كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأسبوع الماضي، أن الرؤساء الأميركيين يمارسون الغش في المؤتمرات الصحافية على نحو ما يفعله بعض طلاب المدارس المنفلتة في الامتحانات الدورية، بحسب واقعة تابعتها الصحيفة.
ففي مقال كتبه الصحافي بول فرحي بعنوان «السر الصغير القذر في مؤتمرات البيت الأبيض الصحافية»، قال الكاتب إن «الرئيس الأميركي جو بايدن قدم إجابة دقيقة ومطولة عن السؤال الأول في المؤتمر الصحافي الرئاسي الذي عقد الأربعاء الماضي بما يشي أنه كان يعرف السؤال مقدماً».
واستطرد فرحي أن «صورة التقطتها إحدى الوكالات الصحافية بالصدفة للمؤتمر كشفت عن واحد من أهم الأسرار الرديئة التي يمارسها الرؤساء الأميركيون في مؤتمراتهم، والتي تبين بعد هذه الصورة أنها أقل عفوية، أقل استرسالاً بريئاً لما تبدو عليه».
وواصل فرح أن «الصورة المشار إليها، والتي التقطتها وكالة الأنباء الفرنسية، أظهرت بطاقة في يد بايدن مكتوب عليها: السؤال رقم واحد، محرر لوس أنجلوس تايمز كورتني سابرا امنيان، سياسة خارجية، إنتاج أشباه الموصلات، السؤال: كيف تحدد أولوياتك المحلية مثل إعادة تشكيل سياسة إنتاج أشباه الموصلات مع سياسات التحالفات الخارجية».
وأشار فرحي إلى أن «موظفي البيت الأبيض اعتادوا استطلاع آراء الصحافيين قبيل المؤتمرات، ومعرفة أولوياتهم واهتماماتهم مسبقاً، لينبهوا الرئيس إلى ما يمكن أن يتوقعه بعد صعود المنصة، كما أن الأمر نفسه شائع في المؤتمرات الخاصة بوزارات معين كالخارجية والدفاع»، كما كشف مسؤول أن «كل موظف يحاول أن يثبت ذكاءه، ويعد للرئيس ما يمكن أن يتعرض له من أسئلة».
وقد حاولت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» النأي بنفسها عن الواقعة، فقالت الناطقة باسم الصحيفة هيلاري مانتنغ إن «سابرا امنيان لم تقدم أي ورقة تحمل أسئلة محددة أو عامة»، لكن «سابرا امنيان قالت لمسؤولين إن إنتاج أشباه الموصلات كان ضمن المحاور التي ستسأل عنها في المؤتمر الصحافي».
سكرتيرة البيت الأبيض كارينا جين بيير نفت أيضاً أن تكون استلمت أي أسئلة من سابر امنيان، وقالت إنه «من الطبيعي ان يقدم إيجاز للرئيس عن الصحافيين، وعن المحاور التي سيتناولونها في أسئلتهم»، لكن مسؤولين في البيت الأبيض كشفوا عن استطلاع للصحافيين يتم قبل الإحاطة اليومية غير الرسمية المسماة (غاغلز)، وأن موظفين يرسلون المحور الذي يعتقدون أنه استجد قبل المؤتمر.
الطريف أن الرئيس الأميركي الوحيد الذي لم ينتهج هذا الطريق هو دونالد ترامب، حيث كان يتلقى الأسئلة من أي صحافي ويتكلم دون مسودة.
تبدو القصة بسيطة من الخارج، لكنها في الداخل الأميركي تبدو زلزالاً في بلد يتنفس إعلاماً ويحيا على أنغام كشوفاته ومعاركه.
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأسبوع الماضي، أن الرؤساء الأميركيين يمارسون الغش في المؤتمرات الصحافية على نحو ما يفعله بعض طلاب المدارس المنفلتة في الامتحانات الدورية.