.. من بتول كشواني.
الشارقة في 22 مايو/ وام/ قال سعادة سالم عمر سالم مدير المكتب الإقليمي للمنظمة – إيسيسكو في إمارة الشارقة إن المكتب أعدّ فعليًا استراتيجية كاملة له وتمت مناقشتها مع إدارة المنظمة وسيتم عرضها قريبًا على صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وأضاف – في تصريح لوكالة أنباء الإمارات / وام / – أن النظام الأساسي للمكتب الإقليمي يتضمن العمل بالتوازي مع أهداف المنظمة بصفة عامة إلى جانب إعداد خطة لاستقطاب الكفاءات و الخبرات وإعداد الأنشطة و الفعاليات و الدخول في شراكات مع جهات ثقافية وحكومية محلية ودولية وكذلك الدخول في اللجان الوطنية الثقافية في هذه الدول لتنظيم البرامج و الفعاليات على أرض الواقع في تلك الدول أو في دولة الإمارات .
و أوضح أن المكتب سيعمل ضمن استراتيجيته الجديدة على دراسة مؤشرات الثقافة في الدولة التي تؤثر بدورها على المؤشرات الاقتصادية، فالمؤشر الثقافي مهم في التقييم الاقتصادي لأي دولة وعلينا تحديث هذه المؤشرات فالقفزات النوعية التي حققتها دول الخليج العربي خاصة في هذا المجال تحتم علينا رصد الأرقام الجديدة.
و ذكر أن هناك توجهات للاستفادة من البنية التحتية في دولة الإمارات في مجال الفضاء والتقنية والبرمجة والعلوم الصحية والإنسانية والتبادل الحضاري بين الدول و العمل مع الجامعات العلمية في الإمارة ومنها جامعة الشارقة والجامعة الأمريكية في الشارقة وكليات التقنية العليا .. مشيرًا إلى وجود تواصل مع جهات تعليمية خاصة أيضًا مثل أكاديمية اتصالات للاستفادة من برامجها و استقطاب الطلاب من العالم الإسلامي للاستفادة منها و كذلك الجامعة القاسمية.
وتابع :” نتطلع للتعاون مع الهيئات والدوائر المعنية بالثقافة على مستوى دول الخليج والدول التي يغطيها المكتب الإقليمي إضافة إلى التعاون مع الجهات الخاصة للاستفادة من خبراتهم وعقد برامج نوعية متخصصة تعود بالمنفعة على الجانبين وكذلك العمل على الترويج للمكتب الإقليمي للمنظمة بالتعاون مع الجهات الإعلامية والمتخصصة في الثقافة وأبرز مواقع التواصل الاجتماعي لإثراء عمل المكتب “.
ولفت سعادة سالم عمر سالم إلى خطة المكتب للمشاركة في الدورة المقبلة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب .. موضحا : “ أن المنظمة لديها إصدارات كثيرة وعلينا عرضها في المعرض ضمن جناح خاص كما سنتشارك مع مجموعة من الناشرين لتوزيع إصدارات المنظمة على منصاتهم الرقمية و في المكتبات على مستوى العالم ،كما نخطط للمشاركة في المعارض العلمية والمؤتمرات الخاصة بالفضاء والتكنولوجيا”.
وقال إنه بالتعاون مع جامعة الشارقة تم ترشيح طالب متخصص في الفضاء للمشاركة في مخيم تدريبي تنظمه المنظمة في تركيا خلال يوليو المقبل حيث سيطلق الطلبة المشاركون مكوكا فضائيا بحجم علبة المشروب الغازي إلى الفضاء والذي سيعمل على استقبال و إرسال الإشارات الفضائية و سيتم تدريب الطلبة على ذلك .
و أشار إلى أن المكتب يعمل حاليًا على الترتيبات الخاصة لإنشاء موقع إلكتروني خاص به يعرّف بكافة تفاصيل المكتب من الأهداف والإنجازات والبرامج والفعاليات والخطط المستقبلية لإفادة الطلبة والباحثين و الإعلاميين كما سيتم زيادة المحتوى الرقمي على كافة المنصات التابعة للمكتب.
وتوقع أن يكون إطلاق الموقع بنهاية العام الجاري، كما يتم العمل على تخصيص منصة ثقافية إسلامية تخدم رؤية الشارقة في المجال الثقافي ورؤية المنظمة بصفة عامة و ستضم كافة المعلومات و الأبحاث و الأمور الخاصة بالثقافة الإسلامية .
وألقى سعادته الضوء على الأدوار التي يغطيها المكتب في مجال التعليم بهدف رفع كفاءة المعلمين ونظام التعليم في المجال المدرسي والجامعي بالدولة ودول المنطقة من خلال إعداد البرامج والمؤتمرات، بالإضافة إلى حفظ و صون التراث المادي وغير المادي في الدول التابعة للمكتب الإقليمي وتوثيقها وإعداد معيار دولي يناسب التوجهات الدولية في المنظمات الأخرى واستمرارية المكتب في العمل مع المقر الرئيسي للمنظمة من خلال الأنشطة و البرامج النوعية و أوراق البحث العلمي في مختلف المجالات الثقافية و الفنية و المسرح و التراث لإثراء المستوى الثقافي للمجتمعات إضافة إلى اعتماد المواقع الأثرية في الدولة والدول التابعة للمكتب الإقليمي.
ولفت إلى أن المكتب يعمل على تبادل الدراسات العلمية ومؤشرات الثقافة بين دول الأعضاء في المنظمة وإثراء الثقافات في دول المنظمة (العلمية و الثقافية) على مستوى المدارس و الجامعات في تعاون تكميلي مع المنظمات الأخرى واتخاذ قرارات قائمة على البيانات و الأدلة و داعمة للابتكار ومنتبهة للمخاطر باعتماد نموذج عمل مرن ومتجاوب و التزام التكامل بأعلى معايير الأداء و الكفاءة العالية من خلال حوكمة تعتمد معايير الجودة و التميز إلى جانب خدمات استباقية منصفة لكافة المعنيين باعتماد ثقافة مؤسسية تشاركية واتصال مؤثر وإعداد نموذج عمل موجه نحو تحقيق النتائج والأهداف من خلال الاستثمار الأمثل للموارد البشرية .
جدير بالذكر أن مسيرة عمل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو – انطلقت في 1981 استجابة لحاجات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى جهاز متخصص وآليات عمل مشتركة تجسد متطلبات العالم الإسلامي من خلال اهتمام هذا الجهاز بتنظيم شؤونه التربوية والعلمية والثقافية برؤية معاصرة ترتكز على ثوابت الإرث الحضاري والتاريخي لهذه الدول.
وتجسيدًا لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتبلورها حول توفير مستلزمات عمل -الإيسيسكو- وتسهيل وتمكين المنظمة من أداء مهامها في محيط عملها بعقد الأنشطة الثقافية وتوفير أطر تفاعلها مع محيط عملها وتمكينها من تطوير سياساتها التنموية المعرفية والابتكارية وتمكينها من تقديم أفضل الخدمات الفنية والعلمية والعملية والدعم المؤسسي للدول الأعضاء، تبلورت توجيهات سموه بتأسيس “المكتب الإقليمي للإيسيسكو بالشارقة” عام 2001 لدعم توجهات ورؤية و تطلعات حكومة الشارقة بالتوازن مع رؤية المنظمة المتمثلة في حفظ الإنجازات الثقافية و الفنية و العلمية والعمل على إيجاد معايير للارتقاء بالمجتمعات ليس في دول المنطقة فحسب بل على مستوى العالم الإسلامي .
و يضم المكتب الاقليمي في الشارقة في عضويته 12 دولة من أصل 54 دولة وهي بالإضافة لدولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، دولة قطر، دولة الكويت، مملكة البحرين، الجمهورية اليمنية، جمهورية العراق، الجمهورية العربية السورية، المملكة الأردنية الهاشمية، دولة فلسطين، والجمهورية اللبنانية.