نيويورك في 20 مايو / وام / دعت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي، إلى الإستثمار العاجل في مجالات الصحة من أجل العودة إلى مسار الحياة الصحية ما قبل فترة جائحة كوفيد-19، التي أعاقت التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة.
جاء ذلك في التقرير السنوي لإحصاءات الصحة العالمية الصادر عن المنظمة مساء أمس الجمعة، لافتا إلى الأضرار الكبيرة التي تسببتها الجائحة بحالة العالم الصحية، بما في ذلك زيادة التهديدات التي تمثلها الأمراض غير المعدية وأيضا المتصلة بتغير المناخ بشكل كبير.
وكشف التقرير السنوي عن أن كوفيد-19 أدى بين عامي 2020 و2022، إلى فقدان ما يوازي 336.8 مليون سنة من العمر على مستوى العالم، ما يعادل فقدان 22 عاماً من العمر مقابل كل حالة وفاة إضافية، مشيرا إلى تراجع العديد من المؤشرات المتعلقة بالصحة بسب الجائحة، والتي ساهمت في انعدام المساواة في الحصول على رعاية صحية عالية الجودة والتحصينات الروتينية والحماية المالية، مما عزز من أمراض الملاريا والسل، وقلل من أعداد من يتلقون العلاج من أمراض المناطق المدارية المهملة.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن التقرير يرسل رسالة تحذيرية للمجتمع الدولي من تهديد الأمراض غير المعدية، التي تتسبب بخسائر بالأرواح وبسبل العيش والأنظمة الصحية والمجتمعات والاقتصادات، داعيا إلى زيادة الاستثمارات في الصحة والنظم الصحية للعودة إلى المسار الصحيح نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ورغم ما أظهره التقرير من انخفاض للعديد من المخاطر الصحية، بما فيها الناجمة عن استخدام التبغ، وتناول الكحول، والعنف، والمياه غير المأمونة، وعدم توفر الصرف الصحي، وتقزم الأطفال، إلا أنه أشار إلى أن هذا التقدم لم يكن كافياً، فيما لا يزال التعرض لبعض المخاطر مثل تلوث الهواء مرتفعاً.
كما لفت إلى انتشار أمراض السمنة، وتباطؤ تحقيق التقدم في الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية مقارنة بمكاسب ما قبل عام 2015؛ ونوه إلى أنه لم يتم إحراز تقدم يذكر في الحد من المصاعب المالية التي تسببها تكاليف الرعاية الصحية.
مصطفى بدر الدين