في بادرة هي الأولى من نوعها، استضافت بلدة مونتيروسو الصغيرة في إقليم غاليسيا الإسباني في أواخر أغسطس الماضي، 120 طالب لجوء فروا من العنف وعدم الاستقرار السياسي في بلادهم الإفريقية، معظمهم من مالي، حيث بدأت رحلتهم من بلادهم قبل أشهر على بعد 3000 كيلومتر. ودخلوا إلى ملعب كرة القدم في البلدة وسط تصفيق حار، تخللته صيحات الترحيب.
ففي أواخر أغسطس، بدأت بلدية مونتيروسو التي يبلغ عدد سكانها 3600 نسمة، تعد العدة للترحيب والاحتفال بهؤلاء اللاجئين، بعد أن سلكوا واحداً من أخطر طرق الهجرة في العالم للوصول إلى جزر الكناري الإسبانية، ومن ثم إلى البر الرئيس. كانت هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها البلدة، طالبي لجوء. ويقول رئيس نادي مونتيروسو لكرة القدم المحلي، بالبينو مارتينيز «لقد رأينا أن بعض أهل البلدة بدؤوا في وصمهم بالعار، وبدأ الناس يشعرون بالتوتر بعض الشيء، نريد مساعدة هؤلاء اللاجئين، لكننا نريد أيضاً تهدئة الأجواء». ويسترسل «لقد بذل النادي قصارى جهده لتسهيل وصول هؤلاء الوافدين الجدد، من السماح لهم بالوصول إلى مرافق مريحة، إلى إطلاق حملة لجمع الملابس لهم.. أردنا أن نجعل سكان البلدة يدركون أن هؤلاء الأشخاص غادروا بلادهم من أجل البقاء والبحث عن حياة أفضل، إنهم ليسوا مجرمين أو أشخاصاً سيئين».
وسلط النادي الضوء على وصول عشرات الشباب الذين يتوقون جميعاً للعمل، كان فرصة هائلة في منطقة كانت تتلاشى بشكل مطرد. وأشار بيان النادي إلى أن هذه ليست مسألة صدقة، بل خلق فرص. وقال مارتينيز إن استجابة الناس كانت إيجابية للغاية، حيث شارك العديد منهم بأفكارهم الخاصة حول كيفية المساعدة.
تصدرت هذه الأحداث عناوين الصحف في مختلف أنحاء إسبانيا. وتضمنت أول مباراة للنادي في الدوري تكريماً للوافدين الجدد، حيث تم منحهم تذاكر مجانية لمشاهدة مباريات الموسم، في حين عرض عليهم مصفف شعر قصات شعر مجانية، ودعاهم آخرون إلى تناول القهوة. وكانت وسائل الإعلام سريعة في مقارنة تضامن المدينة مع جهود اليمين المتطرف في البلاد لشيطنة طالبي اللجوء.
وكان عمدة البلدة المحافظ، إيلوي بيريز، من بين أولئك الذين أعربوا عن معارضة وصولهم في بادئ الأمر، وأبدى قلقه بشأن الضغط على الموارد المحلية، على الرغم من تعهد الحكومة المركزية بتغطية جميع التكاليف المرتبطة بذلك، كما فعلت مع وصول اللاجئين الأوكرانيين.
بعد نحو 10 أيام من بدء مونتيروسو في الترحيب بجيرانها الجدد، وصفهم مارتينيز بأنهم حريصون على الاندماج. وقال: هؤلاء أشخاص جاؤوا للعمل، وهم يكافحون لتعلم اللغة، والتكيف مع المنطقة، إنهم يقولون مرحباً للجميع. إنهم يقدمون لنا مثالاً.
وكان سعيداً برؤية جهود البلدة تظهر في القصص الإخبارية في جميع أنحاء البلاد. ويقول مارتينيز: لأن وسائل الإعلام غالباً ما تكون مملوءة بالأخبار السلبية في نهاية المطاف، فإنه إذا انتهى الأمر بأحد هؤلاء اللاجئين البالغ عددهم 120 لاجئاً إلى مواجهة مشكلة، على سبيل المثال، فسيتم نشرها بشكل أكبر من الإشادة بـ119 لاجئاً يفعلون كل شيء على ما يرام.
وتجري جهود مماثلة في العديد من المدن في جميع أنحاء إسبانيا التي فتحت أبوابها لطالبي اللجوء الذين ينتهي بهم الأمر في جزر الكناري. قال مارتينيز: الجميع يهنئوننا لأننا نفعل شيئاً إنسانياً، لكن العديد من هذه المبادرات لا يتم الإبلاغ عنها أبداً.
وترى دي إزيفيدو من بعض النواحي، أن الترحيب الحار مناسب بشكل طبيعي في منطقة تميزت منذ فترة طويلة بالهجرة. وتقول هذه الفتاة، التي انتقل أجدادها إلى شمال فرنسا في السبعينات بحثاً عن عمل: هنا في مدينتنا يوجد العديد من الأشخاص الذين ذهبوا إلى ألمانيا وسويسرا والأرجنتين، والآن يحدث الشيء نفسه، يأتي آخرون إلى بلادنا لأنها أفضل حالاً من غيرها. عن «الغارديان»
• بدأت بلدية مونتيروسو، التي يبلغ عدد سكانها 3600 نسمة، تعد العدة للترحيب والاحتفال بهؤلاء اللاجئين، بعد أن سلكوا واحداً من أخطر طرق الهجرة في العالم للوصول إلى جزر الكناري الإسبانية، ومن ثم إلى البر الرئيس.