 5 مشاريع بحثية بالتعاون مع جامعة زايد.
وأشار إلى وجود مشاريع بالتعاون مع معاهد شنتشن للتكنولوجيا المتقدمة الموجودة في الصين، وجامعة مالايا الماليزية، وبالتعاون مع جامعتي تورنتو و مونتريال في كندا، و جامعة ملبورن في استراليا.
وأوضح الدكتور أحمد مراد أن جامعة الإمارات تدعم الذكاء الاصطناعي كمحور من المحاور البحثية وتؤكد على أهمية المخرجات البحثية التي تساهم في تطوير العلوم ذات الصلة، حيث نشر الباحثون وأعضاء هيئة التدريس والطلبة 669 ورقة بحثية حسب بيانات سكوبس وذلك خلال الفترة من 2017-2023.
وتقوم الجامعة بشكل مستمر على تعزيـز جهودها في بناء القدرات والكوادر الوطنية وصقل مهاراتهم لدفع عجلة الاقتصاد في الدولة وذلك من خلال تطوير برامجها الدراسية وتحديثها بما يتناغم ويتوافق مع الاجندة الوطنية والتطلعات المستقبلية والمستجدات العلمية في مجالات الحوسبة وتكنلوجيا المعلومات.
ومن خلال كلية تقنية المعلومات يتم طرح برامج دراسية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي في مختلف الدرجات الدراسية مثل برنامج البكالوريوس في علوم الحاسوب وبرنامج البكالوريوس هندسة الحاسوب وكذلك البرنامج الفرعي في تخصص الذكاء الاصطناعي والذي يتيح للطلبة في الجامعة من مختلف التخصصات الفرصة لدراسة مجال الذكاء الاصطناعي والتعمق فيه للاستفادة منه في تخصصاتهم.
جدير بالذكر أن عدد الطلبة الملتحقين ببرنامجي البكالوريوس (برنامج البكالوريوس في علوم الحاسوب وبرنامج البكالوريوس هندسة الحاسوب) يبلغ قرابة 640 طالبا وتبلغ نسبة الطالبات قرابة 56% من إجمالي الطلبة المسجلين، بينما يبلغ عدد الطلبة في برنامج التخصص الفرعي للذكاء الاصطناعي في بداية الفصل الثاني 133 طالبا وتبلغ نسبة الطالبات في هذا البرنامج 68% من إجمالي الطلبة المسجلين.
وفي مرحلة الدارسات العليا تطرح الكلية برامج دراسية متنوعة من ضمنها برنامج دكتوراة في فلسفة المعلوماتية والحوسبة حيث يتوجب على الطلبة القيام بعمل مشروع بحثي ضمن المتطلبات ويقوم الطلبة في كثير من المشاريع باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في أبحاثهم من خلال التعامل مع البيانات والتحليل الإحصائي واستخدام وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي.
فعلى سبيل المثال قامت إحدى الطالبات ومن خلال رسالتها لنيل شهادة الدكتوراة والتي تم مناقشتها مؤخرا باستخدام وسائل الذكاء الاصطناعي لتطوير تقنيات للتنبؤ وتحديد الطلاب المعرضين لخطر انخفاض الأداء الأكاديمي والتي يمكن استخدامها من قبل الجهات الأكاديمية.
وتعتبر كلية تقنية المعلومات في جامعة الإمارات مركزاً هاماً لإنشاء وتطوير خوارزميات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والتي تشمل في مضمونها تطبيقات الروبوتات الذكية وآليات تحليل الصور والتعامل مع البيانات الضخمة.
كما تعتبر الكلية حلقة الوصل بين كليات الجامعة المختلفة في هذا المجال بحيث تحتضن كلية تقنية المعلومات عددا من الأساتذة والباحثين المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى احتضانها منصتي حوسبة عالية الأداء إحداها يستخدم في التعليم العميق والتعامل مع البيانات الضخمة (NVIDIA-DGX1) والأخرى منصة متخصصة للمعالجة المتوازية والخوارزميات المتقدمة المسؤولة عن حل المشكلات الحسابية المعقدة بسرعة وكفاءة (HPC).
وقد أنشأت جامعة الإمارات برنامج تخصص فرعي للذكاء الاصطناعي (Minor in Artificial Intelligence) والذي يضم مواد في أساسيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتعلم الآلة والرؤية والذكاء الحسابي لإدارة البيانات والذي يُمكن طلبة الجامعة بالتعرف على هذا المجال المميز والتعمق فيه بغض النظر عن تخصصاتهم.
وتتميز هذه الخطوة بإعطاء الفرصة للطلبة في تخصصات مختلفة بربط مفاهيم وآليات الذكاء الاصطناعي بتخصصاتهم وإعطائهم الفرصة لدمج هذه المفاهيم في دراستهم سواء كانوا من طلبة الطب أو الهندسة أو العلوم أو حتى مجال الإدارة، حيث إن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته تدخل حاليا في كافة القطاعات.
ودعماً للجهود البحثية فقد أنشأت الجامعة مركز تحليل البيانات الضخمة وهو مركز بحثي متخصص في معالجة البيانات الضخمة والذي يهدف إلى رفع مستوى الأبحاث المتخصصة في مجال البيانات الضخمة لتعود بالنفع على المجتمع، كما أسست الجامعة مختبر الذكاء الاصطناعي والروبوتات والذي يساهم ليس فقط في إنشاء بيئة توعوية وملموسة للطلبة عن معنى الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته ويهيئهم للخوض والتنافس في هذا المجال بل يسهل دمج مشاريع الطلبة وأبحاثهم بمفاهيم وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وأنظمة الأتمتة والتي لاقت نجاحات في الأونه الأخيرة تضمنت الفوز في مسابقات دولية ومحلية وساهمت في جذب التمويلات والمشاريع الخارجية.
وتعمل جامعة الإمارات على تعزيز التعاون مع الجهات الحكومية والشركات الخاصة من أجل تطوير مشاريع مشتركة في مجال الذكاء الصناعي. ويشمل ذلك المشاريع التي تهدف إلى تطوير الممارسات الحكومية والمدن الذكية والبيئة.
كما وتحرص الجامعة على انشاء علاقات دولية مع جامعات ومراكز ابحاث في مجالات بحثية وتنظيم مؤتمرات علمية في هذا المجال.
ويعد الذكاء الاصطناعي والروبوتات هما الركيزتان اللتان تقوم عليهما الصناعة 4.0. ويمكن تشبيه العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات كالعلاقة بين الدماغ والجسم. فالذكاء الاصطناعي يعتبر كالدماغ المسؤول عن تحليل البيانات المجمعة عن طريق المجسات وفهمها ومن ثم اتخاذ القرارات بناءً على التجارب السابقة والتعلم من التجارب الجديدة.
كل هذا ممكن بمساعدة خوارزميات كالتعلم الآلي والتعلم العميق المستخدمة في مجالات كثيرة كالتعرف على الصور، والرؤية الحاسوبية، ومعالجة اللغة الطبيعية، والتعرف على الكلام.
من ناحية أخرى، تعتبر الروبوتات كالجسم التي عليها التفاعل والتأثير في العالم الواقعي استجابة للأوامر الصادرة من الذكاء الاصطناعي “الدماغ”.
وساعد هذا الدمج بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات على إنشاء آلات ذكية يمكنها أداء المهام المعقدة بشكل مستقل وبأقل تدخل بشري مما ساهم في تحويل المصانع التقليدية إلى ذكية، وزيادة الإنتاجية، وتخفيض التكاليف.
وتماشياً مع مختلف استراتيجيات التحول الرقمي والصناعي ولتحقيق اهدافها، أنشأت جامعة الإمارات العربية المتحدة مختبرات بحثية ذات علاقة بمواضيع الثورة الصناعية الرابعة مثل مختبر الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ومختبر التصنيع الذكي، ومختبر التصنيع التراكمي، ومختبر علم المواد.
كل هذا تحت سقف واحد فيما يعرف بمراكز التمكين الصناعي لبناء القدرات في القطاع الصناعي وتوفير الممكنات والخدمات الداعمة.
وإيمانا منها بأهمية تكنولوجيا المعلومات والحوسبة وعلومها المختلفة ومن ضمنها الذكاء الاصطناعي في مسيرة النماء في الدولة فقد أولت الجامعة أهمية كبرى لتوفير بنية تحتية من مختبرات ومراكز بحثية متخصصة تعنى بهذا المجال.
فعلى سبيل المثال تحتضن كلية تقنية المعلومات مختبر الروبوتات والذكاء الاصطناعي ومختبر الأنظمة الذكية المتصلة حيث تسهم هذه المختبرات في إنشاء بيئة توعوية للطلبة عن معنى الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وأفضل السبل لاستخدامه في مشاريعهم وابحاثهم وتتيح لهم الفرصة في العمل على مشاريع وتطبيقات متعلقة بهذا المجال وتهيئهم للخوض والتنافس في هذا المجال على الصعيدين المحلى والعالمي.
وتحتضن الكلية كذلك منصة Nvidia DGX-1 عالية الأداء في الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق والتي تستخدم في البحث العلمي والتطبيقات التي تتطلب قدرة حسابية عالية جداً لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
وقامت الجامعة كذلك بتوفير منصة متخصصة في الحوسبة ذات الأداء العالي (High Performance Computing) للباحثين والتي تتيح لهم إمكانية معالجة البيانات الضخمة وحل المشكلات الحسابية المعقدة بسرعة وكفاءة عن طريق الخوارزميات المتقدمة والمعالجة المتوازية.
وإيمانا منها بأهمية دور المعلومات ومعالجتها للتطبيقات سواء تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي أو غيرها من التطبيقات المختلفة.. أطلقت الجامعة مركز تحليلات البيانات الكبيرة لتحفيز البحث والابتكار في علم البيانات ودعم البحث والتطوير لاستكشاف وفهم قيمة البيانات والمعرفة الناتجة عنها.
وتهتم كلية تقنية المعلومات بدعم من جامعة الإمارات بالمشاركة المجتمعية من خلال تنظيم فعاليات سنوية والمشاركة في الفعاليات المحلية والدولية فعلى سبيل المثال تنظم الكلية مسابقة ماراثون تقنية المعلومات بشكل سنوي من أجل رعاية وتنمية حماس الشباب لتقنية المعلومات.
ويشارك أكثر من 400 طالب وطالبةً على مستوى دولة الإمارات في المسابقة السنوية منذ عام 2008، ويتضمن هذا الحدث تفاعل مع معلمي المدارس لسد الفجوة في نظام التعليم من أجل تبادل المعرفة حول المواضيع الحديثة في تقنية المعلومات الحديثة وتطبيقاتها.
جدير بالذكر أن نسخة 2023 ستكون تحت بعنوان الذكاء الاصطناعي في الاستدامة.
وتقوم الكلية منذ 2004 بتنظيم المؤتمر الدولي للإبداع في مجال تقنية المعلومات والذي يمثل منصة بحثية تجمع الخبراء والباحثين البارزين في مجالات التكنولوجيا المختلفة لمناقشة آخر التطورات والقضايا الحديثة التي تتصدر مجال تقنية المعلومات وتطبيقاتها ويمثل هذا المؤتمر ملتقى تبادل الخبرات المعرفية والبحثية.
وخلال دوراته السابقة كانت هناك مشاركات مختلفة متعلقة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وفي نسخة 2023 تم تخصيص مسار متخصص ضمن المؤتمر للذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات.