في تطور إيجابي يعكس اهتماماً متزايداً بالوضع في الأراضي الفلسطينية، رحب نائب رئيس دولة فلسطين، حسين الشيخ، ببيان صادر عن الدول الأوروبية الأربع (فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة – E4) يدين بشدة تصاعد العنف الاستيطاني ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، بالإضافة إلى إدانة سياسات التوسع الاستيطاني غير الشرعية. هذا البيان يمثل دعماً قوياً للحقوق الفلسطينية ويسلط الضوء على أهمية حل الدولتين في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. يعتبر الاستيطان الإسرائيلي جوهر القضية الفلسطينية، وهذا الموقف الأوروبي الواضح يمثل خطوة هامة نحو محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها للقانون الدولي.
ترحيب فلسطيني رسمي ببيان الدول الأوروبية الأربع
أعرب حسين الشيخ عن تقديره العميق للموقف الأوروبي، مؤكداً على أهميته في حماية المدنيين الفلسطينيين ووقف الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين. كما ثمن دعوة الدول الأربع إلى وقف الاستيطان والإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية المحتجزة، والتي تعتبر ضرورية لدعم السلطة الفلسطينية وتمكينها من القيام بمسؤولياتها تجاه الشعب.
ودعا الشيخ إلى وقف الإجراءات الأحادية التي تعيق عملية السلام، مشدداً على ضرورة التحرك الدولي لضمان الاستقرار والسلام الدائمين في المنطقة. هذا التحرك يجب أن يشمل ضغوطاً دولية فعالة على إسرائيل لوقف أنشطتها الاستيطانية والالتزام بقرارات الشرعية الدولية.
موقف وزارة الخارجية والمغتربين: دعم الحقوق الفلسطينية وتعزيز الاستقرار
وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية رحبت بدورها بالبيان المشترك، معتبرة إياه بمثابة موقف صريح وواضح يدين الاستيطان غير الشرعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس. وأكدت الوزارة أن البيان يعكس رفضاً قاطعاً لأي شكل من أشكال الاستيطان، سواء كان جزئياً أو كلياً أو بحكم الواقع، باعتباره انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتهديداً حقيقياً للسلام العادل والدائم.
أهمية الإفراج عن أموال المقاصة
تعتبر قضية أموال المقاصة الفلسطينية من القضايا الحساسة والمهمة. فالإحتجاز الإسرائيلي لهذه الأموال، التي تمثل ضرائب تجمعها إسرائيل نيابة عن الفلسطينيين، يؤثر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي والمالي للسلطة الفلسطينية، ويعيق قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. لذا، فإن دعوة الدول الأوروبية إلى الإفراج عن هذه الأموال تمثل خطوة إيجابية لتعزيز قدرة السلطة الوطنية الفلسطينية على القيام بمسؤولياتها وتنفيذ خطط الإصلاح الوطنية.
مشروع “E1” الاستيطاني: تهديد لعملية السلام
كما أشارت الوزارة إلى أهمية دعوة الدول الأربع إلى إلغاء مشروع “E1” الاستيطاني، الذي يهدف إلى تقسيم الضفة الغربية والاستيلاء على أراضيها. هذا المشروع يعتبر عائقاً كبيراً أمام تحقيق حل الدولتين، حيث يهدد بقطع الضفة الغربية عن القدس الشرقية، مما يجعل إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة أمراً مستحيلاً.
خطوات عقابية ضد مرتكبي الانتهاكات: مطلب فلسطيني
أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية على أن البيان الأوروبي يمثل دعماً راسخاً للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، ويدعو هذه الدول إلى اتخاذ خطوات عقابية تجاه مرتكبي الانتهاكات والجرائم ضد الفلسطينيين. هذه الخطوات يمكن أن تشمل فرض عقوبات على المستوطنين المتورطين في أعمال العنف، أو على الشركات التي تدعم الاستيطان الإسرائيلي بشكل مباشر أو غير مباشر.
بالإضافة إلى ذلك، شددت الوزارة على أن احترام القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني ووقف جميع السياسات الاستيطانية هو الأساس لضمان استقرار المنطقة وتعزيز فرص السلام. وأكدت أن أي خطوات عملية تصب في هذا الاتجاه تحظى بترحيب كامل من دولة فلسطين، وتعد خطوة جوهرية نحو تحقيق العدالة والاستقرار وإحلال الأمن والسلام الدائمين.
نحو مستقبل قائم على حل الدولتين
إن هذا البيان الأوروبي، وتحديداً من الدول الأربع المؤثرة (فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة)، يمثل نقطة تحول مهمة في التعامل الدولي مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فهو يعكس وعياً متزايداً بضرورة محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها للقانون الدولي، ويدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة.
إن تحقيق السلام الدائم في المنطقة يتطلب التزاماً حقيقياً من جميع الأطراف، بما في ذلك المجتمع الدولي، بوقف الاستيطان، واحترام القانون الدولي، والعمل على تحقيق حل الدولتين الذي يضمن حقوق جميع الأطراف. هذا البيان الأوروبي يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، ويجب أن يتبعه المزيد من الإجراءات العملية لضمان تحقيق العدالة والاستقرار في فلسطين. نأمل أن يشجع هذا الموقف الدول الأخرى على تبني مواقف مماثلة، وأن يساهم في خلق بيئة دولية مواتية لتحقيق السلام العادل والدائم.
